وصفت"الجماعة الإسلامية" في بيان نشرته على موقعها الأحداث التى أعقبت مباراة مصر والجزائر، بأنها من قبيل "العصبية الجاهلية" التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن ما حصل من عصبية ليس استثناء، بل تحولت إلى ثقافة متجذرة في عقول الكثيرين نتيجة غياب الوعي الحقيقي بالمسئولية نحو الأوطان . وحملت الجماعة في بيان أصدرته بمناسبة عيد الأضحى، الجانبين المصري والجزائري المسئولية المشتركة عن إشعال الفتنة بين البلدين، مشيرة إلى "تيار الفرانكفونية" بالجزائر التي تريد إقصاء الإسلام والعروبة من هوية الجزائريين وأخذ الجزائر بعيدًا عن أصولها الحقيقية وانتمائها العربي والإسلامي الأصيل، وبعض الإعلاميين والعلمانيين في مصر الذين يريدون إحياء النعرات الجاهلية وتفريغ همة الشباب وحيويتهم وعقولهم من كل معنى حقيقي للنصر سوى النصر في مباريات الكرة، مع أنها أتفه أشكال النصر على الإطلاق. واستنكرت الجماعة في البيان الذي نشرته على موقعها تحول كرة القدم من "لعبة نلهو بها في أوقات فراغنا إلي مشروع وطني وقومي يلتف حوله الشعب.. لتتحول تطلعات شعب بأسره إلي أقدام لاعبي الكرة.. لا إلى عقول علمائها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها وساستها المخلصين لأمتهم وبلادهم"، وتابعت: "لم نعد اليوم نبالي بتخلف تعليمنا أو تدهور البحث العلمي في جامعاتنا أو بشيوع المخدرات والبطالة بين شبابنا.. قدر همنا وغمنا وحزننا على هزيمة فريق كروي.. أو عدم وصوله إلى نهائيات كأس العالم". وفي إشارة إلى الأجواء التي تعيشها الدول الإسلامية من انقسامات واقتتال وإراقة الدماء بسبب مباراة في كرة القدم، ذكّرت الجماعة في بيانها بذلك الخطاب الجامع للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم الحج الأكبر الذي اشتمل على نصائح للمسلمين، ومنها قوله "إلا إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع"، لكنها قالت إن تلك الجاهلية التي نهى عنها النبي عادت مع هؤلاء الذين امتشقوا حسام الجاهلية ودعموا بكل قوة التحزب والتعصب خلف الفرق الكروية المحلية أو القومية على حساب الولاء لله ورسوله وعلى حساب الانتماء للإسلام والانتماء لوطن أكبر وأعظم من أي فريق كروي مهما علا شأنه.