اتي الذكري الثانية لفض رابعة والنهضة لتؤكد علي عدة نقاط اولي هذه النقاط تتمثل في الصمود الكبير لانصار الشرعية ورافضي النظام فرغم الاف القتلي والحرقي والجرحي اما النقطة الاخري فتتمثل في التجاهل الكبير لمحاسبة من قاموا بهذه المذبحة سواء بالداخل او بالخارج وحدث تواطئ غريب وعجيب عبارة عن صفقات بين النظام وبين المنظامات والدول التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الانسان ياتي في هذا السياق ايضا وبمناسبة ذكري الفض ضرورة البحث عن اليات للتوافق سواء داخل معسكر الشرعية او الاصطفاف الثوري مع القوي الثورية المدنية وكذلك اعادة النظر في اليات الحراك الحالية وتطويره بحيث لا يصل الي العسكرة ولا يبقي علي سلميته السلبية
وبالنسبة للنقطة الاولي فرغم جرائم الفض وما تلي ذلك من تصفية واعدامات وقتل في الشوارع الا ان الحقيقة التي لا يستطيع احد ان ينكرها مهما تعرض الحراك لفترات من الهبوط والصعود هي الصمود والثبات فلا يزال حتي كتابة هذه السطور شرفاء يخرجون في الشوارع والساحات يطالبون بالقصاص لشهداء رابعة والنهضة وكافة الشهداء ولا يزال هؤلاء يقدمون التضحيات سواء بالتصفية وداخل المنازل والزراعات
وما بين القتل المباشر في الشوارع اثناء المظاهرات او احكام الاعدام فضلا عن الموت في السجون واقسام الشرطة وكذلك الاحكام القاسية رغم كل هذا لا يزال الحراك الثوري مستمر بصرف النظر عن حجمه فهذه طبيعة الثورات والصراعات بشكل عام تعلو وتهبط وتؤلم تارة وتتالم تارة اخري ولكن المهم هو الاستمرار في رفض الباطل والظلم وهذه حقيقة لا يستطيع انكارها احد بصرف النظر عن حجم الاعداد او الزخم ودليل ذلك استمرار القتل والقمع والقبض علي الثوار وحتي امس الاربعاء تم القبض علي 71 من المعارضيين طبقا لبيان وزارة الداخلية فطالما هناك قتل وتصفية واعتقال وبهذه الوتيرة السريعة والمتصاعدة هذا يؤكد ان النظام الحالى متوتر وغير قادر حتي الان علي خنق صوت الثوار وان المعلوات التي لديه تقول انه لا يزال هؤلاء الثوار يشكلون خطر عليه وبالتالي يتعامل بهذه الدرجة من العنف يبدو فيها التوتر.
فبعد كل ما قام به خلال السنتين الماضيتين لا يزال يشعر بالخطر وهذا يبرهن علي ان الثورة لا تزال موجودة بالميدان خاصة بعد تصاعد الرفض من قطاعات كبيرة من الشعب وما جري من مظاهرات كبيرة مؤخرا بسبب قانون الخدمة المدنية فيبدو ان النظام لديه تخوف كبير ان يحدث التلامس ما بين السياسي والثوري من جانب المعارضين وما بين الغضب الاجتماعي والاقتصادي من جانب العاملين بالدولة والطبقات الفقيرة وتكون انتفاضة كبيرة تقود لثورة حقيقية.
النقطة الاخري هنا التي يمكن الاشارة اليها في ذكري الفض هو عدم محاسبة المجرمين الذين قامو بقتل وحرق الابرياء اثناء الفض وهذه جريمة قانونية يتحمل مسئوليتها الداخل والخارج …الداخل يتمثل في منظمات حقوق الانسان التي فرقت بين الدماء وبين ابناء الوطن الواحد وباعت ضمائرها للسلطان مقابل البقاء وعدم المصادرة وبالتالي استمرار الدعم والتمويل الاجنبي وحتي مجلس حقوق الانسان الذي اقر بقتل ما يقرب من 800 شخص اثناء الفض حسب احصائياته لم يستطع حتي الان ان يتخذ خطوة واحدة لمحاسبة من قامو بذلك.
اما علي المستوي الخارجي فللاسف الشديد توقفت منظمات حقوق الانسان عند حد الادانة والشجب وفقط ولم تتخذ خطوات جادة من قبيل طرد مصر من عضوية هذه المؤسسات الحقوقية الدولية فضلا عن عقوبات اخري اما الحكومات فقد تنصلت تماما وتنكرت لحقوق الانسان بمصر بشكل فج وفاضح تبدي في استعادة العلاقات مع النظام الحالىواستفبال قائده مثلما حدث من جانب المانيا وفرنسا وبريطانيا في الطريق.
النقطة الاخري في هذا السياق في هذا السياق هي مسالة التوافق الثوري ونحن هنا نتحدث عن نوعين من التوافق النوع الاول ويتمثل في التوافق داخل معسكر الشرعية الرافض للنظام منذ البداية وما جري من انسحاب لبعض الاحزاب والقوي من تحالف دعم الشرعية وهنا لابد من اعادة ترتيب الاوراق من جديد وطرح اطر واليات للتوافق تشمل طرح يتفق عليه الجميع ويكون اقرب الي ميثاق شرف ونزع اي مخاوف بين الاطراف التي جمعها رفضها الواضح للنظام
ايضا يجب التواصل مع الشباب بشكل افضل واكثر تفاعلا وتفهما لرؤيتهم وتصوراتهم لانهم يمثلون العمود الفقري للثورة من خلال تواجدهم المستمر في الفاعليات الثورية سواء في الشارع او الجامعات وضرورة معالجة الفجوة ما بين الشباب والشيوخ ولعل ما يحدث الان علي سبيل المثال داخل جماعة الاخوان المسلمين يؤكد ذلك بوضوح ويتطلب ضرورة وضع روشة لعلاج اي فجوات او تناقضات في الرؤي حتي لا يتمرد هؤلاء الشباب وربماالامر يصل الي انفلات يؤدي الي نتائج لا تحمد عقباه
ايضا في سياق التوافق لابد من البحث عن الية جادة لاصطفاف ثوري حقيقي مع كافة القوي الثورية الشبايبة او ما تسمي بالمدنية واعتقد ان الظرف الان مواتي خاصة بعد بيان اشتراكيين ثوريين مؤخرا والذي انصف الاخوان ربما لاول مرة تقريبا من جانب القوي الثورية وجاء تثمين 6 ابريل لهذا البيان ليؤكد ان الخطوط تتقارب وان الجميع شعر بالخطر وبالتالي حان الوقت لوضع استراتيجية لهذا الاصطفاف من خلال ميثاق شرف ثوري يبعث برسالة اطنان للجميع.
النقطة الاخيرة بمناسبة الذكري الثانية للفض تتمثل في ضرورة وضع اليات واستراتجيات ثورية جديدة لمواجهة النظام الانقلابي بحيث تكون قادرة علي اعادة الزخم الثوري للشارع مرة اخري ويتم الاستفادة بالامكانيات المتاحة ولمواجهة الة القتل والبطش بحيث لاتقتصر هذه الالية علي الوضع الحالي والخروج الاسبوعي او النصف اسبوعي في مظاهرات سلمية يدفع فيها ثمن كبير دون مقابل وايضا لا تصل الي العسكرة وحمل السلاح وما بين هذين الامرين يتم البحث عن الية وسط تحافظ علي الثورة وزخمها ولا تصل بها الي العسكرة التي ربما تسلمنا الي حرب اهلية ونموذج سوري يمني لا نرضاه لمصر.
وتعليقا علي ذكري الفض الثانية يري المستشار اشرف عمران الناشط الحقوقى بان ما جري برابعة والنهضة منذ عامين جريمة انسانية هي الاكثر دموية في تاريخ مصر ومن هنا كان يجب علي العالم الحر وعلي الشرفاء واصحاب الضمائر داخل مصر وخارجها الا يدعوا هذه المجزرة تمر مرور الكرام وان تكون هناك محاسبة حقيقية لمن ارتكبها حتي لا يغري الفرار من العقاب مجرمين اخرين في مصر او اي مكان في العالم علي تكرار هذه الجريمة فلا يمكن التغاضي عن القتل والتمثيل بالجثث بحرقها وما جري من مشاهد مروعة شاهدها العالم اجمع عبر شاشات التلفزيونات ولكن للاسف كان المردود سئيا للغاية ولم يحدث سوي الانكار والشجب.
وبرايه يري عمران ان السبب الرئيسي فيما حدث مرده الاساسي الي المصالح والصفقات سواء بالداخل او الخارج فعلي مستوي الداخل باعت منظمات حقوق الانسان ضمائرها مقابل استمرار بقائها وضمان التمويل من الخارج وبالنسبة للخارج كان صوت الصفقات هو الاعلي وتغلبت لغة المصالح علي لغة المبادئ في النهاية واصبحنا امام حقيقة مؤلمة ان كل ما يرفع من شعارات للدفاع عن حقوق الانسان ما هي الا كلمات جوفاء لا تفعل علي ارض الواقع.
ومن جانبه طالب د.هاني جابر عضو المكتب السياسي لائتلاف “حراك”بضرورة الاصطفاف الثوري واعادة ترتيب الاوراق والتوافق سواء داخل معسكر الشرعية نفسه ومحاولة استعادة من خرج من التحالف والتعرف علي اسباب الخروج والبحث عن الية جديدة للتوافق وان الامر نفسه ينطبق علي القوي الثورية المدنية والشبابية واري انها باتت اقرب الي معسكر الشرعية من اي وقت مضي بعد ما جري من قتل وتصفية الامر الذي اشعرهم بالخطر ولعل ما جاء في بيا حركة ” اشتراكيين ثوريين” يؤكد ذلك بوضوح.
وحول استراتجية ثورية جديدة طالب جابر بالاسراع في ذلك والجمع بين عدة اساليب بعيدا عن العسكرة او السلمية السلبية منها العصيان المدني وحرب اللاعنف وغيرها من الاساليب الاخري التي اتبعتها ثورات عالمية ونجحت فيها رغم طول المدة مثلما هو الحال في الثورة الفرنسية او ماجري بجنوب افريقيا.