أثارت انتقادات الفنان عادل إمام لأعضاء مجلس الشعب على خلفية تدخلهم في المشاكل المتعلقة بصناعة السينما جدلا خلال اجتماع لجنة السياحة والثقافة والإعلام بالمجلس أمس، إذ عبر النواب عن رفضهم لما ورد في مداخلته مع إحدى الفضائيات، قال فيها إن السينمائيين أدرى الناس بمشاكلهم. واعتبر النواب خلال المناقشات التي دارت الأحد (2-5)، حول أزمة صناعة السينما في مصر، أن جمهور السينما جزء من الأمة التي يمثلها النواب تحت قبة البرلمان، وأن آراءهم واقتراحات المتخصصين هدفها الارتقاء بالسينما بعد أن دأبت خلال الفترة الأخيرة على تقديم أفلام هابطة هدفها تحقيق إيرادات على حساب سمعة المصريين. قال النائب الوفدي صلاح الصايغ الذي كان أحد ضيوف برنامج الفضائية التي عرضت مشكلة صناعة السينما وانتقلت فيها إلى اللجنة البرلمانية "إننا نرفض الأفلام الهابطة التي تسيء للرأي العام ونشارك بدورنا في وضع الحلول من أجل تقديم سينما راقية تحترم الثقافة المصرية وتنشد الرقي". ودعا إلى تشكيل لجنة وزارية تضم ممثلين عن وزارات الاستثمار والصناعة والتجارة والمالية لعلاج القصور في صناعة السينما وحل أزمة الإنتاج والبعد عن الأفلام المسفّة والهابطة التي تفسد ذوق الرأي العام. وقال الصايغ إن بعض المنتجين يبحثون عن الأفلام الهابطة لتحقيق مكاسب سريعة، وتساءل عن دور وزاراتي الثقافة والإعلام لتوجيه هذه الصناعة بما يحقق الغرض منها كوسيلة إعلام وتثقيف وإبعادها عن الإسفاف. من جانبه، دعا النائب الوفدي الدكتور صابر عطا إلى ضرورة زيادة الإنفاق على الأفلام الجيدة أسوة بدعم الصادرات لإنتاج أفلام تدعم الثقافة المصرية في الخارج، وقال إن الأفلام الجيدة ومنها الأفلام الأمريكية تسيطر على المشاهدين. وانتقد عطا تصريحات لمسئول سينمائي التي تعتبر أن انتشار الحجاب بين 80% من فتيات مصر وراء مشاكل السينما، وقال ردًا على هؤلاء إن الحجاب لن يمنع مشاهدة الفتيات للأفلام الجيدة والهادفة البعيدة عن الإسفاف. من جهته، قال هشام خليل وكيل اللجنة إن التدفق المالي على المنتجين وراء أزمة السينما بعد قيامهم باستغلال هذه الأموال في الإنتاج وعدم المجازفة بأموالهم الخاصة، وأضاف إن بعض الأفلام المصرية مخجلة وتم فرضها علينا من الخارج للتأثير على الهوية المصرية، وطالب بمنح المسئولين عن صناعة السينما مهلة أسبوعا لتقديم تقرير نهائي عن وضع حلول لمشاكل صناعة السينما. وفي حين انتقد النائب محسن راضي سلوكيات بعض النجوم الكبار ووصفها بأنها منفرة ومقززة وتسيء لسمعة مصر، قال اللواء أحمد أبو طالب رئيس اللجنة إن عادل إمام كان يقصد أن أصحاب كل مهنة أدرى بمشاكلها، وطلب من ممدوح الليثي رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية تقريرا خلال الاجتماع القادم يتضمن الحلول المقترحة لحل مشاكل السينما. وكان الليثي استمع إلى آراء النواب دون أن يعلق على الانتقادات التي طالت الفنان عادل إمام، بينما قال المنتج محمد العدل رضا على اتهامات النواب للمنتجين والمخرجين باختيار الأماكن القذرة للتصوير بشكل يشوه صورة مصر، إن معظم الشوارع قذرة ولا يمكن أن يركز التصوير في جاردن سيتي مثلا. واعتبر أن الحكم على الفيلم بأنه هابط أو سيء يخضع لوجهات النظر، وقال ردًا على انتقادات منسوبة السينمائيين إلى المحجبات، إن فيلم "أحلى الأوقات" من إنتاجه وكانت تلعب بطولته فتاة محجبة وكان عليه إقبال من المحجبات.