حث رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة والعالم الاثنين (19-4)، على فرض "عقوبات معوقة" على واردات ايران من منتجات تكرير البترول للحيلولة دون انتاجها سلاحا نوويا. وقال نتنياهو لبرنامج (صباح الخير يا أمريكا) الذي تبثه شبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية الامريكية "اذا منعتم ايران من استيراد منتجات البترول، في اشارة الى البنزين، فان ايران ببساطة لا تملك القدرة على التكرير" وسينتهي هذا النظام. وتقود الولاياتالمتحدة مساعي في الاممالمتحدة لفرض جولة أخرى من العقوبات على ايران في محاولة للحيلولة دون مواصلة ايران برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أن يكون الهدف منه صنع أسلحة ذرية. وتقول طهران ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء. وتابع نتنياهو واصفا الازمة مع ايران "بأكبر قضية في زماننا هذا" بأنه يمكن للمجتمع الدولي أن يفرض "عقوبات معوقة" دون دعم من الصين وروسيا وكل منهما يتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن. وأضاف "يمكن تنفيذها خارج اطار مجلس الامن. فهذا تحالف الراغبين ومن الممكن أن تكون هناك عقوبات قوية للغاية." وأجاب ردا على سؤال ما اذا كان الرئيس الامريكي باراك أوباما قدم تأكيدات بأن واشنطن ستمضي قدما في فرض عقوبات على منتجات تكرير البترول وقيود أخرى بقوله "ما قالته الولاياتالمتحدة هو أن هناك اصرارا من جانبها على الحيلولة دون تصنيع ايران أسلحة نووية وأعتقد أن هذا تصريح مهم". وقال نتنياهو ان بلاده ستفضل أن يوقف المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة البرنامج النووي الايراني. وأقر نتنياهو بوجود توترات في علاقات اسرائيل مع الولاياتالمتحدة لكنه قال ان العلاقات بوجه عام ما زالت "صلبة كالصخر". وفي بيان يوم الاثنين لتهنئة الدولة الصهيونية في الذكرى السنوية الثانية والستين لقيامها قال الرئيس الامريكي باراك اوباما "ان الولاياتالمتحدة واسرائيل يربط بينهما رباط قوي لا ينفصم من الصداقة". واضاف "اسرائيل ما زالت شريكا مهما وحليفا استراتيجيا في الشرق الاوسط وانا على يقين ان العلاقات الخاصة بيننا سوف تتعزز في الاشهر والسنوات القادمة". وتعهد بمواصلة العمل مع الدولة الصهيونية لتحقيق "السلام" في الشرق الاوسط وقال انهما يعملان معا "لمواجهة القوى التي تهدد اسرائيل والولاياتالمتحدة والعالم".
إشارات خاطئة هذا، ونبه مسئول عسكرى أمريكي كبير سابق إلى أن الأوان ربما فات لردع إيران من امتلاك قنبلة نووية، وقال إن الرئيس باراك أوباما انتظر أكثر من اللازم لاتخاذ إجراء ضد طهران. وأضاف المسئول، الذي له خبرة في عدد من الإدارات الأمريكية، أنه خلال الخمسة عشر شهرا التي قضاها أوباما في إدارته لم تواجه إيران أي عواقب هامة لاستمرارها في برنامج تخصيب اليورانيوم، رغم ميقاتين كان قد حددهما أوباما ومرا دون حدوث أي شيء يذكر. واعتبر المسئول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن إشارات خاطئة أرسلت لطهران حيث كان هناك حديث في البداية عن عقوبات موجعة ثم أعقبها الحديث عن عقوبات معجزة والآن لا يعلم أحد مدى شدة العقوبات القادمة. فالأمر يعتمد على مستوى التأييد الذي تقدمه روسيا والصين، لكن ليس من المتوقع أن تؤيد أي منهما إجراءات ضد قطاع الطاقة الإيراني. ورسم المسئول صورة مخيفة لما يمكن لإيران أن تفعله حيث تصور أنها طورت سلاحا نوويا ونقلته إلى حزب الله الذي تدعمه والذي لديه، حسب زعمه، مخزون مدفعية وصواريخ أكبر من دول كثيرة في المنطقة. وتأكيدا لهذا التصور لتقدم إيران نحو أن تصير دولة نووية أعلنت طهران أمس الإثنين أنها ستبدأ في إنشاء محطة تخصيب جديدة كجزء من توسع هام في برنامجها. وقال مسئول إيراني إن الرئيس أحمدي نجاد أقر المكان المخصص للموقع النووي الجديد. وقد أكد كبار مسئولي وزارة الحرب الأمريكيين أن الخيارات العسكرية باقية للتعاطي مع تهديد صيرورة إيران دولة نووية وفي المقابل أقر الأدميرال مايك مولن رئيس الأركان المشتركة أن تطوير إستراتيجية بشأن إيران ظل أمرا معقدا وتحديا مزعجا. ومن جانبه قال وزير التجارة الإيراني، مفندا التهديد بجولة رابعة من العقوبات ضد إيران، إن ثمن البترول سيزيد لخفض الاستهلاك وتقليل اعتماد الدولة على الوقود المستورد. ومن المعلوم أنه رغم كون إيران خامس أكبر دولة عالمية في تصدير النفط الخام فإن جولات العقوبات الأممية الثلاث السابقة أدت إلى تقليصات في الاستثمارات الخارجية في معامل التكرير الإيرانية، الأمر الذي أجبر طهران على استيراد 40% من احتياجاتها. وقد اشترت الدولة نحو 128 ألف برميل بترول يوميا الشهر الماضي.