منعت حواجز الشرطة التي انتشرت بكثافة والاعلان عن تنظيم اثنتي عشرة مظاهرة ضد كراهية الاجانب وضد التطرف في المانيا الاحد (28-3)، انطلاق مظاهرة كبرى معادية للاسلام وأسلمة أوروبا في مدينة دوسبورج الالمانية في محافظة نوردفيست فالين الواقعة شمال غرب. وكانت منظمات متطرفة مثل "الحزب الوطني الديمقراطي" ومجموعة من أجل نوردفيست فالين قد دعوا لمظاهرة كبرى ضد الاسلام وضد أسلمة أوروبا لتجوب شوارع المدينة وتنطلق صوب المسجد الكبير في دوسبورج والذي يعد واحدا من أكبر مساجد المانيا، داعين الى اغلاقه او هدمه لأنه يغير من معالم المدينة ويظهرها بصورة اسلامية وفق ما نشرته صحيفة دي فيلت الالمانية.
واحتشد حوالى 200 متطرف في مكان التجمع الا أن الانتشار الكثيف للشرطة وانطلاق مظاهرات في المدينة ضد مظاهرتهم وضد ما يدعون اليه جعلهم يؤجلون موعد انطلاق المظاهرة لموعد آخر لم يعلن عنه.
وأعلنت الشرطة الالمانية أنها تشعر بالقلق وانها حشدت كميات كبيرة من الشرطة لم تشهدها المدينة من قبل، خاصة بعد دعوات من الجانبين بالتظاهر واثارة الموضوع، ودعت حوالى سبعين منظمة المانية الشرطة للتدخل. وتحت شعار "نحن دوسبورج الداعية الى التسامح والاندماج" انطلقت مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة بمشاركة عمدة المدينة أدولف ساورلاند وممثل الكنيسة البروتستانتية أرمين شنايدر، حيث رفعت شعارات مثل أوقفوا النازيين ونعم للتعدد الثقافي داخل المدينة.
وقد أوضح الناطقون باسم الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية في بيانين منفصلين بأن تصرفات اليمين المتطرف ودعوتهم لازالة المسجد لا تمثل حقيقة الدين المسيحي ولا تتحدث باسمه، كما ان الدعوة لحظر المآذن على غرار سويسرا لا تتماشى والحرية الدينية الموجودة داخل المانيا.
من جهة أخرى، تمكنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من استقطاب دعم المعارضة بشأن رفضها لدعوة الرئيس التركي طيب أردوغان من ايجاد مدارس تركية داخل المانيا، جاء ذلك بعد اللقاء المشترك لميركل ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيجمار غابرييل والذي أعرب لوسائل الاعلام الالمانية عن رفضه لخطة أردوغان، واصفا اياها بغير المقبولة الا أنه أعرب عن دعمه لدعم أكبر لتدريس اللغة التركية كلغة أجنبية داخل المدارس الالمانية.
ومهد أردوغان الساحة ايضا لنزاع بشأن المهاجرين الاتراك في المانيا الاسبوع الماضي عندما جدد اقتراح انشاء مدارس تركية في المانيا. وصنعت هذه التصريحات العناوين الرئيسية في الصحف وكانت السبب في كتابة كثير من المقالات الافتتاحية. وأشار أردوغان ضمنا أيضا الى انه يعتبر نفسه رئيسا لوزراء الاتراك الذين يقيمون في المانيا وهو ما جلب انتقادات من ميركل السبت.
وقالت المستشارة الالمانية "اذا كان هناك قلق أو مصاعب للاشخاص الذين لهم جذور تركية هنا فانني المستشارة لهم أيضا". وستركز زيارة ميركل التي تستغرق يومين لانقرة على ايران وعملية السلام في الشرق الاوسط وجهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي والعلاقات التجارية والثقافية بين البلدين، حيث يتوقع ان تهيمن الخلافات بشأن ايران ومساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي على المحادثات.
غير ان ميركل ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان تحدثا عن سبل مختلفة للتعامل مع الجهود الدولية لكبح جماح الطموحات النووية لطهران. وتركيا في الوقت الراهن من الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقالت ميركل في كلمة تلفزيونية اسبوعية "اذا لم تظهر ايران شفافية في نهاية الامر بشأن مسألة الطاقة النووية فاننا يجب ان نبحث ايضا في توقيع عقوبات". وأضافت "سيكون هذا موضوعا مهما للمباحثات في أنقرة". ورفضت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي نداءات من حليفها الامريكي تأييد فرض عقوبات جديدة على ايران التي يشتبه الغرب في انها تحاول تطوير قنابل نووية.