يعيش أهالي حي المطرية بمحافظة القاهرة هذه الأيام مأساة حقيقية يومية بسبب تراكم القمامة بالشوارع الرئيسية والفرعية بشكل يهدد الصحة العامة للسكان منذ أكثر من عشرة أيام تنبعث منها الروائح الكريهة التي تهدد السكان والأطفال نتيجة انتشار الحيوانات والقوارض والذباب والناموس، وأصبحت القمامة تنتشر في جميع شوارع حي المطرية حت المرج وعين شمس بلا استثناء فقد وصلت في بعض الشوارع بطول لا يقل عن 20 متر وعرض 6 أمتار وهذا قابل للزيادة، كما تنتشر القمامة بصورة لا تسر الناظرين في مناطق ' شارع الكابلات والمطراوي والمسلحة وطريق شركات البترول عند محطة الكاوتش وقبل كوبري اللالاه باشا وبجوار سور مترو الأنفاق وشارع بورسعيد المؤدي لمنطقة مسطرد'. صرح ل 'الاسبوع' كريم سامي، من أهالي الترول ومجاور لشارع ترعة الأسماعيلية علي البحر، إننا تعودنا يوميا علي رؤية القمامة ورائحتها الكريهة، ونناشد المسئولين الذين يعيشون في الأماكن الراقية أن ينظروا إلينا نظرة عطف ورحمة لأنهم سيحاسبهم الله علي هذه المسئولية التي هم ليسوا أهلاً لها. وأضاف أحمد ماهر 'سائق تاكسي' أنني لا أجد الآن مكانا في الشارع حتي أقوم بركن السيارة التي أعمل عليها، فقد حلت محلها القمامة. واستغاث الأهالي بالدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة، والمهندس أحمد فوزي أحمد رئيس حي المطرية بالتشديد علي متعهدي جمع القمامة بالالتزام بالمواعيد حتي لا يضطروا لجمع القمامة من المنازل وإلقائها أمام مكتب المحافظ وحي المطرية. وقال محمود أحمد، أحد أهالي منطقة محطة الكاوتش عند طريق شركات البترول' أن المنطقة أصبحت مقلبا عموميا للقمامة بسبب أكوامها المتراكمة في كل الشوارع والذي يعتبر أسلوبا غير حضاري وصارت الشوارع مليئة بالقمامة والحشرات والقوارض ونحن علي مشارف فصل الصيف. وأضاف أنه رغم قيامه بدفع 5 جنيهات شهرياً في الفاتورة، قيمة رسوم النظافة و5 جنيهات أخري شهرياً ل'الزبال' لرفع القمامة من أمام شقته، فإن الزبال لا يأتي إلا مرة واحدة في الأسبوع، مما اضطر سكان المنطقة لاستئجار سيارة نصف نقل، كل يومين، لنقل القمامة بمبلغ لا يقل عن 50 جنيهاً، وإلقائها في منطقة نائية، خوفاً من تعرضهم للأمراض، نتيجة ظهور الحيوانات الضالة والحشرات في المنطقة. وأكد سيد حافظ، من سكان شارع المطراوي في المطرية وبجوار القسم القديم، أن صناديق القمامة ممتلئة عن آخرها، وموضوعة في منتصف الطريق، مما أدي إلي غلقه وتسبب في منع دخول سيارة إسعاف لنقل مريض إلي المستشفي وخاصة بجوار المدرسة الأبتدائيه. وأشار سيد إلي أن سلوكيات بعض المواطنين تزيد الأمر سوءاً فبمجرد أن يجد البعض كوماً من القمامة علي أحد جوانب الطريق يضيف إليها المزيد من القمامة حتي تصبح أكواماً وعندما طلب من أحد الأشخاص عدم إلقاء قمامته في الشارع للمحافظة عليه، كانت إجابته: 'خليك في حالك' وقالت مها سعيد، من سكان عين شمس، إن أكوام القمامة منتشرة في شارع عين شمس علي جانبي الطريق، المتجه إلي عزبة النخل الشرقية، بامتداد دار للأيتام ومدرسة فلسطين وأمام مسجد محمد عبده، بارتفاعات تصل إلي أكثر من 6 أمتار، وبطول شارع أحمد عصمت. وقد يلجأ البعض لحرق القمامة فعند حرقها في أماكن مكشوفة ينتشر الهباب الأسود والقطران الذي يؤثر علي صحة الإنسان وجهازه التنفسي، فعند حرق البلاستيك تخرج منه المواد التي تحدث حساسية للعين والجلد والصدر بخلاف رائحتها الكريهة. أكد الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة، أن تراكم القمامة لفترات طويلة يؤدي إلي مخاطر صحية جسيمة، ومنها الإصابة بأنفلونزا الخنازير والطيور، وأن إحراقها يؤدي إلي تدمير جهاز المناعة وأكد أن إحراق القمامة يتسبب في العديد من أمراض الصدر والتسمم، نتيجة استنشاق دخان المخلفات، لما تحويه من عناصر فلزية ورصاص وزئبق، الموجودة في الأدوات والمعدات الإلكترونية، وأوضحت أن تراكم هذه الروائح علي المدي البعيد يسبب تدمير المناعة، ويصبح الإنسان عرضة لأمراض الحساسية والأورام ويؤكد الدكتور حسن عبد الكريم، استشاري الباطنة والقلب، أن القمامة لها آثار سيئة من الناحية الشكلية للقمامة وروائحها المنبعثة التي تسبب نوعا من الاكتئاب والزهق ومن الناحية البيئية تؤدي إلي انتشار الذباب والصراصير والفئران التي تعيش علي القمامة وبالتالي تؤدي لانتشار الأمراض الصحية، وتختلف الأمراض علي حسب المخلفات فإذا كانت مخلفات بسيطة فتحتوي علي مواد عضوية كبواقي المطبخ وخلافه فهي تحتوي علي جراثيم وطفيليات تصيب بحساسية الجلد وحساسية الجهاز التنفسي والربو وأيضا يتم نقل أمراض الجهاز الهضمي كالتيفود وأمراض الإسهال حيث تنقل هذه الأمراض عن طريق الحشرات من جسمها إلي الأكل المكشوف.. فيما كشف المهندس أحمد علي، رئيس هيئة نظافة القاهرة، أن 'الهيئة' لديها مشكلة فعلية في رفع القمامة من الشوارع، بسبب رفض الشركة الإسبانية التي تخدم المنطقة الشرقيةبالقاهرة تعديل عقدها مع المحافظة إلا بعد رفع قيمة العقد الشهرية من 100 مليون جنيه سنوياً إلي 300 مليون، وأكد أن 'الهيئة' تدرس تنفيذ تجربة جديدة لرفع القمامة من الشوارع وجمعها من البيوت. وأكد رئيس الهيئة، أن هناك مشكلة فعلية في المنطقة الشرقيةبالقاهرة، بسبب رفض شركة النظافة الإسبانية تعديل عقودها كما فعلت الشركات الأخري، ولفت إلي مطالبته بإجراء تعديلات في خطة عمل الشركات ومنها نقل القمامة من شقق السكان إلي حاوية السيارة أو محطة المناولة، بدلاً من إلقائها في الصناديق بالشوارع لعدم وجودها بسبب السرقات وأضاف: إن الشركة الإسبانية طلبت رفع قيمة العقد الشهرية التي تدفع لها لتصل إلي 300 مليون جنيه في السنة، بدلاً من 100 مليون التي تدفع لها حالياً، حتي تقبل تعديل العقود، الأمر الذي يصعب تحقيقه لأنه رقم مبالغ فيه وأوضح رئيس الهيئة أن هذا الأمر دفع المحافظة لتنفيذ تجربة جديدة للنظافة، في المنطقة الشرقية، لرفع مستوي النظافة بها، فتم اختيار المنطقة الأولي في حي شرق مدينة نصر، الواقعة ما بين طريق النصر وإسماعيل القباني وشارعي عباس العقاد والطيران، التي تضم نحو 5000 وحدة سكنية و220 محلاً تجارياً لبدء التجربة، التي ستستمر لمدة شهر، ولفت إلي أنه حال نجاحها سيتم تعميمها علي مستوي 'القاهرة'، وأضاف أن العملية تعتمد علي جمع القمامة من المنازل يومياً، ونقلها إلي السيارة والاتجاه بها إلي المقالب العمومية، المخصصة لعمليات الفرز والتدوير، والتخلص الآمن من النفايات بالدفن الصحي، بالإضافة إلي كنس الشوارع الرئيسية مرتين يومياً، والشوارع الفرعية مرة واحدة يومياً وألقي رئيس الهيئة اللوم علي الغياب الأمني، واختفاء الرقابة علي 'السريحة' وأصحاب عربات الكارو والبلطجية، الذين يلقون مخلفات و'رتش البناء' في الشوارع والميادين العامة وفوق الكباري، رغم رفع مسؤولي الهيئة أطناناً ضخمة منها، دون معاقبة لهم نتيجة خوف أي مسؤول في الأحياء أو 'الهيئة' من اعتراض طريق هؤلاء المخالفين، وإلا تعرض لأذي بدني أو استخدام العنف معه. ودلل رئيس الهيئة علي واقعة حدثت في الفترة الماضية، وهي تعرض رئيس حي شبرا إلي السب بأفظع الألفاظ من أحد أصحاب عربات الكارو، لاعتراضه علي إلقاء مخلفاته فوق كوبري أحمد حلمي