كشفت الإحصاءات الرسمية في بريطانيا أن واحدًا من كل ثمانية جنود عائدين من الحروب في العراق وأفغانستان يعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. وأظهرت الإحصاءات أن معظم هؤلاء الجنود لا يتلقون المساعدة من الحكومة والجيش للتغلب على هذا الاضطراب؛ مما يؤدي إلى لجوئهم لتعاطي الكحول والمخدرات وقد ينتهي بالبعض إلى عالم الجريمة.
وذكرت قناة "روسيا اليوم" في تقرير لها أن قضية جندي بريطاني سابق قام بقتل اثنين من زملائه في العراق أثارت العديد من التساؤلات حول قدرة العائدين من ساحات القتال على ممارسة حياتهم الطبيعية لاسيما بعد تعرضهم لضغوط نفسية كبيرة خلال خدمتهم في الجيش.
وقال التقرير أن "الجندي البريطاني يقبع في سجن عراقي بتهمة ارتكابه جريمتي قتل حيث أنه خدم جنديًا في البوسنة والعراق قبل تشخيص حالته بما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة النفسي والذي تتميز أعراضه بتذكر وقائع صعبة بصورة مفاجئة ومحددة وكوابيس وحالة دائمة من التيقظ".
وأضاف التقرير "بالرغم من مرض هذا الجندي فقد سمح له بالعودة إلى العراق للعمل في شركة أمنية خاصة والآن يواجه تهمة قتل اثنين من زملائه بعد 36 ساعة فقط من وصوله إلى بغداد". الحكومة البريطانية تخذل المصابين وأشار التقرير إلى أن الحكومة البريطانية خذلت الجنود المصابين بالأمراض النفسية بكل الطرق ولم تقدم لهم الرعاية والعلاج لأن الاضطراب بعد الصدمة هو مرض حساس لا يمكن رؤيته.
وقال هاري فليتشر المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية لضباط مراقبة السلوك: "المشكلة الرئيسة لدى هؤلاء الجنود هي الاكتئاب الذي يصاحبه مشكلات مرتبطة بالكحول ويمكن القول إن عشر عدد الجنود العائدين مصاب باضطراب ما بعد الصدمة وهذا رقم مخيف".
وأضاف فليتشر "الجنود يعانون من هذا الاضطراب بسبب المواجهات الميدانية المباشرة في الحروب وتجاهل الحكومة والجيش لهذه المشكلة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة في المستقبل".