أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، قيام أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، برفع دعوى سب وقذف ضد الكاتب الصحفي حمدي قنديل بسبب مقال رأي نشره قنديل في جريدة الشروق اليومية، وانتقدت الشبكة موقف وزير الخارجية من الإعلامي المصري في الوقت الذي اتهمت فيه الوزير بالفشل في حماية كرامة المصريين بالخارج. واعتبرت الشبكة العربية أن هذا البلاغ يعد استكمالا لسلسلة طويلة من الانتهاكات والممارسات المجحفة التي يتعرض لها قنديل نتيجة دفاعه المستميت عن حق الشعوب العربية في الديمقراطية وفي مجتمعات خالية من الفساد، بدءا من إيقاف العديد من التليفزيونات العربية والفضائيات للعديد من البرامج التي كان يقدمها، مثل رئيس التحرير وقلم رصاص، مجاملة للحكومة المصرية وصولا لهذا البلاغ الكيدي ضده.
وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "لم يجرؤ وزير الخارجية طوال تاريخه على انتقاد الحكومات التي تسيء للمصريين بالخارج، وبخاصة السعودية، رغم أن حماية المصريين بالخارج من صلب وظيفته، لكنه انتفض حين قام كاتب صحفي جاد بانتقاده في مقال صحفي، ولو أن الحكومة المصرية تقيم اعتبارا للرأي العام المصري لقامت بإقالة هذا الوزير فورا نتيجة فشله في أداء مهام وظيفته، ولكانت عنفته على عدائه لحرية التعبير وقيامه برفع دعوي لمحاكمة كاتب مصري جاد أمام المحاكم الجنائية".
وأضافت الشبكة أن قنديل كان قد انتقد في 3 مايو الماضي، في مقال بعنوان "هوان الوطن وهوان المواطن" أوضاع الفساد وقانون الطوارئ وحالة السخرة التي يعاني منها بعض العمال المصريين، فضلا عن انتقاده لتضارب تصريحات وزير الخارجية مع أقوال سفير مصر في الدولة الصهيونية، إلا أن وزير الخارجية سارع بتقديم بلاغ للنائب العام ضد قنديل حمل رقم 9530 لسنة 2010 يتهمه بالسب والقذف، متناسيا أنه كوزير مثل أي موظف عام يجب عليه قبول النقد مهما يكن حادا، بحسب الشبكة. استدعاء قنديل ووقف امس الثلاثاء الإعلامي الكبير حمدي قنديل أمام نيابة شمال الجيزة لاستجوابه والتحقيق معه في البلاغ المقدم ضده من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، لكتابته مقالا اعتبره الوزير يمثل سبا وقذفا ضده.
وادى قيام ابو الغيط بتقديم بلاغ ضد قنديل لحالة من السخط إنتابت رموز المعارضة المصرية الذين يرون في قراره تشددا لا يتسق مع منصبه الدبلوماسي.
وأشار عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية إلى ان مواقف ابو الغيط شديدة الإرتباك ومتناقضة وهي التي تتسبب في مزيد من الهجوم عليه.
واضاف بأن ابو الغيط ليس بوسعه ان يخرج على خط النظام وقيادة البلاد التي ترى في عدم الهجوم على الدولة الصهيونية وتشديد الحصار على الفلسطينيين اولويات لا يمكن التفريط فيها خلال الفترة الراهنة وحتى يعلن الفلسطينيون قبولهم التام بكل ما يعرض عليهم.
وكان الإعلامي حمدي قنديل قد نشر مقالا في جريدة الشروق المستقلة بتاريخ 3 مايو الحالي بعنوان "هوان الوطن وهوان المواطن" هاجم فيه أبو الغيط بسبب تراجعه عن تصريح سابق اعتبر أن الدولة الصهيونية عدو قائلا "قبل السقوط يؤكد سفير مصر فى إسرائيل أنه لا يقيم في دولة أعداء، نافيا بذلك تصريحا لوزير الخارجية وصف فيه إسرائيل بالعدو، وما كان لينفى إلا لأن التصريح سقط سهوا من فم الوزير الذي عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم".
وهي العبارات التي اعتبرها أبو الغيط سبا وقذفا بحقه، فتقدم ببلاغ إلى النائب العام برقم 9530 لسنة 2010، ضد حمدي قنديل، وضد المهندس إبراهيم المعلم بوصفه رئيس مجلس إدارة جريدة الشروق. وكانت جريدة "الأهرام" قد ذكرت ان النيابة استمعت الاثنين الماضى الى محامي أبو الغيط الذي طالب باتخاذ الإجراءات القانونية ضد قنديل لكتابته المقال يوم 3 مايو.
ووفقا للأهرام فان قنديل علق في مقاله المذكور على تصريحات لأبو الغيط بشأن الدولة الصهيونية، وكتب "وزير الخارجية تسقط من فمه كلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم".
ويتعرض أبو الغيط الى انتقادات كثيرة من صحافة المعارضة وسبق له ان هدد باللجوء الى القضاء لوقف الحملات ضده.
جدير بالذكر أن حمدي قنديل أعرب مؤخراً عن أمله في أن تطلق قوى المعارضة قناة فضائية مصرية يتم تمويلها بالاكتتاب العام لتكون بعيدة عن سيطرة الحكومة ورجال الأعمال، وإن كان غير متفائل بموافقة الدولة على ترخيصها.
ويتعرض قنديل لهجوم واسع من قبل قيادات في النظام المصري والحزب الحاكم بسبب هجومه الشديد على مؤسسة الرئاسة ورفضه نقل السلطة لجمال مبارك وتعاطفه الواسع مع حماس وحزب الله ومحمد البرادعي.
وشدد قنديل مؤخراً على أنه سوف يظل في خندق المعارضة حتى تتمكن مصر من الخلاص من الحزب الحاكم مشدداً على أن البلاد تعرضت في عهده لانتكاسات غير مسبوقة. وعبر عن أمله في ان تخرج الجماهير الصامتة للشارع كي تنهي احتكار النظام للسلطة بالوسائل السلمية.
وسبق للنظام المصري أن أغلق لقنديل برامجه التي كانت تحظى بشعبية عالية وآخرها "قلم رصاص" الذي تنقل به لعدة فضائيات قبل أن يتوقف.
وقد أرسل النظام عددا من كبار المسئولين من بينهم أسامة الباز لعواصم عربية لمنع برامج قنديل من الفضائيات العربية.. كما تعرض بعض رجال الأعمال للتوبيخ من قبل قيادات كبيرة في الحزب الحاكم بسبب تفكيرهم في استضافة قنديل عبر فضائياتهم.
وتعهد الإعلامي المعارض ان يظل ولاؤه لحركات المقاومة في فلسطينالمحتلة والعراق ولبنان لحين تحرير كافة الأراضي العربية وقال في تصريحات خاصة ل'القدس العربي' ليس هناك بديل سوى التعبير عن تلك القوى الحية في مصر ودول الطوق والعراق فهي التي تمثل ما تبقى من شرف للأمة.
وشدد على أن رهانه على المقاومة مستمر للنهاية متوقعاً زوال أنظمة الاستبداد في العالم العربي في يوم من الأيام داعياً الشعوب لأن تلتف حول المقاومة التي خذلتها الأنظمة.