بالصور ومقاطع الفيديو, كشفت الأهرام المسائي بعد مغامرة مثيرة في مياه البحر المتوسط عن مافيا خطيرة لتهريب السولار المدعم الي خارج المياه الاقليمية لبيعه للسفن الدولية بالسعر العالمي او اقل منه وتحقيق ارباح يومية طائلة من فرق السعرينحيث يشتري المهربون برميل السولار المدعم ب200 جنيه ويبيعونه بمايتراوح بين70 الي80 دولارا, اي440 جنيها علما بأنهم يهربون نحو ألفي برميل يوميا. ووفقا لشهود العيان وعمال لنشات التهريب وقد رفضوا ذكر أسمائهم تدور عمليات التهريب يوميا من الواحدة إلي الخامسة صباحا بشرط هدوء الريح والأمواج, وتبدأ بحصول المهربين علي براميل السولار البلاستيكية المدعمة من محطات الوقود بالمحافظات القريبة من الشواطئ من مخصصات مراكب الصيد, ثم تسير رحلة تهريبها من فرع النيل بدمياط الي البحر المتوسط مرورا ببوغاز رأس البر, باستخدام لنشات فائقة السرعة ينقل الواحد منها نحو5 براميل في المرة الواحدة وتتحرك من الشاطئ الي مكان انتظار مركب كبير مخصص للتخزين في وسط البحر. وتتم عمليات تبديل البراميل الفارغة بالمملوءة في البحر عن طريق اتصالات واشارات لاسلكية بين اللنشات ومركب التخزين وبعد اكتمال حمولة مركب التخزين, ينطلق الي خارج المياه الاقليمية ببراميل السولار لبيعه للسفن الدولية العابرة. وقال احد عمال اللنشات ان عمليات التهريب تحقق ارباحا هائلة لأصحاب اللنشات ومراكب بالصيد وانه يحصل علي اجر يومي كبير جعله يتوقف عن الصيد الذي اصبح غير مجزله مقارنة بتهريب السولار. وأشار الي ان قوات الامن احيانا تطارد لنشات التهريب وتفشل في اللحاق بها لان سرعتها اكبر كثيرا من سرعة لنشات المطاردة. واوضح يوسف الدمياطي, من سكان المنطقة ان التهريب ادي الي اهدار دعم الوقود المخصص للصيد وتوقف العديد من مراكب الصيد, التي يصل عددها الي4 الاف مركب في منطقة عزبة البرج والشيخ ضرغام, عن العمل, رغم ان الصيد هو النشاط الرئيسي في المنطقة. وأضاف ان المهربين يشترون احيانا جميع كميات السولار بالمحطات سواء من اصحاب مراكب الصيد او من المتعاونين معهم بالمحطات مما يؤدي الي تراجع الصيد وانخفاض كمية الاسماك ويتسبب مباشرة في ارتفاع اسعارها. وقال علي العيسوي, شاهد عيان ان عمليات التهريب منظمة والمنفذ الرئيسي لها بوغاز رأس البر الذي تتحرك منه لنشات التهريب قادمة من فرع النيل بدمياط واشار الي ان القائمين علي التهريب مسلحون بأسلحة نارية ومن الصعب مقاومتهم, وان اللنشات الخاصة بهم بلا تراخيص وانهم يتحايلون احيانا علي جهات مراقبة الشواطئ بتفريغ براميل السولار في جراكن كبيرة. واكد ان كلا منهم يحقق ارباحا تصل الي10 الاف جنيه يوميا علي الاقل.