قال باحثون يوم الجمعة إن إساءة استخدام المشروبات الكحولية والاكتئاب أمر شائع بين الجنود البريطانيين العائدين من أماكن انتشار الجيش البريطاني في مناطق الصراع في العراق وأفغانستان ، لكن ضغوط ما بعد التعرض للصدمات هي مشكلة أقل مما كان معتقدًا من قبل. ووجدت دراسة أجراها أطباء نفسيون بريطانيون أن أكثر من 27 % من الجنود يعانون من مشاكل الصحة النفسية بعد عملهم في مهام عسكرية في الخارج ، لكن حوالي 5 % فقط يعانون من اضطرابات إجهاد يعقب الشعور بالصدمة وهو مرض يؤدي إلى الوهن ويمكن أن يحدث بسبب الصدمات التي تقع خلال الحروب. ورصدت الدراسة فارقًا طفيفًا في مستويات الأعراض للاضطرابات الناجمة عن ضغوط ما بعد الصدمة بين الجنود البريطانيين والأمريكيين العاملين في العراق. وقالت آمي ايفرسن من مركز كينج لبحوث الصحة العسكرية بمعهد الطب النفسي في لندن ، والتي أشرفت على الدراسة: إن الأبحاث كشفت الاحتياجات الصحية للقوات العاملة والتي يجب أن يضعها في الاعتبار مخططو الشؤون الصحية وصانعو السياسات. وكتبت في الدراسة "إساءة استخدام المشروبات الكحولية والاضطرابات الناجمة عن الضغوط أكثر شيوعًا بكثير ولذلك يجب أن يركز عليها بشكل رئيسي التعليم والوقاية والتدخل". وتتهم شخصيات بارزة بالجيش البريطاني الحكومة بالفشل في تقديم رعاية كافية للجنود الذين أصيبوا بصدمات نفسية بعد الحرب في العراق وأفغانستان ، حيث ينتشر هناك 170 ألف جندي بريطاني منذ عام 2001. وحللت الدراسة التي نشرت في دورية "بيوميد سنترال سايكياتري" حالة 821 جنديًا لمعرفة من الذين عانوا من أمراض نفسية وعقلية وإجهاد ما بعد الصدمة. وبالنسبة للاضطراب الناجمة عن إجهاد ما بعد الصدمة حدد الباحثون أربعة إجراءات للتعامل مع الأعراض وضعها "المركز الوطني للاضطرابات الناجمة عن إجهاد ما بعد الصدمة". وتضمنت هذه الإجراءات تخفيف الحدث وتجنب المواقف التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الحدث وتهدئة الانفعالات. وكانت المشاكل الأكثر شيوعًا بين الجنود البريطانيين إساءة استخدام الخمور (18 %) والاكتئاب أو القلق (13.5 %). كما قال الباحثون: إنهم وجدوا أن جنود الاحتياط الذين انتشروا في العراق كانوا عرضة لمخاطر نفسية أكبر من الجنود النظاميين. وأشارت دراسة أخرى نشرت في مارس إلى أن الشبان البريطانيين الذين تركوا الجيش أكثر عرضة ثلاثة أمثال لقتل أنفسهم مقارنة بالسكان بشكل عام. كما وجدت دراسة أمريكية نشرت عام 2007 أن المحاربين القدامى من الرجال بالجيش الأمريكي أكثر احتمالاً بواقع الضعف للإقدام على الانتحار مقارنة بأولئك الذين لم يلتحقوا بالجيش.