دشَّنت منظمات حقوقية بريطانية حملة مشتركة لإعلان رفضهم للزيارة المرتقبة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى لندن. وتجمهر أعضاء تابعون لثلاث منظمات حقوقية أمام "داونينج ستريت" مقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس الماضي، حاملين لافتة ضخمة بها صورة السيسي مرتديًّا قبعة عسكرية، مع عبارة "السيسي ليس موضع ترحيب". ودعا كاميرون السيسي لزيارة بريطانيا، خلال اتصال هاتفي في يونيو الماضي. حيث أوضح السفير علاء يوسف، الناطق باسم رئاسة الجمهورية، أنَّ رئيس الوزراء البريطاني أبدى اهتمام بلاده بإنجاز الزيارة، وضرورة الإعداد الجيد لها لتحقق ثمارها المرجوة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، والتشاور في القضايا الإقليمية والدولية. والمنظمات المذكورة هي “الحملة ضد تجارة الأسلحة” و“مبادرة التضامن مع مصر”، و”بلاتفورم”، وتشترك في كونها تهتم بقضايا حقوق الإنسان. وقالت الصحفة الرسمية ل"الحملة ضد تجارة الأسلحة” على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، معلِّقةً على الحدث: "وقفنا أمام داوننج ستريت لنقول إن السيسي ليس موضع ترحيب، بعد أن دعاه كاميرون لزيارة المملكة المتحدة في وقت لاحق من العام. بالرغم من انتهاكات حقوق الإنسان المروعة التي تحدث تحت حكمه، نحن هنا لنقول لا لبيزنس معتاد مع ديكتاتور وحشي، ولإظهار التضامن مع هؤلاء القابعين في مصر الذين يقاتلون من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”. وتابعت: “ ندعو الحكومة البريطانية لسحب الدعوة، ووقف دعم النظام بمبيعات الأسلحة”. من جانبها، نوَّهت الصحفة الرسمية لمنظمة “بلاتفورم” التي تهتم بالقضايا الحقوقية والتعليم والفن: “أمام داوننج ستريت، قلنا إنَّ السيسي ليس مرحبًا به، رغم أنَّه ينتظر " السجادة الحمراء" خلال زيارته الرسمية للندن هذا العام، الحكومة البريطانية ترغب في “بيزنس كالعادة” مع النظام المصري، بما في ذلك مبيعات الأسلحة، وتصبو لأرباح تحققها شركة “بريتيش بتروليم”، لا لمزيد من التعذيب، لا لمزيد من الخصخصة”. الموقع الرسمي ل”مبادرة التضامن مع مصر”، علَّق على الوقفة الاحتجاجية قائلاً: "رفعنا لافتة عملاقة في داوننج ستريت لنعلن بداية حملة ضد الزيارة الرسمية لقائد عبد الفتاح السيسي لبريطانيا”. ولفت البيان إلى أنَّ الدعوة للاحتجاج ضد الزيارة لاقت استجابة من جهات أخرى أمثال "جمعية هالدين للمحامين الاشتراكيين”، وشخصيات رئيسية من "الاتحاد الوطني للطلاب”، وغيرهما. وأشارت إلى أنَّ توقيت بدء الحملة كان مقصودًا، حيث تزامن مع ذكرى مقتل 51 متظاهرا أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة "على أيدي القوات الأمنية"، حسبما ذكرت. من جانبها، قالت سارة والدرون المسؤولة ب“الحملة ضد تجارة الأسلحة”: “المملكة المتحدة ينبغي أن تدين الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي حدثت تحت حكم السيسي، مثل هذه الزيارة سترسخ من قبضة نظامه الوحشي، ندعو الحكومة البريطانية إلى سحب الدعوة، ووقف دعم النظام بمبيعات الأسلحة". أمَّا مايك مينيو، من منظمة "بلاتفورم"، فعلق قائلاً: “الحكومة البريطانية تساند القبضة الحديدية للنظام المصري، رغم تعرض النشطاء المصريين للحبس، والتعذيب بالآلاف، لكن كاميرون يرغب أن يفرش السجادة الحمراء للسيسي لتعزيز أرباح شركات النفط مثل بي بي نقف بجانب هؤلاء المطالبين بالديمقراطية، ونهاية الحكم العسكري”. "الحملة ضد تجارة الأسلحة" هي منظمة أسست عام 1974، وتعمل على قضية أساسية وهي وضع نهاية لتجارة الأسلحة الدولية، لما لها من "تأثيرات مدمرة على حقوق الإنسان والمجتمع، وإلحاق الضرر بالنمو الاقتصادي". أمَّا منظمة "بلاتفورم" فيمتد عمرها إلى ربع قرن، وتعتمد فكرتها على جمع المهتمين بالبيئة والفنانين ونشطاء حقوق الإنسان، والمهتمين بشؤون التعليم، وغيرهم، لإنجاز "مشروعات مبتكرة" دافعها الحاجة للعدالة الاجتماعية والبيئية.