كيف استقبلنا في مصر تصريحات بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر ؟ من خلال المتابعة يمكن القول أن ردود الفعل حول مطالبة بابا الفاتيكان بحماية الأقليات المسيحية دارت حول الآراء التالية: أولا: جماعة أسرعت بمهاجمة البابا باعتبار ما قاله فيه تدخل في الشئون الداخلية لبلد مثل مصر, وهذا صحيح لاعتبارات عديدة. ثانيا: جماعة أخري هونت من تصريحات الحبر الاعظم ومالت الي التخفيف من تأثيراتها. ثالثا: جماعة أخري تمثل الكنيسة الكاثوليكية في مصر أسرعت بتفسير تصريحات البابا علي أنها أسيء تفسيرها وأنه لم يتدخل في شئون مصر الداخلية. التفسيرات الثلاثة نابعة غالبا إما عن عدم معرفة بحجم الدور الروحي والتأثير السياسي في العالم الغربي للفاتيكان أو لجهل بالدور الذي يلعبه الفاتيكان في العالم رغم أي نفي عن التدخل في السياسة أو الاقتراب منها أو دفاعا عن الكنيسة الأم التي خاضت خلافات لاهوتية مع كنيسة الإسكندرية أقدم كنائس العالم قاطبة والتي تعد الكنيسة الوطنية المصرية بامتياز. تصريحات بابا الفاتيكان لا بد أن توضع في سياقها السليم بهدف التحليل الدقيق لتنافسات الاديان في مسألة التبشير والسعي الي اكتساب نفوذ في العالم ومن المعروف الدور الذي لعبته البعثات التبشيرية للفاتيكان في العديد من دول افريقيا والخدمات الجليلة التي قدمتها الفاتيكان في المرحلة الإمبريالية للعالم الغربي. كلمات بابا الفاتيكان ليست بعيدة عن السياسة.. هي في قلب السياسة وقد يصلح المجال لطرح أسئلة من عينة من وراء دفع مسيحيي العراق الي الهجرة وترك بلدهم ثم البكاء عليهم؟ من سهل الإجراءات اللوجستية لاستيعابهم في المجتمعات الجديدة.. الحديث هنا عن هجرة750 ألف مسيحي من العراق. وما علاقة بابا الفاتيكان بالاقباط الارثوذكس الذين يتبعون كنيسة مختلفة ولهم بابا آخر؟