«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في مؤتمره بالأزهر.. حزب العمل يدين تصريحات بابا الفاتيكان ويطالبه بالاعتذار.. ومجدي حسين يعتبرها غطاء شرعي للحملة الصليبية
نشر في الشعب يوم 18 - 09 - 2006

تسارعت ردود الأفعال والتطورات بشأن تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأثارت كلمات البابا غضب العالم الإسلامي في مصر والمغرب وتركيا وفلسطين والأردن وباكستان ولبنان وسوريا وأدانت عدة دول ومنظمات إسلامية وعربية تصريحات البابا بشأن الإسلام والتي أدلى بها هذا الأسبوع أثناء زيارة لألمانيا وطالبوه بتقديم اعتذار، كما طالبه حزب العمل المصري في مؤتمره الأسبوعي بالأزهر بالاعتذار وحث العالم الإسلامي على التحرك والدفاع عن الدين.. وقد سارع الفاتيكان لإصدار بيان لاحتواء غضبة العالم العربي والإسلامي، وزعم البيان الذي أصدره كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي إن البابا لم يرد الإساءة للمسلمين بل كان يسعى لنشر الاحترام بين الأديان.. ولم ينجح البيان في تهدئة الموقف.
ففي مؤتمر حزب العمل الأسبوعي الجماهيري الحاشد بالجامع الأزهر أدان مجدي حسين الأمين العام للحزب التصريحات المسيئة والمهينة للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم والتي أطلقها بابا الفاتيكان "بيندكت السادس عشر"، وطالبه بالاعتذار الرسمي والسريع للعالم الإسلامي وإلا فإنه يجب على شعوب وحكوماتِ الدول الإسلامية بقطع العلاقاتِ مع الفاتيكان لأن مثل هذه التصريحاتِ من شأنها أن تُؤجج العداوةَ والصراع بين أتباع الأديانِ السماوية وتُهدد الاستقرار العالمي.

ووسط مشاركة جماهيرية حاشدة وحضور إعلامي كثيف, عقد حزب العمل مؤتمره الأسبوعى بالجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة اليوم فى أجواء شديدة الغضب عمت المصلين من التصريحات المسيئة والمهينة للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم, وأطلق المصلون الهتافات المدوية التى عبرت عن غضبهم من تلك التصريحات الحاقدة وطالبت الحكام بالرد عليها عمليا منها: "لا إله إلا الله إحنا فداك يا رسول الله", "إحنا صبرنا سنين وسنين.. إلا رسول الله والدين", "يسقط يسقط الفاتيكان", " يامبارك فينك فينك دين محمد يبقى دينك".. وقد شهد المؤتمر أيضا حضورا كبيرا من القوى السياسية والوطنية وعلى رأسهم أعضاء مجلس الشعب من جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات سياسية أخرى.

وخرجت مظاهرة ضخمة من المصلين بعد صلاة الجمعة تندد "بالجبناء والصليبيين" ورددوا هتافات معادية لبابا الفاتيكان وسط إجراءات أمنية لشرطة مكافحة الشغب، وطالب المتظاهرون بطرد كافة سفراء الفاتيكان في كافة الدول العربية ومنع البابا من زيارتها قبل تقديمه اعتذارا خطيا.

وأكد الأمين العام لحزب العمل أن الحرب على الإسلام خرجت من نطاق التلميح إلى نطاق التصريح وأن بابا الفاتيكان بتصريحاته الأخيرة يخدم أغراضه الصليبية الحاقدة على الإسلام والنبى محمد صلى الله عليه وسلم والتى تريد القضاء على هذا الدين.
وقال مجدي حسين: إن البابا يكرر المقولات التى أدمنها أسياده السابقين من الكارهين لهذا الدين بأن الإسلام لم ينتشر إلا بالقوة وبحد السيف, ولكننا نقول له إن أكبر دولة إسلامية فى آسيا وهى "أندونيسيا" والتى يوجد بها ما يزيد عن 200 مليون مسلم, وأكبر دولة فى أفريقيا وهى "نيجيريا" لم يدخلها جيش إسلامي ولم تطلق عليها طلقة واحدة من جندى مسلم, فكيف انتشر بها الإسلام بتلك السرعة؟!! متعجبا أن يتجاهل بابا الفاتيكان هذه الحقائق وهو الذى يدعى أنه أكاديمى ودارس للتاريخ.
وأضاف مجدي حسين أن " سيبيريا" -هذه الأرض الواقعة فى أقصى القطب الشمالى للكرة الأرضية, والتى تنخفض فيها درجة الحرارة عن 50 درجة تحت الصفر- معظم سكانها أيضا من المسلمين, موضحا أن كلمة "سيبيريا" هى تحريف لإسمها الحقيقى " صبرى ستان", فهل ثبت فى التاريخ أن هناك جيشا مسلما دخلها؟!
واعتبر مجدي حسين أن تصريحات البابا الأخيرة ما هى إلا "غطاء شرعى" أراد البابا إعطاءه لجورج بوش لاستئناف حملته الصليبية على المسلمين "الفاشيين" حسب تعبير بوش, وامتدادا لتصريحات سابقة من قادة الفاتيكان أيضا تؤكد أن الحرب على العالم الإسلامى دينية, وممارساتهم البشعة بحق المسلمين ومساجدهم فى العراق وأفغانستان وفلسطين هى أبلغ دليل على ذلك.
واستنكر مجدى حسين بشدة موقف الحكام العرب والمسلمين المخزى والذى كان دون المستوى فى أزمة الرسوم الكاريكاتورية الأخيرة فى الدنمارك والتى أهانت النبى صلى الله عليه وسلم, واعتبر أن تلك المواقف المتخاذلة هى التى شجعت بابا الفاتيكان على إطلاق تلك التصريحات القذرة, مضيفا أنه إذا كنا نلعن البابا مرة, فإننا نلعن حكامنا المتساهلين مع إهانة الإسلام والنبى ألف مرة.
وحمل حسين بشدة على النظام المصرى ووصفه بأنه باع الإسلام من أجل التبعية للطغاة "أمريكا وإسرائيل", فقد وقف مع اسرائيل ضد حزب الله فى لبنان, وضد الفلسطينيين فى غزة, مؤكدا أن الحكومة المصرية شاركت فى تجويع غزة بمنعها تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية عبر حدودها البرية بأمر من أمريكا.
وشدد على أن النظام المصرى هو الذى جرأ علينا بابا الفاتيكان كما جرأ علينا من قبل رسامى الكاريكاتير الدنماركى بمواقفه التى قضت على مكانة مصر ودورها كحامية للإسلام والمسلمين فى العالم كله.
وأكد مجدي حسين أن هذا الشعب الأبى وقواه السياسية الحرة ستواصل كفاحها ضد هذا النظام المتخاذل فى جميع الساحات بالطرق السلمية حتى يتم اسقاطه, أو يكون على مستوى المسئولية تجاه قضايا الأمة.

رد فعل ومطالبة بالاعتذار

وعلى الصعيد العربي والإسلامي فقد تباينت ردود الأفعال من الدول والمنظمات والهيئات والشعوب.. فقد أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم في عضويتها 57 دولة إسلامية عن أسفها لتصريحات البابا وطالبت البابا بتوضيح موقفه. وقد رفض الشيخ يوسف القرضاوي تصريحات البابا وطالبه بالاعتذار للأمة الإسلامية، أما المفكر الإسلامي محمد عمارة فقد حاول أن يضع كلام البابا عن الإسلام في سياق تاريخي عام، مشيرا إلى أن الكنيسة شنت على العالم الإسلامي حربا دامت قرنين من الزمن، ودعا عمارة بنديكت ال16، إلى النظر في خريطة العالم الإسلامي للتحقق من الطرف الذي يغزو الطرف الآخر.

وندد واستنكر إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني باسم شعبه تصريحات البابا بشأن الدين الإسلامي، مطالبا الحبر الأعظم ب"التوقف عن المس" بالديانة الإسلامية وبإعادة النظر في تصريحاته بشأن الإسلام كعقيدة وشريعة، معتبرا أنها جافت الحقيقة ومست جوهر العقيدة وأساءت إلى التاريخ الإسلامي.

فيما طالب محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين المصرية الدول الإسلامية بالتهديد بقطع علاقاتها مع الفاتيكان ما لم يسحب البابا تصريحاته التي أدلى بها حول الإسلام. وقال عاكف ان البابا بنيديكت السادس عشر قد صب الزيت على النار بتصريحاته وأثار غضب العالم الإسلامي، وأن تصريحاته لا تعكس فهما صحيحا للإسلام.

واستنكر المرجع الديني الشيعي في لبنان السيد محمد حسين فضل الله اليوم كلام البابا بنديكت السادس عن الإسلام، ودعاه إلى الاعتذار شخصيا للمسلمين، واعتبر فضل الله في خطبة الجمعة في أحد مساجد ضاحية بيروت الجنوبية "أن الكلام المنسوب إلى البابا يدل على أنه لا يملك ثقافة علمية موضوعية عن الإسلام"، ودعاه إلى "قراءة واعية علمية دقيقة للإسلام لأننا لا نريده أن يخضع للإعلام المعادي الذي تقوده اليهودية والإمبريالية ضد الإسلام".

وطالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة من سفير لبنان لدى الفاتيكان ناجي أبو عاصي بزيارة المقر البابوي للحصول على توضيحات، وهو ما طلبه مفتي سوريا أحمد حسون في رسالة للبابا.

وفي عمان قال رئيس مجلس الشورى في جبهة العمل الإسلامي النائب حمزة منصور إن الاعتذار الشخصي فقط هو ما يمكن أن يعالج الإهانة البالغة التي سببتها التصريحات الاستفزازية للبابا لأكثر من مليار مسلم، وأضاف أن البابا يتهم العقيدة الإسلامية بعدم احترام العقل والمنطق وهو تحريف ويظهر جهلا وانتقاما وثأرا من الإسلام.

وكان البرلمان الباكستاني قد صوت اليوم بالإجماع على قرار يتضمن إدانة لتصريحات البابا واعتبرها مخالفة لمبادئ الأمم المتحدة، وقامت وزارة الخارجية الباكستانية بتسليم سفير الفاتيكان بإسلام آباد رسالة احتجاج شديد اللهجة على تصريحات بنديكت وطالبته بتقديم اعتذار.
ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم تلك التصريحات بأنها تنم عن جهل بالمبادئ الأساسية للإسلام. وقالت إن ما صدر عن بابا الفاتيكان يؤسف له وينم عن التحيز، وذكرت المتحدثة أن المسلمين هم من أسسوا للعلوم كافة وأناروا الشموع حينما كان الظلام والجهل يلفان العالم. وأضافت أن الإسلام هو دين الفطرة والعقل والإنسانية وأنه يحث أتباعه على ذلك "لذا فمن المستهجن أن يقول قائل اليوم إن الإسلام لا يعترف بالمنطق وإنه اعتمد السيف في نشر الدعوة".

ومن جهته دعا عميد الجالية الباكستانية بإيطاليا إعجاز أحمد، بابا الفاتيكان، إلى سحب كلامه عن العقيدة الإسلامية. وقال "إن البابا في خطابه أغفل أن الإسلام كان مهد العلوم، وإن المسلمين كانوا أول من ترجم الفلسفة الإغريقية قبل انتقالها إلى التاريخ الأوروبي".. وأضاف إعجاز أحمد أن "العالم الإسلامي يعيش حاليا أزمة عميقة، وأي هجوم من الغرب قد يؤدي إلى تفاقم هذه الأزمة".

من جهة أخرى اعتبر رئيس المحاكم الشرعية السنّية العليا بلبنان ما قاله البابا في حق العقيدة الإسلامية "كلامًا خطيرًا"، ودعاه للاعتذار عن ذلك، واعتبر الشيخ محمد كنعان أنَّ تلك التصريحات تنم عن انحياز البابا الكامل للصهيونية، محذرًا من أنَّ من شأن تلك التصريحات أنْ تُغذِّي مشاعر الكراهية.

وفي ألمانيا نفسها قال الأمين العام للمجلس الأعلى لمسلمي البلاد أيمن مزايك إنه مصدوم ولا يكاد يتصور حديث البابا عن علاقة الإسلام بالعنف لأن تاريخ النصرانية نفسه مخضب بالدماء، واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الألماني علي كيسلكايا أن تصريحات البابا بنديكت تبعث على الاستغراب والأسف الشديدين وكفيلة بإفشال أي محاولة للحوار بين الأديان.

كما طالب مدير دائرة الشؤون الدينية بتركيا الشيخ علي بردا كوغلو البابا بالاعتذار فورا عن كلامه "المليء بالحقد والضغينة". كما نادى بإلغاء زيارة البابا المرتقبة لتركيا بين 28 و30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي رد فعل ذي طبيعة خاصة، قال أستاذ العقيدة الإسلامية جامعة قطر الشيخ محمد عياش الكبيسي إنه بعث برسالة صريحة إلى البابا يدعوه فيها إلى مناظرة مفتوحة حول الموضوع، وأشار الكبيسي إلى أن كلام البابا إما ينمّ عن جهل فظيع بالإسلام أو جاء متأثرا بالحرب على ما يسمى الإرهاب.

واستنكرت جبهة الخلاص الوطني في سورية المعارضة التصريحات المسيئة إلى الإسلام والمسلمين التي أدلى بها البابا، وقالت الجبهة في بيان أصدرته من العاصمة البلجيكية بروكسل حيث تعقد أمانتها العامة اجتماعاً دورياً "إن هذه التصريحات تنم عن جهل فاضحٍ بالإسلام وقِيَمه السامية ودوره الإيجابي في بناء الحضارة الإنسانية, كما تنم عن تعصب مقيت ضد المسلمين وتثير الكراهية والبغضاء بين أبناء ديانات السماء".

منظمة الاسيسكو تستنكر
واستنكرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو) تصريحات البابا بنديكت السادس عشر في المانيا عن الإسلام وطالبته بالاعتذار لجميع المسلمين وللدين الإسلامي، واستنكر بيان للمنظمة ومقرها الرباط "ما جاء على لسان بابا الفاتيكان من أقوال تسيئ الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وتغالط حقائق التاريخ يشهد بما كان للدعوة الإسلامية منذ انبثاقها."
وأعربت الاسيسكو في بيانها عن استغرابها من كلام البابا "مما يعمق الفجوة بين العالم الاسلامي والغرب." وطالبته بالاعتذار لنحو "مليار وثلث المليار من المسلمين في العالم والاعتذار صراحة عما بدر منه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم."

ومن جهتها علقت يوم الجمعة جريدة "التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل بقولها "البابا في هجومه على الاسلام منسجم مع الفكر الاصولي المسيحي المتطرف الذي يحكم انصاره الولايات المتحدة الامريكية ويؤمنون بمجموعة من الاساطير الدينية ويحاولون فرضها بالقوة على العالم في نطاق النظام العالمي الجديد."
واضافت الجريدة ان بنيديكت السادس عشر "بموقفه العلني العدائي الاخير من الاسلام يخرج عن سياسة اتبعها سابقوه الذين تعاملوا بلباقة مع المسلمين." في اشارة الى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي تميز بمواقف معتدلة تجاه العالم الاسلامي.

بيان الفاتيكان
وقد سارع الفاتيكان لإصدار بيان لاحتواء غضبة العالم العربي والإسلامي قال فيه إنَّ البابا لم يقصد الإساءة إلى الإسلام!! ولم ينجح البيان في تهدئة الانتقادات التي صدرت عن قادة مسلمين للبابا بنيديكت السادس عشر بشأن الكلمة التي ألقاها حول مفهوم الجهاد المقدس، وزعم البيان الذي أصدره كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي، إن البابا لم يرد الإساءة للمسلمين بل كان يسعى لنشر الاحترام بين الأديان.
وأضاف بيان كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي: "من الواضح أنَّ نية البابا هي تشجيع موقف من الاحترام والحوار تجاه الأديان والثقافات الأخرى ومن الواضح أنَّ ذلك يشمل الإسلام"، وأوضح أنَّ قراءة متأنية لمحاضرة البابا ستظهر أنَّ "ما يعني البابا فعلاً هو رفض واضح وجذري للدوافع الدينية للعنف".
وقال "لم تكن في نية البابا بالتأكيد أن يختبر مفهوم الجهاد عند المسلمين أو أن يسيء لهم." وأضاف المتحدث ان البابا يحترم الإسلام ولكنه يرفض العنف المستند إلى الدين.
في غضون ذلك عين البابا كبير الأساقفة دومينيك مامبيراتي وهو فرنسي ولد في المغرب ويتمتع بخبرة في العالم الإسلامي وزيرا جديدا للخارجية، وقد خدم مامبيراتي كمبعوث للفاتيكان في السودان والصومال وإريتريا، كما عمل في بعثة لافاتيكان في الجزائر والولايات المتحدة.

نص كلمة بابا الفاتيكان

وكان محور كلمة البابا التي ألقاها في جامعة ريجينسبورج في المانيا يوم الثلاثاء الماضي حول "قضية العقل والدين وكيف أنه لا يمكن فصلهما وضرورتيهما "، وردد ادعاءات تقول إن المسلمين الأوائل نشروا الإسلام بحد السيف وإن "النبي محمد جلب أشياء شريرة لا إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو إليه بحد السيف." وزعم أن العقيدة في الإسلام تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق.
وفيما يلي النص الكامل لحديث البابا خلال المحاضرة عن محور (العلاقة بين العقل والعنف في الإسلام والمسيحية):

"تداعت هذه الذكريات إلى ذهني عندما قرأت منذ فترة وجيزة جزءا من حوار نشره البروفيسير تيودور خوري، من جامعة مونستر، جرى بين الإمبراطور البيزنطي العالم مانويل الثاني ومثقف فارسي حول المسيحية والإسلام وحقيقة كل منهما خلال إقامته بالمعسكر الشتوي بالقرب من أنقره عام 1391".

- "يبدو أن هذا الإمبراطور قد سجل هذا الحوار إبان حصار القسطنطينية بين عامي 1394 و1402، ويدل على ذلك أن مناظرته كانت أكثر توسعا من مناظرة محاوره الفارسي".

- "الحوار تناول كل ما يتعلق بشرح بنيان العقيدة حسبما ورد بالكتاب المقدس والقرآن، وركز الحوار بصفة خاصة على صورة الرب وصورة الإنسان، أو على العلاقة بين ما نسميه الشرائع الثلاثة أو نظم الحياة الثلاثة، ألا وهي العهد القديم والعهد الجديد والقرآن".

- "في هذه المحاضرة لا أريد أن أناقش هذه القضية، ولكن أريد التطرق لنقطة واحدة فقط هامشية نسبيا وشغلتني في كل هذا الحوار وتتعلق بموضوع الإيمان والعقل، وهذه النقطة تمثل نقطة الانطلاق لتأملاتي حول هذا الموضوع".

- "ففي جولة الحوار السابعة كما أوردها البروفيسير خوري تناول الإمبراطور موضوع الجهاد، أي الحرب المقدسة. من المؤكد أن الإمبراطور كان على علم بأن الآية 256 من السورة الثانية بالقرآن (سورة البقرة) تقول: لا إكراه في الدين.. إنها من أوائل السور، كما يقول لنا العارفون، وتعود للحقبة التي لم يكن لمحمد فيها سلطة ويخضع لتهديدات. ولكن الإمبراطور من المؤكد أيضا أنه كان على دراية بما ورد، في مرحلة لاحقة، في القرآن حول الحرب المقدسة".

- "وبدون أن يتوقف عن التفاصيل، مثل الفرق في معاملة (الإسلام) للمؤمنين وأهل الكتاب والكفار، طرح الإمبراطور على نحو مفاجئ على محاروه(...) السؤال المركزي بالنسبة لنا عن العلاقة بين الدين والعنف بصورة عامة. فقال: أرني شيئا جديدا أتى به محمد، فلن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".

"الإمبراطور يفسر بعد ذلك بالتفصيل لماذا يعتبر نشر الدين عن طريق العنف أمرا منافيا للعقل. فعنف كهذا يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح. فالرب لا يحب الدم والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله، والإيمان هو ثمرة الروح وليس الجسد؛ لذا من يريد حمل أحد على الإيمان يجب أن يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس على العنف والتهديد.. لإقناع روح عاقلة لا نحتاج إلى ذراع أو سلاح ولا أي وسيلة يمكن أن تهدد أحدا بالقتل".

- "الجملة الفاصلة في هذه المحاججة ضد نشر الدين بالعنف هي: العمل بشكل مناف للعقل مناف لطبيعة الرب، وقد علق المحرر تيودور خوري على هذه الجملة بالقول: بالنسبة للإمبراطور وهو بيزنطي تعلم من الفلسفة الإغريقية، هذه المقولة واضحة. في المقابل، بالنسبة للعقيدة الإسلامية، الرب ليست مشيئته مطلقة وإرادته ليست مرتبطة بأي من مقولاتنا ولا حتى بالعقل".

"ويستشهد (تيودور) خوري في هذا الشأن بكتاب للعالم الفرنسي المتخصص في الدراسات الإسلامية (روجيه) ارنالديز (توفي في إبريل الماضي) الذي قال إن ابن حزم (الفقيه الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر) ذهب في تفسيره إلى حد القول إن الله ليس لزاما عليه أن يتمسك حتى بكلمته، ولا شيء يلزمه على أن يطلعنا على الحقيقة. ويمكن للإنسان إذا رغب أن يعبد الأوثان".

- "من هذه النقطة يكون الطريق الفاصل بين فهم طبيعة الله وبين التحقيق المتعمق للدين الذي يتحدانا اليوم. فهل من الفكر اليوناني فقط أن نعتقد أنه أمر مناف للعقل مخالفة طبيعة الله أم أن هذا أمر مفهوم من تلقائه وبصورة دائمة؟ أعتقد أنه، من هذه الوجهة، هناك تناغم عميق ملحوظ بين ما هو إغريقي وبين ما ورد في الكتاب المقدس من تأسيس للإيمان بالرب. أول آية في سفر التكوين، وهي أول آية في الكتاب المقدس ككل استخدمها يوحنا في بداية إنجيله قائلا: في البدء كانت الكلمة. هذه هي الكلمة التي كان الإمبراطور يحتاجها: الرب يتحاور بالكلمة، والكلمة هي عقل وكلمة في نفس الوقت. العقل القابل للخلق ويمكن تناقله، شريطة أن يظل رشدا. يوحنا أهدانا بذلك الكلمة الخاتمة لمفهوم الرب في الكتاب المقدس. ففي البدء كانت الكلمة والكلمة هي الرب. الالتقاء بين الرسالة التي نقلها الكتاب المقدس وبين الفكر الإغريقي لم يكن وليد صدفة. فرؤيا بولس المقدس (...) الذي نظر في وجه مقدونياً وسمعه يدعوه: تعال وساعدنا – هذه الرؤية يجب أن تفسر على أنها تكثيف للتلاقي بين العقيدة التي يشتمل عليها الكتاب المقدس وبين السؤال اليوناني".

- "اليوم نعرف أن الترجمة اليونانية للعهد القديم بالإسكندرية (المعروفة باسم السبتواجنتا) أي الترجمة السبعينية، لم تكن مجرد ترجمة للنص العبري فقط بل إنها خطوة هامة في تاريخ الوحي الإلهي، التي أدت إلى انتشار المسيحية".

- "كان هناك تلاق بين الإيمان والعقل، بين التنوير الحقيقي والدين. مانويل الثاني كان يمكنه القول، من خلال الإحساس بطبيعة الإيمان المسيحي، وفي الوقت نفسه بطبيعة الفكر اليوناني الذي اختلط بالعقيدة وامتزج بها، من لا يتحاور بالكلمة فإنه يعارض طبيعة الرب".

- "هنا يمكن ملاحظة أنه في نهايات العصر الوسيط ظهرت اتجاهات في التفسير الديني تجاوزت التركيبة اليونانية والمسيحية. فتميزت مواقف تقترب مما قاله ابن حزم وتتأسس على صورة تعسف الرب الذي لا يرتبط بحقيقة أو بخير".

- "الاستعلاء، الذي هو الطبيعة المخالفة للرب، تجاوزت المدى لدرجة أن رشدنا وفهمنا للحقيقة والخير لم يعد المرآة الحقيقية للرب، وتظل إمكانياتها غير المحدودة مخفية وغير متاحة لنا إلى الأبد. في مقابل ذلك تمسك الاعتقاد الكنسي بحقيقة أنه يوجد بيننا وبين الرب وبين روح الخلق الأبدية وبين عقلنا تطابق.

- "وختاماً فرغم كل السرور الذي نرى به الإمكانيات الجديدة التي أدخلها الإنسان، نرى أيضاً التهديدات التي تتنامى من هذه الإمكانيات. ويجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكن أن نسيطر عليها. ولن يمكننا ذلك إلا إذا تلاقى العقل والإيمان بصورة جديدة. ومن خلال ذلك فقط يمكننا أن نكون مؤهلين لحوار حقيقي بين الحضارات والأديان الذي نحن في أمس الحاجة إليه".

"العقل الذي يكون فيه الجانب الرباني أصم والدين ينتمي إلى الثقافات الثانوية هو عقل غير صالح لحوار الحضارات. وقد قال مانويل الثاني إنه ليس من العقل أن ألا يكون التحاور بالكلمة؛ لأن ذلك سيكون معارضا لطبيعة الرب، قال ذلك من خلال منظوره لصورة الرب المسيحية، لمحاوره الفارسي.. بهذه الكلمات وبهذا البعد من العقل ندعو لحوار الحضارات مع شركائنا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.