أكمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عامه الأول في منصب رئاسة الجمهورية، حيث استلم الحكم من سلفه الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية "عبد الله جول" في ال 28 من أغسطس لعام 2014 في قصر "جانكايا" الرئاسي بالعاصمة أنقرة. وبالرغم من أن أردوغان يخوض حربا على حدوده مع داعش سوريا وحزب العمال الكردستاني، ورغم اخفاقه في الحصول على أغلبية البرلمان، وما أعقبه من فشل لصديقه أوغلو في تشكيل حكومة إئتلافية، إلا أنه يعد الرجل الأول الذي يعقد عليه الأتراك أمالهم بحسب مراقبين. ويعد أردوغان الرئيس التركي الأول الذي جاء إلى الحكم بواسطة أصوات الشعب التركي مباشرة، حيث نال 52 بالمئة من مجموع الأصوات، في الانتخابات الرئاسية التي تمت يوم ال 10 من أغسطس الماضي. تركيا الجديدة المراقبون أوضحوا ف أنه رغم إقحام تركيا في حرب مع داعش والأكراد، إلا أن الرئيس التركي أستطاع أن يتقرب من الشعب التركي، مضيفين أن أردوغان مُخلص تركيا الجديد. عناصر للجيش التركي علاء فاروق المتخصص في الشأن التركي، قال إن ثمة مستويات تُحدد مافعله أردوغان خلال عام رئيسا، أولها: المستوى الدولي ومن خلاله يُحمد للرئيس أردوغان موقفه من بعض القضايا الدولية الشائكة، مثل القضية الفلسطينية والموقف من النظام القائم في مصر الآن، مضيفاً أن أردوغان اقترب من الشعب التركي أكثر مما كان عليه إبان رئاسته للوزراء. الأوضاع الداخلية وأوضح الخبير في الشأن التركي أن المستوى الثاني هو الأوضاع الداخلية التي تمر بها تركيا، ومن خلالها استطاع أن يقترب أردوغان من الشعب، خصوصاً بعد التفجيرات التي شهدتها تركيا مؤخرا، وبالتالي أصبح أردوغان المخلص لتركيا.
وتابع: رغم الحرب التركية مع الأكراد وداعش لم يتأثر الاقتصاد التركي ولم ينهار كما تشدق البعض.
وأشار إلى أن المستوى الشخصي لأردوغان، لم يكن مناسبا هذا العام، فأردوغان رئيس الوزراء أقوى من أردوغان رئيسا، خاصة في ظل تورط تركيا في ملفات خارجية وداخلية.
وعن تقييم التجربة التركية في عهد أردوغان، قال الخبير السياسي مختار غباشي، إن تركيا لم تفشل في عهد أردوغان، ولم تخفق في انتخابات البرلمان الأخيرة، وبالتالي فالتجربة التركية نجحت.
وأوضح الخبير السياسي في تصريحات سابقة ل"مصر العربية" أن حزب العدالة والتنمية لازال يحكم تركيا، رغم العراقيل التي توضع أمامه من قبل حزب الشعوب الكردي، مشيراً إلى أن اقحام تركيا في حرب ضد داعش والكرد كانت خيار أوحد أمام أردوغان.
وتابع: القرارات التي اتخذها وكذلك زياراته الخارجية وتقدمه اقتصادياً، يؤكد أنه الرجل الأول. داود أوغلو وعقب تسلم أردوغان مقاليد الحكم في البلاد بيومين، شارك بتاريخ 30 أغسطس الماضي في احتفالات عيد النصر بصفة "القائد الأعلى". منجزا بذلك استقباله الأول للعديد من قادة العالم في قصر "جانكايا" الرئاسي. الانتخابات المبكرة كما أنه صادق خلال عامه الأول على 103 قرارا، كما عيّن 49 عميد كلية جامعية، إضافة لتعيين 9 أعضاء في مجلس التعليم العالي، فضلا عن تعيين عدد من الموظفين في سلك القضاء التركي. كما أصدر قرار العفو بحق 3 محكومين خلال هذه المدة، وكان أخر قراراته بشأن إعلان الانتخابات المبكرة في البلاد، حيث اتخذ القرار قبل أيام وتحديدا بتاريخ 24 أغسطس الجاري.
وأجرى أردوغان خلال عامه الأول في منصب رئاسة الجمهورية، زيارات عديدة داخل وخارج تركيا، 54 منها داخل البلاد، إضافة ل 36 زيارة لدول حول العالم.
وفي هذا الإطار، أجرى أردوغان زيارته الداخلية الأولى لمخيم إصلاحية للاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب، التي زارها مرة أخرى فيما بعد، كما زار كلًا من ولايتي ريزة، وطرابزون، لثلاث مرات. وولايتي ماردين، وكارس لمرتين. في حين أجرى زيارة واحدة لبعض المناطق الأخرى.
كما قام أردوغان بست وثلاثين زيارة خارجية، لثلاث وثلاثين دولة حول العالم، ولفت أردوغان الأنظار بالزيارة التي أجراها إلى دول أمريكا اللاتينية، والتي بدأها بزيارة كولومبيا، ثم كوبا والمكسيك. ليصبح بذلك أول رئيس جمهورية تركي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية كوبا