لم ينس أحد دور التسريبات التي أذيعت على فضائية مكملين الرافضة للانقلاب التي تحدث فيها اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي حينما كان وزيرًا للدفاع والتآمر الواضح على الوطن العربي ولصالح أي دولة ما دام الخليج سيدفع جيدًا. وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على تلك الحرب الطائفية التي كان من الممكن أن تحل بطرق سياسية أخرى حسب وصف الصحيفة وقالت: إن الغارات الجوية التي شنتها المملكة العربية السعودية ضد جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن صباح اليوم الخميس تهدد بتحويل الصراع الداخلي إلى مواجهة طائفية أوسع نطاقا. وتصطف خمس دول خليجية (السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين) بجانب مصر لتنسيق العمل العسكري في اليمن ضد قوات الحوثي، استجابة لطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو ما يهدد بجر القوة الإقليمية التابعة لإيران إلى الحرب، بحسب الصحيفة. كما أبدت دول أخرى استعدادها للمشاركة في العمليات التي وصفتها السعودية ب"عاصفة الحزم" في اليمن، هي: الأردن والسودان والمغرب وباكستان. وتدعم الملكيات السنية الرئيس هادي الذي هرب من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية تحت ضغط من قوات الحوثي. تأتي هذه الضربات في وقت حساس بالنسبة للولايات المتحدة التي تتفاوض هي وخمس دول عالمية أخرى مع إيران بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل تنازلات في برنامجها النووي المثير للجدل، على حد قول الصحيفة. ويدين قادة جماعة الحوثي الغارات الجوية السعودية التي استهدفت مقراتهم في صنعاء وقاعدة في محافظة لحج الجنوبية؛ حيث كتب عضو حوثي على حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك: الحرب الناجحة "لن تكون حرب يوم أو يومين، إنها حرب تقودهم إلى الجحيم، الحرب ستستمر لسنوات". واعتبرت الصحيفة أن التدخل ضد الحوثيين يمثل حساسية لمصر بشكل خاص، إذ يشير المؤرخون العسكريون إلى حرب اليمن السابقة بأنها فيتنام مصر؛ نظرا لتكبد المصريين خسائر فادحة أثناء التدخل العسكري في اليمن تحت حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وكانت مصر نشرت 70 ألف جندي لدعم جنوب اليمن عندما كان منقسما عن الشمال، وخسرت 40% من قواتها قبل الانسحاب. لكن عرض مصر المساعدة في عملية "عاصفة الحزم" تأتي نتيجة التعاون المتزايد بين القيادة العسكرية المصرية ودول الخليج العربي الثرية التي عززت تدفقاتها المالية صعود الجيش إلى السلطة. وقدمت السعودية والإمارات والكويت أكثر من 12 مليار دولار على هيئة مساعدات لمصر منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في 2013. وفي تسجيل صوتي مسرب نشرته شبكة مكملين الفضائية الشهر الماضي، وجه اللواء عباس كامل تحذيرا لعبدالفتاح السيسي وقادة عسكريين آخرين من الدخول في صراعات عسكرية ممتدة بطلب من دول الخليج العربي، ويعتقد أن تكون أحداث هذا التسجيل - الذي لا يمكن التحقق من مصداقيته بشكل مستقل – في عام 2014 قبل انتخاب السيسي رئيسا، بحسب الصحيفة. وأضاف عباس: "علينا أن ننسى الأفكار القومية والقومية العربية، فنحن بحاجة إلى التعامل مع دول الخليج على أساس الأخذ والعطاء". واختتمت الصحيفة بالقول إن الاضطرابات اليمنية عرّضت التعاون الأمريكي مع هادي حول مكافحة الإرهاب إلى الخطر؛ حيث تشن الطائرات بدون طيار هجمات منذ وقت طويل على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن الولاياتالمتحدة سحبت جميع الأفراد العسكريين المتبقيين الأسبوع الماضي وأغلقت سفارتها هناك مؤخرا.