تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو للهولندى "أرناود فان دورن"، منتج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، والبالغ من العمر 49 عاما، يكشف فيه عن كيفية تحول حياته من عضو متطرف في حزب الحرية المعادي للإسلام، إلى معتنق للإسلام. وأشار "فان" إلى شعوره براحة نفسية كبيرة عند قراءته القرآن، خاصة سورة النساء، موضحا أن الآية تصف لب الإنسان الذي فيه الخير. وذكر "فان"- الذي التقاه الإعلامي السعودي "فهد الكندري"، في الحلقة الرابعة من برنامجه ب"القرآن اهتديت"- أنه قبل الإسلام كانت نظرته مختلفة عن المجتمع، حيث كان ينظر له بشكل سلبي، وأوضح بأنه كان منشغلا بالسياسة ولم يهتم بالإسلام، حسب الحرية والعدالة. وقال: "كنا نريد تحذير الناس من الإسلام، ولهذا السبب أنتجنا فيلم "فتنة"، وأسموه باسم عربي حتى يؤكدوا أن العرب أهل فتنة". وأضاف "فان" أن ردود الفعل على الفيلم كانت كبيرة جداً، ورآه الكثير من الغاضبين والمجروحين والمحزونين، ويقول: "ما أعطاني إحساسا أن شيئا ما غير صحيح، فلقد جرحنا الكثير من الناس ولا يمكن أن يخطئ 1.2 مليار مسلم". وبعد ردود الفعل العالمية والغضب الذي كان على الفيلم، توجه "فان" إلى المسجد ليتعرف على الإسلام أكثر، فأخذ مصحفا مترجما وكتابا لسيرة النبي عليه السلام. وحكى أنه كان يقرأ القرآن في البداية من باب القدح في الإسلام، ولكن بعد ذلك جاء ليسأل بعض الأسئلة التي أراد أن يعرف منها حقيقة هذا الدين. وبعد أن أهداه إمام المسجد الكتب ليقرأ فيها، عاد بعد ثلاثة أشهر مصليا وسطهم في المسجد بعد أن اعتنق الإسلام ونطق الشهادتين. وأكد "فان" أن القرآن هو مرشده، وأن النظرة عن الإسلام المتواجدة عند الناس هي التي يعطيها الإعلام والسياسيون للناس، ولكن كل شخص عليه أن يتعلم الدين بنفسه.
وكشف "فان" أن سورة النساء- وتحديدا من الآية 36 إلى 40- هي الأكثر تأثيرا عليَّ، ومن خلالها شعرت بالحب، وهي تلخص شعوري الآن، حيث قال الله تعالى فيها : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37) وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40). وقال: "إن لحظة نطقه للشهادة كانت الأكثر تأثيرا في حياته، حيث بكى حينها وشعر بدفء وصفه كأن يدا كانت على عاتقي تقول لي إني الآن أصبحت مسلماً".