أفادت دراسة بريطانية أن أكثر من 30% من الجنود البريطانيين يعانون من الاكتئاب بعد عودتهم من مهام عسكرية في مناطق الصراع بالعراق وأفغانستان، بينما يعاني 18% منهم من إدمان المشروبات الكحولية. وحللت دراسة أجراها أطباء نفسيون بريطانيون ونشرت في دورية "بيوميد سنترال سايكياتري" يوم الجمعة 30-10-2009 حالة 821 جنديا لمعرفة الذين عانوا من أمراض نفسية وعقلية وإجهاد ما بعد الصدمة. وكانت المشاكل الأكثر شيوعا بين الجنود البريطانيين الاكتئاب أو القلق (31.5 %)، وإدمان الخمور (18%). وبالنسبة للاضطراب الناجمة عن إجهاد ما بعد الصدمة، وحدد الباحثون أربعة إجراءات للتعامل مع تلك الأعراض، وتضمنت تخفيف الحدث وتجنب المواقف التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الحدث وتهدئة الانفعالات. ورصدت الدراسة فارقا طفيفا في مستويات الأعراض للاضطرابات الناجمة عن ضغوط ما بعد الصدمة بين الجنود البريطانيين والأمريكيين العاملين في العراق. كما قال الباحثون إنهم وجدوا أن "جنود الاحتياط الذين انتشروا في العراق كانوا عرضة لمخاطر نفسية أكبر من الجنود النظاميين". وكشفت الدراسة بشكل عام أن أكثر من27 % من الجنود يعانون من مشاكل الصحة النفسية بعد عملهم في مهام عسكرية في الخارج، لكن حوالي 5 % فقط يعانون من اضطرابات إجهاد يعقب الشعور بالصدمة، وهو مرض يؤدي إلى الوهن ويمكن أن يحدث بسبب الصدمات التي تقع خلال الحروب. فشل الحكومة وتتهم شخصيات بارزة بالجيش البريطاني الحكومة بالفشل في تقديم رعاية كافية للجنود الذين أصيبوا بصدمات نفسية بعد الحرب في العراق وأفغانستان التي ينتشر فيهما 170 ألف جندي بريطاني منذ عام 2001. من جهتها، قالت آمي إيفرسن من مركز كينج لبحوث الصحة العسكرية بمعهد الطب النفسي في لندن والتي أشرفت على الدراسة إن الأبحاث كشفت "الاحتياجات الصحية للقوات العاملة والتي يجب أن يضعها في الاعتبار مخططو الشئون الصحية وصانعو السياسات". وكتبت في الدراسة أن "إساءة استخدام المشروبات الكحولية والاضطرابات الناجمة عن الضغوط أكثر شيوعا بكثير، ولذلك يجب أن يركز عليها بشكل رئيسي التعليم والوقاية والتدخل". وأشارت دراسة أخرى -نشرت في مارس الماضي- إلى أن الشبان البريطانيين الذين تركوا الجيش أكثر عرضة ثلاثة أمثال لقتل أنفسهم مقارنة بالسكان بشكل عام. كما وجدت دراسة أمريكية نشرت عام 2007 أن المحاربين القدامى من الرجال بالجيش الأمريكي أكثر احتمالا بواقع الضعف للإقدام على الانتحار مقارنة بأولئك الذين لم يلتحقوا بالجيش. وأسفرت الحرب في أفغانستان عن مقتل نحو 222 جنديا بريطانيا منذ عام 2001، بينهم 49 قتلوا في شهر أغسطس الماضي فقط، ويبلغ عدد الجنود البريطانيين في أفغانستان 9500. كما بلغ عدد القتلى البريطانيين في العراق 179 عسكريا، من بين 120 ألف شخص عسكري ومدني عملوا في البلد التي أدماها الحرب منذ عام 2003. ومع مقتل 53 جنديا أمريكيا خلال الشهر الجاري، أعلن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية أن أكتوبر الجاري أصبح الشهر الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية في أفغانستان منذ بدء احتلال البلاد في أواخر أكتوبر عام