أكدت صحف بريطانية أن جنود الاحتلال البريطاني العائدين من العراق وأفغانستان يعانون من مستويات غير مسبوقة من مشاكل الصحة العقلية إضافة إلى إهمالهم وتجاهلهم و نسيانهم من قِبل حكومة توني بلير. وقالت صحيفة الإندبندنت أون صنداي إن تحقيقًا أجرته كشف عن أن حوالي 21000 من الجنود البريطانيين من الذين أدّوا الخدمة في العراق أو جنود الاحتياط قد مسّتهم أمراض نفسية من قبيل القلق والاكتئاب. وأضافت الصحيفة أن الأرقام الرسمية تشير إلى 20 عسكريًا بريطانيًا أقدموا على قتل أنفسهم منذ العدوان على العراق في مارس عام 2003 فيما يعيش أكثر من ألف جندي سابق مشردين بلا مأوى. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأرقام دفعت الخبراء العسكريين والسياسيين إلى اتهام بلير بالإخلال بواجبه لرعاية قدامي المحاربين في العراق وأفغانستان. وفي سياق متصل اعتبرت صحيفة "الأوبزرفر" في إحدى افتتاحياتها أن هذه المعاملة المهينة التي يلقاها هؤلاء الجنود هي انتهاك للعقد غير المكتوب بين المجتمع وحماته من الجنود. واتهمت الصحيفة الساسة بالتزام الصمت فيما يتعلق بأمر هؤلاء الجرحى على أمل أن يُنسى أمرهم تحرجًا من تبعات حروب مثيرة للجدل. وأكدت الصحيفة أنّ سِجّل بريطانيا فيما يتعلق بقدماء جنودها سيء فكثير منهم ينتهي بهم المطاف إلى الفقر وتعاطي المخدرات والكحول، والبطالة والتشرد. وكانت فضيحة مماثلة قد تفجّرت في الولاياتالمتحدة بعدما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الشهر الماضي، عن المشكلات التي يعاني منها الجنود في مستشفى "ولتر ريد" أكبر مستشفى عسكري أمريكي حيث قالت: إن الجنود يستكملون علاجهم هناك في مبنى متداعٍ يعجُّ بالفئران والغبار والصراصير. وأكدت أن البيروقراطية في هذه المستشفى تعيق تقديم المساعدات لجنود مصابين بإصابات بالغة. وأدت هذه الفضيحة إلى الإطاحة بمدير المستشفى "جورج ويتمان" واستقالة وزير الجيش الأمريكي "فرانسيس هارفي".