عين مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة فريقا من خبراء دوليين الجمعة للتحقيق في العدوان الذى نفذته القوات الخاصة الصهيونية ضد قافلة سفن مساعدات متجهة إلى قطاع غزة في مايو. وقالت الأممالمتحدة في بيان إن فريق تقصي الحقائق يضم خبراء مستقلين هم السير ديزموند دي سيلفا من بريطانيا وكارل هادسون فيليبس من ترينيداد وتوباغو وماري شانتي دايريام من ماليزيا.
وكان المجلس المكون من 47 عضوا صوت الشهر الماضي لصالح إجراء التحقيق للنظر في انتهاكات القانون الدولي خلال العدوان الصهيوني الذي استشهد فيه تسعة نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين.
وقال مسئولون صهاينة الجمعة إن تل أبيب ستقوم بمحاولة جديدة فيما يبدو لاصلاح العلاقات مع تركيا باعادة سفن المساعدات التركية التي قتلت القوات الصهيونية على متن واحدة منها تسعة ناشطين أتراك في مايو.
وسحبت تركيا التي كانت صديقة للدولة الصهيونية سفيرها وعلقت مناورات عسكرية مشتركة بعد الهجوم الذي وقع في 31 مايو على سفينة "مافي مرمرة" وخمس سفن اخرى. وطلبت أنقرة ايضا اعتذارا وهو ما رفضته تل أبيب.
وفي حين فقدت تل أبيب حليفا قويا بالمنطقة حشدت تركيا الدول العربية والاسلامية الغاضبة لتعزز مسعاها للعب دور بارز في الشرق الاوسط في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الذي تضرب جذوره في الاسلام السياسي.
وتعطلت المحادثات لاعادة السفينة مرمرة والسفينتين الاخريين بسبب مطالبة الصهاينة بأن يوقع أصحابها تعهدات بعدم تسيير مساعدات جديدة الى قطاع غزة الذي تديره حركة حماس الفلسطينية. وقال مسئول صهيوني "تم اتخاذ قرار للسماح للسفن بالرحيل دون مزيد من الشروط. تم ابلاغ تركيا. سترحل قريبا".
وصرح مسئول صهيوني اخر بأن السفارة التركية تتولى المناقشات بشأن كيفية استعادة السفن من مرفأي أسدود وحيفا لكن لم يصدر تعقيب من السفارة على الفور.
وكانت عودة السفن احدى الخطوات التي طلب مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة من الصهاينة القيام بها بعد يوم من العدوان.
ونقلت وكالة الاناضول للانباء المملوكة للدولة عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله في فيتنام "هذا شيء كان يتعين على اسرائيل القيام به على أي حال. كانت هناك خطوات معينة يجب على اسرائيل ان تتخذها وهذه واحدة منها". وأضاف "يحدونا الأمل في أن تتخذ الخطوات اللازمة الأخرى".
وفي حين تتوقع وصول سفينتي مساعدات من لبنان، قالت تل أبيب الخميس، ان لها الحق في "استخدام كل الوسائل الضرورية" لمنعهما من الوصول الى غزة.
ووصفت وسائل الاعلام الصهيونية مغادرة السفينتين مريم وناجي العلي بأنها وشيكة. لكن مصادر لبنانية قالت ان السفينة مريم تقطعت بها السبل بسبب مشكلات تتعلق باجراءات ورقية.
واعترفت تل أبيب بارتكاب أخطاء في التخطيط لاعتراض السفينة مافي مرمرة في عرض البحر لكنها بررت قتل أفراد الكوماندوز الصهاينة للناشطين، زاعمة ان قواتها تعرضت لهجمات بالهراوات والسكاكين بعد هبوطها من طائرات هليكوبتر. ويكذب ناشطون هذه الرواية.
وقال الجنرال الصهيوني السابق جيورا ايلاند الذي ترأس تحقيقا عسكريا داخليا في الواقعة انه كان يمكن تقليل اراقة الدماء اذا أخلت القوات سطح السفينة مرمرة باستخدام خراطيم مياه ذات ضغط عال أو برش المياه من الجو.
وفي نفس الوقت اقام ثلاثة ناشطين اسبان دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في محكمة مدريد العليا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مهاجمة الاسطول الذي كانوا على متن سفنه.
وقال أنطونيو سيجورا محامي احد الناشطين إن الإجراء القانوني تركز على اعتقال الاسبان في أعالي البحار واستجوابهم اللاحق ومحاولات تعذيبهم في الدولة الصهيونية اذا تم اقتيادهم إلى هناك بالقوة. ولم تنجح اي قضية مرفوعة أمام المحاكم ضد رئيس حكومة حتى الان في اسبانيا.