وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موقف القادة "المسلمين" حيال معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة بأنه "يدعو للرثاء". وقال أردوغان للصحفيين قبل توجهه إلى الإمارات والسعودية أن "الحكومات لم تقدم الردود التي كان ينتظرها منها المسلمون في كل أنحاء العالم وهو أمر يدعو للرثاء". وينتقد أردوغان وحكومته الإسلامية المحافظة الكيان الصهيونى بانتظام بسبب غاراته على قطاع غزة وخاصة العدوان الدامي للجيش الصهيونى على القطاع في الشتاء الماضي. ويأتي تصريح رئيس الوزراء التركي في الوقت الذي يختتم فيه وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك زيارة إلى أنقرة، والذي سعى من خلالها إلى تهدئة التوترات الدبلوماسية بين "البلدين"؛ حيث لم يلتقِ خلالها الرئيس جول ولا رئيس الوزراء أردوغان على خلفية الغضب التركي بعد إهانة الاحتلال السفير التركي.
وفى مصر دارت أمس الأحد مناقشات حادة بمجلس الشعب بعد مطالبة 150 عضوا من الحزب الوطني الحاكم لحركة حماس بتسليم قاتل الجندي المصري أحمد شعبان، الذي قتل في المواجهات التي شهدتها الحدود المصرية الفلسطينية أو الاستعداد لعمل عسكري.
صبر مصر والعمل العسكرى وقرأ أمين التنظيم في الحزب الحاكم أحمد عز بيانا وقعه 150 عضوا بالحزب يتضمن هجوما غير مسبوق على الفلسطينيين ولم يستبعد أي عمل بما فيه العسكري من أجل القصاص ممن وصفهم ب"الميليشيات الفلسطينية" التى قامت بقتل الجندي شعبان.
وقال أمين التنظيم في الحزب الحاكم "ان صبر مصر ينفد لأن دم أحد أبنائها أهدر". وطالب عز الحكومة الفلسطينية فى غزة "إذا أرادت أن تثبت حسن نواياها بتسليم القاتل المجرم الآثم الذي ارتكب الجريمة الخسيسة أو على الأقل محاكمته محاكمة علنية عادلة تشارك فيها مصر وتراقبها عبر قضاة مصريين يشاركون في التحقيق وإصدار الحكم".
كما طالب عز الفلسطينيين بتقديم "اعتذار صريح ومعلن لشعب مصر وللحكومة، عن العمل الآثم الذي أوجع قلوب المصريين جميعاً وأبكاهم فرادى وجماعات".
وندد نواب المعارضة والمستقلون والإخوان في جلسة مجلس الشعب أمس الأحد، بالبيان الذي ألقاه عز، باعتباره بيانا من مجلس الشعب.
وثار النواب قائلين أن "الحزب الوطني ليس من حقه إصدار بيان باسم المجلس"، غير أن رئيس المجلس الدكتور فتحي سرور انحاز لأحمد عز ونواب الأغلبية وشدد على انه مع البيان قلبا وقالبا.
كما منع سرور النواب بعدها من الحديث، مما أسفر عن عاصفة استنكار شديدة داخل القاعة وقام عدد من نواب المعارضة بالانسحاب.
ورد أحمد عز غاضبا على المعارضة "لا أتصور أن هناك نائبا واحدا في أي برلمان يرضى باختراق حدود بلده، ويوافق على هذا، فإن الأمر مقلوب ولا يمكن للمعارضة التي تدعي غيرتها على مصر أن تحذو حذو النظام وتطالب بالانتقام من القاتل".
فضيحة للحزب "الوطنى" وفي تصريحات صحفية أكد المتحدث باسم كتلة الإخوان بالمجلس، النائب حمدي حسن "أن ما جرى في البرلمان 'فضيحة بكافة المقاييس فقد أصبح الحزب الحاكم عدوا للفلسطينيين وهو بذلك ينافس الإسرائيليين في عدائهم لأشقائنا"،
وشدد على أن 'الذين يسعون للوقيعة بين الشعبين يخدمون جيش الاحتلال فهو المستفيد من إشعال نار الفتنة".
كما شهد مجلس الشعب أمس أيضا موقعة أخرى ضد الفلسطينيين كان بطلها السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الذي طالب حماس بالكشف عن أسماء القناصين الذين قاموا بقتل الجندي المصري أحمد شعبان على الحدود المصرية.
وقال صلاح داخل مجلس الشعب حيث عقدت لجنة الشئون العربية اجتماعا لمناقشة مستقبل العلاقة مع الفلسطينيين بعد مقتل الجندي شعبان "أعرف أن نواب الشعب وكل مواطن يعيش على أرض مصر يريدون معرفة أسماء القتلة".
أسرار أمنية وأضاف موجها كلامه للنواب 'إذا أردتم معرفة كافة التفاصيل التي سبقت قتل شعبان وأسماء المتورطين فعليكم أن تستمعوا لمسئولي الأجهزة الأمنية في جلسة مغلقة بسبب خطورة الأسرار المتحفظ عليها لدى تلك الجهات"، وقال ان هذا الأمر يخرج عن اختصاص الخارجية للإدلاء به.
وأكد السفير صلاح "أن الآلية التي اتفقت عليها مصر مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لفتح المعابر انتهت فاعليتها بعد استيلاء حماس على غزة".
وقال "إننا لم نتلق حتى الآن أي رد بالموافقة من حركة حماس على الورقة المصرية للمصالحة التي وافقت عليها حركة فتح". واتهم حماس بالمسئولية عما آلت إليه الأمور فى القطاع.
شهادة مسئول طبي مصرى والمثير فى الأمر ان أحدا لم يلتفت إلى تشكيك الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة المصرية بمحافظة شمال سيناء، في الرواية الرسمية المصرية بشأن مقتل المجند المصري قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية ، والذى أكد أن المجند المصرى أحمد شعبان قد قتل إثر إصابته برصاصتين في الظهر، وهو ما يرجح أنهما أطلقتا من الجانب المصري للحدود.
وقال المحلاوي للصحفيين ووسائل الإعلام خلال وجوده مساء الأربعاء (6-1)، أمام بوابة ميناء العريش البحري، حسبما نقلت "شبكة الإسلام اليوم" الإخبارية السعودية و" وكالة البشير للأخبار"الخميس (7-1): "إن المجند المصري أحمد شعبان أحمد مصطفى (21 عاما) قتل برصاصتين في ظهره؛ حيث تَم نقله إلى مستشفى رفح".
وبناء على ما ذكره المسئول المصري فإن مراقبين رجحوا أن المجند كان يواجه مظاهرات شعبية على الحدود مع مصر وظهره للحدود المصرية، ومن ثم فإن الرصاص جاء من الجانب المصري لا من قطاع غزة.
وكانت الرواية الرسمية المصرية قد ادعت: "إن الجندي أحمد شعبان (21 سنة) أصيب بطلق ناري جاء من الشطر الفلسطيني لمدينة رفح الحدودية، وتَم نقله إلى المستشفى في رفح؛ حيث فارق الحياة فور وصوله".
تطابق شهادة المحلاوى مع الرواية الفلسطينية وتنسجم رواية المسئول الطبي المصري مع الرواية التي نقلها "المركز الفلسطيني للإعلام" عن شهود عيان أكدوا أن إطلاق نار من بناية مصرية يتحصن فيها جنود مصريون هو الذي أدى إلى إصابة أحد الجنود المصريين إلى جانب شاب فلسطيني خلال الأحداث المؤسفة التي وقعت بعد ظهر الأربعاء (6-1)، قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية. وقال الشهود ل"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن أحد الشبان الفلسطينيين اقترب، في ظل حالة الغضب التي لفَّت بعض المشاركين في الاعتصام السلمي المندِّد ب"الجدار الفولاذي" والاعتداء على قافلة "شريان الحياة 3"، من الشريط الحدودي بالقرب من نقطة فيها ثكنة يوجد بها جندي مصري".
وأضاف الشهود أنه لدى اقتراب الشاب من الحدود قام جنود مصريون في بناية مرتفعة تقع إلى الخلف بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاه المنطقة التي يوجد فيها الشاب؛ مما أدى إلى إصابته وإصابة الجندي المصري بجروح أيضا، وأكدوا أن الجندي المصري كان قريبا من المنطقة التي يوجد بها الشبان الفلسطينيون، والتي تعرضت لإطلاق نار من القوات المصرية في البناية الواقعة للخلف.
المصالحة الفلسطينية هذا وقد قال الرئيس المصري حسني مبارك، ان مصر لم تدخل تعديلات على ورقة المصالحة الفلسطينية، وان الفلسطينيين هم من صاغوا الورقة، واصفا ما يتردد خلاف ذلك بأنه "كذب في كذب".
وقال مبارك، في تصريح بمحافظة كفر الشيخ بدلتا النيل حيث افتتح مشاريع عدة، إن "الفلسطينيين هم الذين صاغوا ورقة المصالحة، وما يتردد عن أن مصر أدخلت تغييرات على ما اتفقت عليه فتح وحماس هو كذب في كذب".
وتابع '"إنهم وافقوا جميعا على ما جاء في هذه الورقة، وتمت الموافقة على مطلب حماس بإرجاء موعد الانتخابات من يناير الى يونيو".
وأضاف الرئيس المصرى "الانقسام الحالي في الصف الفلسطيني، لا يخدم سوى إسرائيل، وتأخير المصالحة سيؤدي إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة".
وقال مبارك إن "مصر تعمل من أجل القضية الفلسطينية، رغم كل الإساءات التي توجه إليها من قبل البعض"، مشيرا إلى أن مصر مستمرة في أداء واجبها ومسئولياتها تجاه عملية السلام من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
الأنفاق وتفجيرات سيناء وبشأن مشكلة الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، قال إن 'تلك الأنفاق تلحق بمصر أضرارا بالغة على أكثر من مستوى من أهمها المستوى الأمني، حيث كانت سببا في تفجيرات شرم الشيخ وطابا، بالإضافة إلى خطورة عمليات التهريب، وتهريب الأسلحة".
وأضاف أن "ما يهمنا نحن في مصر هو أننا نفتح معبر رفح لدخول الأفراد، فيما تصل المساعدات والاحتياجات الأخرى عبر معابر أخرى، والهدف في النهاية تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني..لا يمكن أن نمنع دخول شيء من الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني من غذاء ودواء".
مبارك الحزين وأعرب مبارك عن حزنه من 'التجاوزات التي صدرت عن بعض الفلسطينيين في غزة على الحدود مع مصر، وأشار إلى أنه حزن كثيرا على الجندي المصري أحمد شعبان الذي استشهد مؤخرا".
وأكد مبارك أن علاقات مصر بجميع دول العالم، وبخاصة الدول العربية علاقات طيبة، وأنه يتغاضى عن بعض التجاوزات من جانب البعض، وذلك "لأنني انظر إلى الهدف الأكبر وهو مصلحة المواطن المصري".
وبشأن العلاقات مع إيران، قال مبارك إن "مصر ليس لديها أي مشكلة في إقامة علاقات مع كل الدول، بما فيها إيران، مشيرا إلى أنه طلب خلال لقاءاته مع المسئولين الإيرانيين "حل المشاكل الأمنية المعلقة بين البلدين أولا لاستعادة العلاقات".