كشف تقرير التنمية البشرية الذى أصدره برنامج الأممالمتحدة الإنمائى بالتعاون مع معهد التخطيط القومى، عن تزايد معدل الاضطرابات العقلية بين شباب مصر، وفسر ذلك بتزايد المشكلات الاجتماعية منها البطالة والفقر، وقال التقرير إن الاكتئاب على رأس قائمة الشكاوى السيكولوجية فى البلاد، وقدر عدد المصابين به بما يتراوح بين 1.2 و1.4 مليون. وأوضح أن حالات الاكتئاب تتسم بتدنى الحالة المزاجية وذكر أن حالات الاكتئاب ترتفع بين سكان الريف عن سكان المدن، وفسر ذلك بالفروق الشاسعة فى الخدمات وفرص العمل المتاحة للشباب.
وحسب التقرير، فإن دراسة أجريت على عينة من طلبة الجامعة، أظهرت ارتفاع اضطرابات القلق، خاصة الخوف الاجتماعى المرضى، وتتمثل أعراضه فى زيادة ضربات القلب والعرق وجفاف الحلق وحمرة الوجه. وقدر التقرير حالات الانتحار ب3.5 حالة لكل 100 ألف مواطن، وتنتهى حالة واحدة بالموت الفعلى بين كل 10 محاولات انتحار،
أضاف أن نسبة الإصابة بمرض الوسواس القهرى ثابتة بين الشباب، إذ أظهرت نتائج بحث أجرى على عينة تضم 1000 من المرضى النفسيين المترددين على إحدى العيادات الجامعية، أن نسبة انتشاره تبلغ نحو 51.7% من العينة، وينقسم إلى وسواس قهرى عدوانى أو بسبب الخوف من التلوث أو النظافة وهو الأكثر شيوعا.
الشباب المصرى قادر من جهة أخرى، قال الدكتور فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن الأمريكية، إنه على ثقة تامة بأن مصر ستخرج من «الخيبة» العلمية التى تسيطر عليها، لثقته فى قدرات الشباب المصرى العلمية، إذا أتيحت له الفرصة والرعاية العلمية المناسبة.
جاء ذلك رداً على سؤال أحد المستمعين إلى محاضرته، التى ألقاها ضمن فعاليات المؤتمر ال20 للجمعية الدولية للقباب السماوية فى مكتبة الإسكندرية، أمس، حول الشباب وفرصته فى التغيير.
وأهدى الباز المحاضرة للدكتورة هدى الميقاتى، مدير مركز القبة السماوية فى المكتبة، تقديراً منه للمجهود الذى بذلته لاستضافة المؤتمر الذى يقام للمرة الأولى فى الإسكندرية.
وتحدث الباز عن القمر والمريخ، والعلاقة التى تربطهما بالأرض، من حيث كونهما أكثر الكواكب شبهاً بالأرض، كما تحدث عن برنامج «أبوللو»، واصفاً نجاحه بنجاح قدماء المصريين فى بناء هرم سقارة المدرج، وعن التشابه بين المريخ والصحراء الغربية فى مصر والدراسات التى أجريت حول هذا الموضوع.
على صعيد آخر، أكد الباز، خلال الندوة التى عقدتها الأكاديمية العربية لعلوم النقل والتكنولوجيا فى الإسكندرية، أمس الأول، أن التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم تم التوصل إليها عن طريق نظريات علمية غير قاطعة، وأن الحقيقة العلمية المؤكدة هى زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو نتيجة حرق الفحم والبترول، مشيراً إلى أن العالم يأخذ بالاحتمالات والنظريات فقط، وقد تكون هذه الاحتمالات ليست بالسوء الذى تتوقعه الشعوب فى المستقبل.
وقال الباز إن هبوط الدلتا يحدث فى كل «دلتات» العالم، لافتاً إلى أن هذا وضع جيولوجى طبيعى، بسبب رواسب الأنهار، ودعا طلاب الأكاديمية إلى ضرورة العمل، وفقاً لأسس الإدارة السليمة، التى تضمنت 10 وصايا، وسماها «وصايا راغبى النجاح»، أهمها: زيادة الثقة بالنفس، والقيادة بالمثل، والحث على العمل، ودعم الولاء للعمل، وتشجيع المبادرة، وقبول المجازفة فى العمل، والترحيب بالتغيير.