رفضت مصادر رسمية مصرية الربط بين اعتزام الكيان الصهيونى بناء سور على الحدود المصرية مع الأراضى الفلسطينية المحتلة، وقيام مصر ببناء حاجز معدنى تحت الأرض على الحدود مع قطاع غزة. كما رفضت المصادر نفسها وصف هذه الجهود بأنها جزء من الحصار على قطاع غزة. وقال مصدر رسمى رفيع أن «الحديث عن أن مصر تشترك مع إسرائيل فى فرض حصار على غزة هو حديث عبثى ومصر أعلنت مواقفها الرافضة من فرض حركة حماس لسيطرتها بالقوة على قطاع غزة وانتظرت طويلا قبل التحرك فى إجراءات لحماية أمنها».
وفى الوقت نفسه قالت المصادر ذاتها إن «الطريقة» التى ستيم بها إعادة صياغة التأمين على الحدود المصرية الصهيونية من الجانب الصهيونى أتت نتيجة لمشاورات مصرية مع الكيان الصهيونى.
وحسب المصادر نفسها فإن الكيان الصهيونى كان يعتزم فى الأساس بناء سور مكهرب من الأسمنت وهو ما لم تشعر السلطات المصرية إزاءه بالارتياح، لأن مثل هذا البناء كان سيعطى مؤشرات غير إيجابية عن الجهود المصرية الأمنية فى ضبط الحدود.
وحسب مصدر، رفض ذكر اسمه، فإن قرار الصهاينة بناء بوابات كهربائية وتركيب معدات الكترونية لمراقبة الحدود هو أمر لا تمانع مصر فيه على الإطلاق.
من جهة أخرى رفضت منظمة صهيونية غير حكومية معنية بالمهاجرين غير الشرعيين تصريحات رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو حول خطورة المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسللون إلى الكيان عبر الحدود مع مصر والتى يسوقها كأحد مبررات إقامة الجدار العازل بين البلدين بتكلفة نحو 1.3 مليار شيكل.
وقالت منظمة «الخط الساخن للعمالة المهاجرة» إن تصريحات نتنياهو «عنصرية وتعكس نفاقا».
وكان نتنياهو قد زار الحدود المصرية مع الدولة الصهيونية أمس الأول الجمعة، لتفقد موقع بناء الجدار.
من جهة أخرى قال مصدر دبلوماسى مصرى إن القاهرة تجرى مشاورات مكثفة مع حكومة نتنياهو بغرض النظر فى سبل استئناف التفاوض الفلسطينى الصهيونى، وتجاوز تعثر "الجهود الأمريكية" التى يبذلها جورج ميتشيل مبعوث السلام الأمريكى فى جولته التاسعة فى المنطقة.
وحسب المصدر نفسه فإن ميتشيل «يفكر فى تضمين القاهرة فى جولته»، بالرغم من أن ذلك لم يكن مقررا بالأساس بالنظر إلى «الحاجة للتشاور الأمريكى العربى» للنظر فى سبل إطلاق التفاوض.
وقال المصدر إن الأفكار المصرية المطروحة على الولاياتالمتحدةالأمريكية لإعادة إطلاق التفاوض بدعم عربى على أساس البدء بالتفاوض حول الحدود النهائية والقدس مازال مرفوضا "إسرائيليا".
وأضاف أن الدول العربية مستعدة لدعم عباس للبدء فى التفاوض بغرض دعم استمرارية عباس وتجاوز حالة الجمود الراهنة «ولكن ذلك لن يكون بأى ثمن»، لأن الرأى العام العربى والفلسطينى ليس على استعداد على الإطلاق للدخول فى تحركات غير مثمرة.
من جانبه قال عبد الستار القاسم أستاذ العلوم السياسية فى جامعة النجاح بالضفة إن عباس سيبحث عن «ذريعة» لاستئناف التفاوض بالنظر إلى الضغوط الكبرى التى تمارس عليه فى هذا الصدد.