"استيقظت مصر" كما صرح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في كلمته الختامية بالمؤتمر الاقتصادي، لكن ليس على الدولارات والمليارات، بل على تلال من القمامة بالمدن والمحافظات. مدينة نصر والتي تعتبر من أرقى مناطق القاهرة، غرقت شوارعها في القمامة، كما ظهر ذلك أمام شارع مكرم عبيد خاصةً أمام مول سيتي سنتر، وكذلك شارع التبة، وشارع عبد المنعم رياض. وعلق بعض الأهالي بأنهم اعتادوا على هذا المنظر؛ بسبب إهمال الحكومة للمشكلة، فيما قال آخر معارضًا لذلك الرآي: "دي طبيعة الشعب والحكومة ملهاش دعوة". الحال لم يختلف كثيرًا في القليوبية، والتي تكدست مدنها وقراها بالقمامة، ففي مدينة بنها لوحظ انتشار القمامة أمام مجمع المدارس بمنشية النور، وكذلك أمام مدرسة ابن خلدون، والعجيب أن مبنى المحافظة هو الآخر لاحقته القمامة لتتراكم أكوامًا أمامه، فيما أكد الأهالي من جانبها بتقديم عدة شكاوى دون مجيب. وكثرت تلال القمامة بمركز شبين القناطر، في كافة الشوارع ومصارف المياه، وتضجر الأهالي من كونهم يدفعون اشتراكات لإزالتها، فيما يتركها العمال كما هي. أما عرب العليقات التابعة لمركز الخانكة، كان الوضع أكثر سوءًا، فلا تكاد تجد شارعًا يخلو من أكوام القمامة، وكذلك في الخصوص التابعة لذات المركز، ليؤكد أهالي الخصوص أن كون القرية على الطريق الدائري يزيد من سوء الأمر، إذ يدفع عربات القمامة للاستسهال وإلقائها في قريتهم. وفي الجيزةوالقاهرة لوحظ تراكم القمامة بكافة مناطقها، قال أحد سكان منطقة فيصل يدعى "مجدي محمد": "شارع العشرين بفصيل متقدرش تشوف آخره من كتر الزبالة"، وانتشرت تلك الأكوام أيضًا بشارع الزهراء بعين شمس بشكل كبير، ما أثر على حيوية الشارع. الأمر نفسه تعرض له شارع متحف المطرية والذي وصفه "حسن محمدين- أحد السكان" بأنه فريد من نوعه؛ حيث إن القمامة فيه تنتشر في طابقين الأول هو الشارع الرئيسي متحف المطرية، والثاني على كوبري النعام المؤدي إلى مترو المطرية، الذي لم يسلم من عربات الكارو التي تلقي بحمولتها من القمامة أعلاه. أما عن منطقة المرج وهو أمام محطة مترو المرج المنطقة الشرقية، والتي شكى منها أهالي المنطقة مراتٍ عديدة للمسؤولين دون مجيب، فحدث ولا حرج؛ بسبب امتداد القمامة إلى موقف الميكروباصات بجوار المترو وصولًا إلى الخصوص. ويعاني كذلك سكان شارع عبدالمنعم رياض بمنطقة عرب المعادي من تلك المشكلة، كما لم يسلم طريق المنيب المؤدي إلى أهرامات الجيزة من انتشار القمامة، فتقول المرشدة السياحية "هبة حسن" إن السائحين كثيرًا ما يتساءلون عن سبب انتشار القمامة بمنظرها القبيح الذي يمتد إلى المريوطية والمنصورية، التي يتردد السياح إليها. وفي صعيد مصر، عانى أهالي بني سويف كذلك من سوء الخدمات المقدمة للتخلص من القمامة، بالرغم من دفعهم لاشتراكات شهرية لجمعها، إذ شكى المواطنون من دفعهم مبالغ شهرية للوحدة المحلية التي لا تسعى في إزالتها، وأكد آخرون تقدمهم بعدة شكاوى لم يتم النظر إليها. أثرت الأزمة أيضًا على الفلاحين في ريهم للأراضي الزراعية؛ بسبب انتشارها بالترع التي يستخدمونها للري، مؤكدين أن المحصول تقل جودته، كما أنه يهدد بالإصابة بالأمراض؛ بسبب تلوث مياه الري، منددين بعدم مبالاة المسؤولين للأمر.