انتقد الكاهن السوري الياس زحلاوي في رسالة مفتوحة وجهها إلى البابا بينديكت السادس عشر، مواقف الفاتيكان والكنائس الغربية عموما من الدولة الصهيونية، ودعاهم لعدم المساواة بين الجلاد والضحية وحثهم للخروج عن صمتهم وقول كلمة الحق فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وحصار، متطلعاً الى دور غير منحاز لكنائس الغرب وأكثر وتطابقا مع معاني العدل والحرية ورفع الظلم عن المُضطهَدين وتكمن خطورة هذه التصريحات كونها تصدر من داخل الكنيسة، وعن رجل متخصص ألف ما يزيد عن عشرين كتابا، ودرّس اللاهوت في القدس وسميّ كاهنا منذ 1959. قال في تصريحات صحفية نشرت اليوم مآخذي على الفاتيكان وكنائس الغرب كثيرة، ولكن اذا أردنا ان نتكلم فقط عن فلسطين فإنها ترتكز على ما فعله ويفعله الغرب برمّته والدولة الصهيونية، في فلسطين أولاً، ثم في الشرق العربي ثانياً، وما ينوون فعله في إيران ثالثاُ.
وقال أن هناك ثغرات خطيرة في الفاتيكان 1- الثغرة الأولى هي تجاهل الفاتيكان للواقع السياسي العام الذي فُرِضَ على الشرق برمته، منذ نشوء دولة إسرائيل، والواقع الظالم الذي حل ويحل بالفلسطينيين. إذ أننا لم نسمع يوماً إدانة صريحة لإسرائيل!!
2- الثغرة الثانية، هي تجاهل الفاتيكان للواقع السياسي العام على مستوى العالم، الذي يمارسه الغرب، منذ سنوات بعيدة، والذي تفاقم أولاً في الحرب القذرة على العراق عام 1991، ثانياً وبصورة مخزية، بعد أيلول عام 2001.
3- الثغرة الثالثة هي، بكل صراحة وبساطة، ورقة العمل التي صاغها الفاتيكان للمؤتمر الذي سيعقد في تشرين الأول عام 2010 في روما، لدراسة أوضاع الكنائس والمسيحيين في الشرق الأوسط. لأن هذه الورقة صمتت عن السبب الأكبر، للمآسي التي تحل بسكان الشرق العربي كله، مسيحيّيه ومسلميه على السواء. فمشكلة جميع سكان الشرق، خصوصاً المسيحيين منهم، ليست مع الإسلام، ولم تكن يوماً مع الإسلام. ولكنها مع سياسة الغرب الظالمة، ومع دعم الغرب الأعمى لإسرائيل، وما يسبب كل ذلك من توتر متفاقم، ومن هدر أموال طائلة، ومن هدر أرواح لا يتوقف، ومن استمرار لتخلف قديم، ومن نزيف أدمغة مستمر، ومن إحياء لشياطين طائفية دفينة، تؤلب حتى المسلمين على بعضهم البعض.