كشفت تقارير صحفية الخميس (1-4)، عن وجود مافيا لتهريب السولار المدعم في مصر إلى خارج المياه الاقليمية وبيعه للسفن الدولية بالسعر العالمي، وتحقيق ارباح طائلة من فرق السعرين، حيث يشتري المهربون برميل السولار المدعم ب200 جنيه ويبيعونه بما يتراوح بين 70 إلى 80 دولارا، أي 440 جنيها علما بأنهم يهربون نحو ألفي برميل يوميا. ونقلت صحيفة الاهرام المسائي عن شهود عيان قولهم إن عمليات التهريب تدور يوميا من الواحدة إلى 5 صباحا، وتبدأ بحصول المهربين علي براميل السولار المدعمة من محطات الوقود بالمحافظات القريبة من الشواطئ من مخصصات مراكب الصيد، ثم تسير رحلة تهريبها من فرع النيل بدمياط إلى البحر المتوسط مرورا ببوغاز رأس البر، باستخدام لنشات فائقة السرعة، وتتحرك من الشاطئ إلى مكان انتظار مركب كبير مخصص للتخزين في وسط البحر. ووفقا للصحيفة التي نشرت مقاطع فيديو وصور لعمليات التهريب، تتم عمليات تبديل البراميل الفارغة بالمملوءة في البحر عن طريق اتصالات واشارات لاسلكية بين اللنشات ومركب التخزين، وبعد اكتمال حمولة مركب التخزين، ينطلق إلى خارج المياه الاقليمية ببراميل السولار لبيعه للسفن الدولية العابرة. وقال احد عمال اللنشات إن عمليات التهريب تحقق ارباحا هائلة لأصحاب اللنشات ومراكب بالصيد، وانه يحصل على اجر يومي كبير جعله يتوقف عن الصيد الذي اصبح غير مجزيه مقارنة بتهريب السولار. واوضح يوسف الدمياطي، من سكان المنطقة ان التهريب أدى إلى اهدار دعم الوقود المخصص للصيد وتوقف العديد من مراكب الصيد، التي يصل عددها إلى 4 الاف مركب في منطقة عزبة البرج والشيخ ضرغام، عن العمل، رغم ان الصيد هو النشاط الرئيسي في المنطقة. وأضاف ان المهربين يشترون احيانا جميع كميات السولار بالمحطات سواء من اصحاب مراكب الصيد او من المتعاونين معهم بالمحطات، مما يؤدي إلى تراجع الصيد وانخفاض كمية الاسماك ويتسبب مباشرة في ارتفاع اسعارها. وكان عدد كبير من محافظات مصر خاصة محافظات القاهرة الكبرى قد واجهت أزمة نقص السولار، على خلفية توقعات بزيادة أسعار المحروقات، حيث شهدت محطات الوقود تكدسا كبيرا، وسط استغلال البعض للنقص في الكميات وحالة الزحام في المتاجرة بالوقود المدعم وبيعه بأسعار تزيد على السعر المعلن من الدولة، مما أدى إلى وقوع مشاجرات عديدة بين المواطنين، ومقتل سائق طعنا بالسكين بسبب التسابق علي التزود بالسولار داخل إحدي محطات الوقود.