أثار التحريف المتعمد في عدد من ترجمات معاني القرآن الكريم من العربية إلى العبرية، والتي قام بها مستشرقون يهود، غضبا دينيا كبيرا بين علماء الدين في مصر حيث أبدي العديد من مشايخ الأزهر الشريف استنكارهم لهذه الترجمات لما تحمله من رسائل عدائية واضحة تجاه الإسلام والمسلمين وللنبي محمد(صلى الله عليه وسلم) على وجه الخصوص· وأجمع رجال الدين على التصدي لهذا المخطط الصهيوني خاصة أن هذه الترجمات مجرد مغالطات وتشويه متعمدة لمحاربة الإسلام، مطالبين في الوقت نفسه بتشجيع الشباب الدارسين على خوض مجال الدراسات الإستشراقية، وخاصة باللغة العبرية، لمواجهة مؤامرات التحريف المتعمدة التي يدخلها الصهاينة على معاني القرآن· وأكد المتحدث باسم الأزهر الشريف أحمد توفيق أن جميع الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم محرفة، وتهدف للنيل من الإسلام، وتشويه محاسنه، وتحريف حقائقه، ليثبتوا أن الإسلام دين لا يستحق الانتشار· وقال توفيق:إذا تم رصد ما تحتويه أحدث ترجمات لمعاني القرآن الكريم بكافة اللغات ستجد أن معظم الترجمات العالمية محرفة، فكيف سيكون حال ترجمة صادرة باللغة العبرية، قام على إصدارها مستشرقون يهود أو عملاء للصهاينة، أو متطرفون يهود· مشيرا إلى أن اليهود أقبلوا على دراسة الإسلام من أجل التشكيك في قيمه وإضعافه في نفوس المسلمين، بإثبات فضل اليهودية عليه، وذلك بادعاء أن اليهودية في نظرهم هي مصدر الإسلام الأول، كما أن هناك أسباباً سياسية تتصل بخدمة الصهيونية العالمية· وشدد توفيق على ضرورة القيام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل لغات العالم ترجمة دقيقة ووافية، وأشار المتحدث باسم الأزهر إلي ضرورة أن تتم هذه الترجمات من خلال فريق عمل متكامل من المسلمين المتخصصين في كل لغات العالم حتى يكون أكثر مصداقية . ملاحقة دولية من جانبه، أكد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، ضرورة أن تجتمع الهيئات الإسلامية والمؤسسات الدينية وأن تطلع على هذه الترجمة بواسطة متخصصين في اللغة العبرية، ومن ثم تتخذ الموقف المناسب والحاسم· وطالب البدري في حال ثبوت تحريف معاني القرآن بمحاسبة المتسببين في ذلك الضرر ومحاكمتهم أمام محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، مشيرا إلى أهمية تحذير من يقرأ هذه الترجمة وتقديم الترجمة الصحيحة له· وأشار إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني سبق أن قدم طبعة عربية للقرآن الكريم محرفة عام 1960 تقريبا، إلا أن المسلمين اكتشفوا هذا التحريف وقاموا بالتحذير من هذه النسخة وجمعها من السوق، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قام آنذاك بإطلاق قناة القرآن الكريم لتواجه هذا التحريف· أما الدكتور محمد خليفة حسن أحد أساتذة الدراسات العبرية بجامعة القاهرة فقد أكد على أهمية مواجهة الدراسات الاستشراقية اليهودية التي تمثل إحدى أوجه الصراع الحضاري والفكري بين الإسلام والمسلمين وخصومهما· وأوضح حسن أن المؤامرات اليهودية ضد القرآن والإسلام ليست وليدة هذا العصر، وإنما هي ممتدة على مدى تاريخ الإسلام نفسه، بمعنى أنها بدأت منذ بدء الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم· وتابع قائلا: إن جرائم الصهاينة لم ولن تتوقف في سبيل الكيد للإسلام والمسلمين، كما أنها في هذه الآونة اتخذت أشكالا أكثر حدة من خلال استخدام أحدث وسائل تكنولوجيا الاتصال في العالم لترويجها ونشرها وتضليل الناس بها·