«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وصفت ما حدث بأنه من "عصبية الجاهلية".. "الجماعة الإسلامية" في بيان العيد : تيار "الفرانكفونية" بالجزائر والعلمانيون في مصر أشعلوا الفتنة بين البلدين
نشر في المصريون يوم 26 - 11 - 2009

نددت "الجماعة الإسلامية" بالأجواء التي رافقت وأعقبت المباراة الحاسمة بين منتخبي مصر والجزائر لحجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، فيما وصفتها بأنها من قبيل "العصبية الجاهلية" التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن ما حصل من عصبية ليس استثناء، بل تحولت إلى ثقافة متجذرة في عقول الكثيرين نتيجة غياب الوعي الحقيقي بالمسئولية نحو الأوطان .
وحملت الجماعة في بيان أصدرته بمناسبة عيد الأضحى، الجانبين المصري والجزائري المسئولية المشتركة عن إشعال الفتنة بين البلدين، مشيرة إلى "تيار الفرانكفونية" بالجزائر التي تريد إقصاء الإسلام والعروبة من هوية الجزائريين وأخذ الجزائر بعيدًا عن أصولها الحقيقية وانتمائها العربي والإسلامي الأصيل، وبعض الإعلاميين والعلمانيين في مصر الذين يريدون إحياء النعرات الجاهلية وتفريغ همة الشباب وحيويتهم وعقولهم من كل معنى حقيقي للنصر سوى النصر في مباريات الكرة، مع أنها أتفه أشكال النصر على الإطلاق.
واستنكرت الجماعة في البيان الذي أرسلت إلى "المصريون" نسخة منه، تحول كرة القدم من "لعبة نلهو بها في أوقات فراغنا إلي مشروع وطني وقومي يلتف حوله الشعب.. لتتحول تطلعات شعب بأسره إلي أقدام لاعبي الكرة.. لا إلى عقول علمائها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها وساستها المخلصين لأمتهم وبلادهم"، وتابعت: "لم نعد اليوم نبالي بتخلف تعليمنا أو تدهور البحث العلمي في جامعاتنا أو بشيوع المخدرات والبطالة بين شبابنا.. قدر همنا وغمنا وحزننا على هزيمة فريق كروي.. أو عدم وصوله إلى نهائيات كأس العالم".
وفي إشارة إلى الأجواء التي تعيشها الدول الإسلامية من انقسامات واقتتال وإراقة الدماء بسبب مباراة في كرة القدم، ذكّرت الجماعة في بيانها بذلك الخطاب الجامع للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم الحج الأكبر الذي اشتمل على نصائح للمسلمين، ومنها قوله "إلا إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع"، لكنها قالت إن تلك الجاهلية التي نهى عنها النبي عادت مع هؤلاء الذين امتشقوا حسام الجاهلية ودعموا بكل قوة التحزب والتعصب خلف الفرق الكروية المحلية أو القومية على حساب الولاء لله ورسوله وعلى حساب الانتماء للإسلام والانتماء لوطن أكبر وأعظم من أي فريق كروي مهما علا شأنه.
وفيما يلي نص البيان:
بيان الجماعة الإسلامية في عيد الأضحى
هتاف الرسول يوم الحج الأكبر
"كل أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع"
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك لبيك
§ وقف الحجيج يرددونها جميعا ً وتهتف بها قلوبهم ومشاعرهم وضمائرهم .. لا فرق بين جزائري أو مصري أو سوداني.. ولا أسود ولا أبيض ولا أصفر.. لا فرق بين مسلم عربي أو أمريكي أو أوربي أو أسيوي أو أفريقي أو هندي أو باكستاني .
§ فكلهم مسلمون .. وكلهم يعبد إلها ً واحدا ً .. ويتوجه إلي بيت واحد.. وقبلة واحدة.. ويلبسون ملابس واحدة .. ويؤدون مناسك واحدة .. كلهم يرفعون راية واحدة هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
§ يقفون سويا ً بعرفات في وقت واحد .. ويغادرونها في وقت واحد .. ويحلقون في يوم واحد .. ويرمون الجمرات بطريقة واحدة.
§ لا يرفعون أي راية سوى راية التوحيد والعبودية الحقة لله الواحد القهار.. لا يتعصبون لبلادهم ولا أوطانهم وأجناسهم.. ولا ألوانهم أو وظائفهم.. فضلا ً عن أن يتعصبوا لفريق كروي لا يخدم وطنا ً ولا يحرر أرضا ً.. ولا يحقق تقدما ً اقتصاديا ً أو سياسيا ً أو حضاريا ً .. مهما كانت انتصاراته في المستطيل الأخضر.. فهو خارج هذا المستطيل لا يساوي شيئا ً.. بل قد يمثل عبئا ً ماليا ً واقتصاديا ً على الجميع.. وشغلا ً لهم عن مهماتهم العظمى .. وآمالهم الكبرى في الدين والحياة.
§ وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مثل هذا اليوم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ً من الزمان على ناقته القصواء وقال :
" استنصت الناس يا جرير"
§ فأنصت له كل شيء.. أنصتت له الدنيا كلها .. الرجال والنساء والحجر والمدر والأرض والسماء.
§ أنصتوا جميعا ً لكلمات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) المودعة للدنيا كلها .. والتي سيلخص فيها رسالته ويودع فيها أصحابه .. ويستودع الرسالة والأمانة للأجيال القادمة .
§ إنه اليوم يلمح بقوة بالرحيل عن الدنيا بعد أن ملأها خيرا ً وبرا ً.. إنه يقول لهم " أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري.. لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ً "
§ إنه موقف مهيب .. لقد أقبلت إليه يومها كل قبائل العرب .. واجتمع له كل أصحابه تقريبا ً السابقين واللاحقين.
§ جاء إليه العرب جميعا ً منقادين طائعين بعد أن عصوه طويلا ً.. جاءوا إليه بعد أن نزعوا عن أنفسهم عصبية الجاهلية.. ووجهوا ولاءهم لله ولرسوله وللمؤمنين.. وقدموا الإسلام على كل ما سواه .. قدموه على القبيلة والعشيرة وكل العصيبات الجاهلية الأخرى الممقوتة .. بل قدموه على الأهل والولد .
§ ها هو النبي العظيم( صلى الله عليه وسلم ) يرى اليوم ثمرة كفاحه الطويل.. ويرى اليوم حصاد بذله وعطائه الذي استمر طيلة ثلاثة وعشرين عاما ً .. ونتيجة صبره وحلمه وجهاده ودعوته وتعليمه وتربيته.. يراها في تلك الجموع المؤمنة الغفيرة التي لم تجتمع من قبل لنبي قبله.. فقد كانوا مد البصر عن يمنيه وشماله وأمامه وخلفه.
§ ويرى من خلالهم الأجيال المسلمة القادمة .. ويرى من خلالهم دولة الإسلام الوليدة والتي دانت لها العرب .. وستدين لها في الغد القريب بلاد الروم وفارس بل والدنيا كلها .
§ إنها لحظات مهيبة جميلة يشتاق إليها كل الدعاة إلي الله.. حينما يشهدون لحظة الحصاد لثمرهم إذا أينع.. وقد يشهد بعضهم هذه اللحظة.. ولكن أكثرهم لا يشهدها في الدنيا .. ليشهدها في الآخرة.
§ تحدث رسول الله يومها في حجة الوداع عن كل القضايا الهامة التي ستحتاج لها أمته.. تحدث عن المرأة وحقوقها وأوصى بها خيرا ً.. وتحدث عن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم في نبرة حاسمة واضحة " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم .. كحرمة يومكم هذا .. في شهركم هذا.. في بلدكم هذا " .. ولكن من يتذكر هذا النداء العظيم ..
§ فمن ذا الذي يلتزم اليوم بهذا الأمر الصارم المؤكد الذي استفتح به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خطبته.. وهل سمعه الذي يقتل أباه أو أمه أو شقيقه أو أخيه المسلم.. وهل سمعه الذين يضعون المتفجرات العمياء في الأسواق ومحطات المترو وغيرها في بلاد المسلمين دون أن يتذكروا لحظة هذا التوجيه النبوي العظيم.
§ هل التزم به العراقيون الذين يقتل بعضهم بعضا ً
§ هل التزم به اليمنيون الذين يدعمون من الخارج من أجل تقسيم البلاد بعد وحدتها.. وبدلا ً من إنفاق الأموال علي السلاح والتقاتل الداخلي .. كان ينبغي إنفاقها لتنمية هذا البلد الفقير في كل شيء.. بدء ً من الصناعة والزراعة والتعليم والطرق والمواصلات.. وانتهاء ً بحياة المواطن اليمني البسيط الذي يحتاج لكل شيء.
§ هل التزم به الباكستانيون الذين يفجر بعضهم بعضا ً.. أو يقصف بعضهم بعضا بالطائرات.. لخدمة أجندات خارجية لا تفيد البلاد ولا العباد شيئا ً .. فهذا الفريق يفجر في كل مكان ..والآخر يقصف بالطيران والمدفعية .. ويقتل الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين من الفريقين دون رحمة أو شفقة أو حكمة أو عقل
§ ولو أن كلا ً منهما احتكم إلي ضميره الحي وقلبه السليم ودينه القويم وقدم مصلحة البلاد والعباد على ما سواهما لتغير الحال.
§ وهذه الدماء التي تراق هنا وهناك من أجل مباراة تافهة.. لن تتقدم أمة إذا فازت بها .. ولن تتأخر أخرى إذا انهزمت فيها .
§ فالأمم لا تتقدم بالفوز في مباريات الكرة.. ولكنها تتقدم برقيها السياسي والعلمي والاقتصادي والتكنولوجي والعسكري والاجتماعي.
§ إنها لن تتقدم بلاعبيها .. ولكنها ستتقدم بعلمائها وقادتها وصالحيها وأئمتها ومفكريها.
§ أين أنت يا سيدي يا رسول الله .. لتهتف في هؤلاء من جديد هتافك العظيم يوم الحج الأعظم " إلا إن كل أمر من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع ".. ربا الجاهلية .. ودماء الجاهلية وعصبية الجاهلية .. وأخلاق الجاهلية كلها وضعها تحت أقدامه النبي ( صلى الله عليه وسلم ).. وعلى كل مسلم أن يجعلها تحت أقدامه.
§ والآن عادت الجاهلية في كل صورها التي وأدتها يا سيدي يا رسول الله .. عادت الجاهلية التي دست عليها .. عادت مع هؤلاء الذين امتشقوا حسام الجاهلية ودعموا بكل قوة التحزب والتعصب خلف الفرق الكروية المحلية أو القومية على حساب الولاء لله ورسوله.. وعلى حساب الانتماء للإسلام .. والانتماء لوطن أكبر وأعظم من أي فريق كروي مهما علا شأنه.
§ ولا يظنن أحد أن ما حدث بين الجزائريين والمصريين هو استثناء فرضته الظروف العصيبة للمباريات السابقة بينهما.
§ كلا .. لقد تحولت هذه العصبية الآن إلي ثقافة متجذرة في عقول الكثيرين نتيجة غياب الوعي الحقيقي بالمسئولية نحو الأوطان .
§ فهناك تيار في الجزائر ينتمي إلي الفرانكوفونية المتطرفة التي تريد إقصاء الإسلام والعروبة من هوية الجزائريين .. وتريد أن تأخذ الجزائر بعيدا ً عن أصولها الحقيقية وانتمائها العربي والإسلامي الأصيل.
§ وهناك بعض الإعلاميين والعلمانيين في مصر أيضا ً يريدون إحياء النعرات الجاهلية ويريدون تفريغ همة الشباب وحيويتهم وعقولهم من كل معنى حقيقي للنصر.. سوى النصر في مباريات الكرة .. مع أنها أتفه أشكال النصر على الإطلاق.
§ فأين النصر في المجالات الحيوية التي تحتاج إليها الأمة.
§ وأين النصر على أعدائنا الحقيقيين؟!
§ أين النصر في المجالات العلمية والتكنولوجية والصناعية والزراعية والاقتصادية؟!
§ أين النصر الذي يحرر القدس والجولان والعراق وأفغانستان؟!.
§ وأين النصر.. والمتعصبون من مصر والجزائر كانوا يتقاتلون ويتصارعون في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تدك غزة ولم يهتم بذلك أحد.. ولم نر دمعة من هؤلاء على أهل غزة الذين دكتهم إسرائيل في هذه الغارة.. في الوقت الذي سحوا فيه الدموع فرحا ً بالنصر أو حزنا ً على الهزيمة؟!
§ لقد حول بعض الإعلاميين وبعض الأقلام كرة القدم من لعبة نلهو بها في أوقات فراغنا إلي مشروع وطني وقومي يلتف حوله الشعب.. لتتحول تطلعات شعب بأسره إلي أقدام لاعبي الكرة.. لا إلي عقول علمائها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها وساستها المخلصين لأمتهم وبلادهم.
§ ولم نعد اليوم نبالي بتخلف تعليمنا أو تدهور البحث العلمي في جامعاتنا أو بشيوع المخدرات والبطالة بين شبابنا.. قدر همنا وغمنا وحزننا على هزيمة فريق كروي.. أو عدم وصوله إلي نهائيات كأس العالم
§ لم يعد يحزننا اليوم أن تحتل " إسرائيل " المرتبة الأولى عالميا ً في علوم الكمبيوتر.. والثانية في الكيمياء .. والثالثة في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
§ رغم أن الأخيرة لم تحرز أهدافا ً في المرمى أو تنتصر في المستطيل الأخضر.. ولكنها فعلت ما هو أهم وأعظم من التأهيل لكأس العالم.. فهي تبني دولة على طراز حديث ومتقدم.. وتصنع قوة إستراتيجية واقتصادية وعسكرية وتتوغل في كل البلاد حولنا.. ونحن العرب نصنع وللأسف فرقا ً كروية.. ونبني مجدا ً زائفا ً سرعان ما يزول
§ والأغرب والأعجب من ذلك كله أن بعض الحركات الإسلامية الجزائرية تؤجج التعصب الكروي لدى الجزائريين .. وتنمي لديهم روح العداء للمصريين على حساب الإسلام والأوطان .. مؤخرة ً للولاء لله ولرسوله وللإسلام.
§ بل إن قادة كبار في بعض هذه الحركات ذهبوا إلي الملعب بأنفسهم في السودان.. وملأوا الدنيا ضجيجا ً نصرة لفريقهم دون إنكار منهم لما فعله بعض الجمهور الجزائري من تصرفات يندى لها الجبين .
§ وكل ذلك نفاقا ً لعوام الجزائريين ودهمائهم.. وطلبا ً لأصواتهم في الانتخابات .. وخشية من قولة الحق في وجه التيار الهادر من التعصب الأعمى .
§ وبدلا ً من أن تقودهم هذه الحركات إلي الحق وتعلمهم إياه وتربيهم على أن يدوسوا بأقدامهم على كل معاني العصبية الجاهلية كما داس عليها من قبل رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في حجة الوداع.. إذ بها تنساق خلفهم .. وتجاملهم على حساب الحق والحقيقة.
§ وقد قلنا مرارا ً "إن نفاق العوام لا يقل خطرا ً عن نفاق الحكام."
§ فعلى الحركات الإسلامية ودعاتها أن تصدع بالحق مرددة معه قوله تعالى " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ "
§ والحمد لله أن الحركات الإسلامية المصرية بكل أطيافها لم تقع في هذا الفخ .. بل حاربت كلها مظاهر التعصب الأعمى والاعتداء على الآخرين أو على ممتلكاتهم بكل ما أوتيت من قوة .. وهذا يحمد لها .. فهي أكبر من أن تشتري سخط الله برضى الناس.
§ فلا يصح لنا جميعا ً أن نجعل المصالح العليا والعلاقات الأخوية بين الشعوب والدول العربية مرهونة بحماس من وضعوا قلوبهم وعقولهم مع أهداف في المرمى .. وليس مع الأهداف العليا للأمم والدول.
§ فالكبار وليس الصغار هم الذين يدركون أن أي انتصار كروي مهما كان لا يساوى إراقة دماء معصومة أو تحطيم سيارة مواطن برئ أو إهانة مواطن في أي من البلدين الشقيقين.
§ لقد كشفت هذه الفتنة عن مدى تعطش شعوبنا لتحقيق الانتصارات.. لكن المشكلة تكمن في أننا تركنا ميادين الانتصار الحقيقية.. وتعاملنا بمنطق البحث عن أي انتصار.. حتى لو كان زائفاً أو بطعم الخسارة.
§ وهذه مشكلة أيضاً ينبغي على قادة الأمة ومفكريها وعلمائها الثقات المخلصين أن يعالجوها .
الله أكبر... الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر ولله الحمد
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الجماعة الإسلامية بمصر
عيد الأضحى المبارك ( يوم الحج الأكبر )
العاشر من ذي الحجة سنة 1430
الموافق 27 / 11/ 2009 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.