توحيد الطاقات والثروات بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، تصبح استراتيجية لتجاوز كلّ حواجز الأفكار والمواقف المسبّقة، التي تؤدي موضوعياً، إلى الصدام بين الأديان والحضارات، الأمر الذي يشكلُ سبباً لتعميق الأزمة الإجتماعية، وأوجهها السياسية والإقتصادية. البروفسور فؤاد عودة، رئيس جمعيتي، (آمسي) و (كومايّ)، وحركة (متحدون من أجل التوحيد)، إلتقى مؤخراً في العاصمة الإيطالية روما، حضرة السيد سفير الجامعة العربية في إيطاليا، ناصيف يوسف هيتّي، ونائبه السيد زهير زوايري، والبروفسور ميكيله كاباسُو، رئيس الشبكة الإيطالية للحوار الأورو- متوسطي (RIDE)، وبمشاركة الوزير المفوض، في وزارة الخارجية الإيطالية، السيد إنريكو غرانارا، والذي يحتل مهام منسق النشاطات المتعددة الأطراف للمتوسط، والشرق الأوسط في الوزارة. وتقدم البروفسور فؤاد عودة في مداخلته أمام المجتمعين، بمقترح يقضي بتعزيز العمل المشترك، لتنمية وتوسيع جسور الحوار، بين الشعوب الذي يتحقق ويبنى من خلال اللقاء، والمعرفة، والتعاون في ميادبن الطبابة، والتعاون والعمل المشترك، على الصعيد العالمي. كما دعا عودة إلى تنشيط وتشجيع مشاريع التعاون مع بلداننا الأصلية، المنتشرة في مساحات أربع قارات، وأيضاً مع فلسطينيي الثمانية وأربعين، وبإشراك، الدكتور أحمد عراقي، الذي يمثل جمعية (أطباء من أصول أجنبية في إيطاليا- آمسي)، ومحمد وطد، ممثل حركة (متحدون من أجل التوحيد)، في الأراضي المقدسة، والذين سبق لهما وأن تقدما بمقترحات مشاريع تنتظر الموافقة التصديق. وبعد إنضمام جمعيتيّ (آمسي) و (كومايّ)، وحركة (متحدون من أجل التوحيد)، للشبكة الإيطالية للحوار الأورو- متوسطي ((RIDE، في وقت سابق، أجمع السادة، سفير الجامعة العربية في إيطاليا، ناصيف يوسف هيتّي، والبروفسور فؤاد عودة، والبروفسور ميكيله كاباسُو، على تشخيص نقاط العمل المشترك الاساسية، والمتمثلة في ميادين الصحة، والثقافة، والفن والرياضة، وهي "تلك الميادين التي تظهر لغات مشتركة توّحد، ولا تفرّق". كما أوضح البروفسور عودة. كل ذلك ذلك في إطار القناعة الراسخة، بتفضيل وتنمية التوجهات الإجتماعية للعمل المشترك، بطابعها الطبيعي والشامل دون استثناء أحد. وبهذا فإن، أن الشبكة الإيطالية للحوار الأورو- متوسطي RIDE، التي نشأت في عام 2013، بهدف تجميع وتوحيد الهيئات والعناصر الفاعلة في ميدان الحوار بين الثقافات والأورو- متوسطي، من خلال مؤسسة آنّا ليند (وهذه نشطت وعملت في منطقة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية)، تعانق العمل الكبير الذي حققته جمعيات (آمسي) و (كومايّ)، و (متحدون من أجل التوحيد)، من أجل البحث عن فضاءات جديدة للعمل، وللدفع بنسغ حيّ جديد، لنشاطات وفعاليات اللقاء بين جميع قوى وعناصر للمجتمع المدني في محيط حوض البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر الشبكة الإيطالية RIDE، مكسباً كبيراً، يُعتمد عليه إستناداً إلى خبرة عشرين عاماً، في إطار المؤسسة المتوسطية (FM)، التي تأسست في مدينة نابولي، جنوبي إيطاليا، من قبل آرج. والسيد رئيس الشبكة كاباسُو، كان المحرك والمبادر في عقد المنتدى الأول للمجتمع المدني في البلدان المتوسطية. إن الشاهد الأكثر صلادة، للعمل والإلتزام على مدى عشرين عاماً، للمؤسسة المتوسطية FM، تمثل في المتحف المتوسطي للفن والموسيقى والتقاليد- MAMT، الجديد، والذي استضافته المؤسسة المتوسطية، في القلب من مدينة نابولي، وهو يشكل اليوم عنصراً مفصلياً للتعاون والعمل المشترك، بين الجمعيات، التي سبق ذكرها وجامعة الدول العربية. وتلتقي في إطار هذا المتحف الدائم والمتعدد الوسائل الإعلامية، وبطريقة متناسقة، ثقافات متنوعة أو مختلفة، وذلك في إطار الإحترام للتقاليد المتعددة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، في دائرة البحث عن التوافق والإتفاق في الإختلاف. ولهذا السبب جرى الإعتراف بالمتحف المتوسطي للفن والموسيقى والتقاليد، باعتباره "إرثاً وطنياً" من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وسبق وأن وصفته مدير المنظمة الدولية إرينا بوكوفا بكونه "متحف المشاعر"، خلال زيارتها للمتحف في وقت سابق. وفي هذه المناسبة، صرّح البروفسور ميكيله كاباسُو، قائلاً "لنجعل من المتحف، تجمعاً للمشاعر، للمفاهيم وأشكال للوعي، وللتقاليد من أصول مختلفة في إنتماءاتها، محاولين البحث ومتابعة خارطة للإنسانية غنية وثرة، قادرة على الإستمرار والبقاء. وسنواصل مواجهة هذا التحدي، مغتنين بمساهمات جمعيات آمسي، وكومايّ، ومتحدون من أجل التوحيد، حيث نرحب بها كعضوات جديدة في الشبكة الإيطالية للحوار الأورو- متوسطي، RIDE. كما أننا نأمل إضافة لذلك، بتوقيع اتفاق مع سفارة الجامعة العربية في إيطاليا، في المستقبل القريب، وذلك لتعزيز تشاركنا، معاً مع المنظمة التربوية، والثقافية، والعلمية للجامعة العربية- آليسكو". واختتم كاباسُو تصريح بالقول "المتحف المتوسطي للفن والموسيقى والتقاليد- RIDE، سيصبح أكثر غنىّ وفاعلية، مع ازدياد البلدان الفاعلة في إطاره". صرح بذلك لطيف السعدي- المكتب الصحفي باللغة العربية في إيطاليا