"بُعدهما عن عاصمة المحافظة وتفاقم المشاكل الصحية والبيئية" كانا سببين أساسيين في تصاعدت دعوات انفصال قريتي؛ البجلات ورأس الخليج، عن محافظة الدقهلية، فمع تدني مستوى الخدمات المجتمعية، خاصة الخدمات الصحية وخدمات المرافق والطرق، شرعَ الأهالي في المطالبة بالانفصال عن المحافظة لينضموا إلى محافظات أخرى وصفوها بأنها أكثر أمانًا واستقرارًا لهم. قرية البجلات التابعة لمركز منية النصر، والتي تبعد عن محافظة دمياط ب 3 كيلو مترات فقط، وقرية "رأس الخليج التابعة لمركز شربين، وتشترك القريتان في نشاط صناعي تجاري واحد؛ حيث يشتغل معظم الأهالي بهما بحرفة النجارة وصناعة الأثاث. دشن الأهالي حملة أطلقوا عليها "انقلونا" طالبوا فيها سلطات الانقلاب، بنقل القرتين إداريًا لمحافظة دمياط، نظرًا لقربهما لها، وهربًا من تدني مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية بالدقهلية، موضحين أن قيادات المحافظة تتقاعس عن تنفيذ وعودها بتطوير وتحسين الخدمات، على حد قولهم. وقال محمد مصطفي، مدرس من البجلات، أن سوء الرعاية الصحية بالمستشفى، واضطرار الأهالي لقطع مسافات طويلة لمستشفى المنصورة، والذي أدى لوفاة الكثيرين بسبب بُعد المسافة، كان أول الأسباب الرئيسية لطلب الانفصال إداريًا عن المحافظة. وأضاف مصطفي أن انتشار الصرف الصحي وانقطاع المياه وانتشار القمامة، وإهمال القرية لبعدها عن عاصمة الإقليم دفع الأهالي للمطالبة بالانضمام لدمياط القريبة منهم". وأكد أحمد حسن، أحد أهالي البجلات، أن المدرسة الإعدادية بالقرية منهارة، مطالبًا بإنشاء مدرسة للتعليم الثانوي بالقرية لأن الطلاب يقطعون مسافات طويلة للذهاب لمدرسة منية النصر الثانوية. وأشار محمد الهامي، أحد النجارين من قرية رأس الخليج، إلى أن عمل المعظم بصناعة الأثاث، جعل القرية مرتبطة أكثر بدمياط خاصة أنها أقرب إليهم من المنصورة، وانضمام القرية لها سيحل ولو مشكلة "تنضيف" القرية. وعلق قائلا: "دمياط بلد جميل والمحافظ "شايف شغله صح"، على عكس محافظ الدقهلية بحسب قوله. وأوضحت هند محسن، محامية، أن قرية رأس الخليج تبعد عن دمياط بمعدل ربع ساعة فقط بالسيارة، وكثافتها السكانية تقدر 135ألف نسمة، ويعمل 70% من أهالي القرية بصناعة الأثاث، ما يعني أن انضمامها لمدينة دمياط سيلحقها بقطار التنمية والتطوير. ولفتت إلى أن انتشار القمامة وانقطاع المياه وانهيار الطرق وبعد المسافة عن المنصورة العاصمة المركزية بالمحافظة وانهيار البنية التحتية، وإهمال الموارد الزراعية والسمكية، كلها أسباب جعلت أهالي القرية يطالبون بالانفصال عن الدقهلية. وذكر عادل مخيمر – مؤسس حملة "انقلونا" في تصريحات إن فكرة الحملة جاءت بعد تدني الخدمات في القرية حيث تنعدم الرعاية الصحية وكذلك مياه الصرف الصحي تملأ القرية وتنتشر تلال القمامة دون مجيب. وأضاف مخيمر أن هدف الحملة هو جمع 30 ألف توقيع من أهالي القرية بهدف تقديمها للرئيس السيسى مرفقة بطلب الانفصال عن الدقهلية. دعوات الانفصال لم تقتصر فقط على قريتي البجلات ورأس الخليج، بل شملت أيضًا قرى مدينة المطرية، التي طالبت بالانضمام لمحافظة بورسعيد لقربها منها، وشدد الأهالي على أن تشرف "بورسعيد" بشكل رسمي وكامل على بحيرة المنزلة الواقعة بمحافظة الدقهلية، بعد ضاعت البُحيرة بين أصحاب التعديات والبلطجية".