توفي صباح اليوم السبت وزير الحربية الأسبق ورئيس جهاز المخابرات المصرية والكاتب والمفكر أمين هويدي عن 88 عاما وشيع في جنازة عسكرية بحضور كبار قادة القوات المسلحة ورجال الدولة، بعد معاناة طويلة مع المرض. وجاءت الوفاة في الصباح الباكر بمستشفى وادي النيل بحدائق القبة حيث كان يتلقى هويدي العلاج. أمين هويدي ولد بقرية "بجيرم" مركز قويسنا محافظة المنوفية مصر في 22 سبتمبر سنة 1921، و تخرج في الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة 23 يوليو 1952. وتولى رئاسة المخابرات العامة المصرية ووزارة الحربية أيضا في عهد جمال عبد الناصر. وهو الوحيد الذي جمع بين المنصبين. وقد حصل هويدي على عدة مؤهلات ودراسات عسكرية منها بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية، وماجستير العلوم العسكرية من كلية أركان حرب المصرية، وماجستير العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان الأمريكية وهي أرقى كلية قيادة يدخلها أجنبي من أبوين غير أمريكيين. كما حصل على ماجستير في الصحافة والترجمة والنشر من جامعة القاهرة. هويدى خاض أشرس حروب المخابرات مع العدو الصهيونى وعمل هويدي كمدرس في الكلية العسكرية، وأستاذ في كلية الأركان، ورئيس قسم الخطط في العمليات العسكرية بقيادة القوات المسلحة، وهو الذى وضع خطة الدفاع عن بور سعيدوالقاهرة في حرب 1956. وقبل نكسة 1967 كان نائبا لرئيس جهاز المخابرات العامة وبعد الهزيمة تولى رئاسة جهاز المخابرات. وقد شغل هويدي مناصب مختلفة منها، مستشارا للرئيس عبد الناصر للشئون السياسية، ثم سفيرا في المغرب وبغداد، وتولى منصب وزير الإرشاد القومي ثم وزيرًا للدولة لشئون مجلس الوزراء. بعد وفاة عبد الناصر وفي أحداث 15 مايو/آيار تم اعتقاله ضمن مجموعة من 91 قياديا، المعروفة ب (مجموعة 15 مايو) بتهمة الخيانة العظمى وحوكم ثم وضع تحت الحراسة ليعمل في البحث والتأليف والكتابة. وهويدي له 25 مؤلفا باللغة العربية والإنجليزية وقد إعتاد الرجل الكتابة لعدد من الإصدارات المصرية والعربية منها "الأهرام والشعب والحياة والأهالي". ومن مؤلفاته:كيف يفكر زعماء الصهيونية، الفرص الضائعة، 50 عاما من العواصف، ما رأيته قلته، حرب 1967: أسرار وخبايا. وقد ظل هويدى حتى مماته مدافعا متحمسا عن فكر عبد الناصر بشأن العروبة والاشتراكية.