اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال اليوم الإثنين أن الخيار الأفضل للحد من قدرات إيران النووية لن يكون تشديد العقوبات أو إبرام الاتفاقات بل هو الإجراء العسكري الذي يستهدف منشاتها وبنيتها التحتية النووية. وتشير الصحيفة إلى أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من الحرب حيال طهران في حال عدم التوصل لاتفاق جيد يشوبه التناقض الصارخ والدليل على ذلك تصريحات مستشارة الأمن القومي "سوزان رايس" أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية حيث قالت اتفاق سيء مع إيران أفضل من لا شيء. وتتساءل الصحيفة عن البديل في حال وافقت إيران على اتفاق سيئ فهل سيكون ذلك البديل هو الحرب؟ وتؤكد إن موقف أوباما يوحي بأنه لا توجد خيارات سوى القبول بأفضل عرض لإيران قابل للتحقيق لأن البديل لا يمكن تصوره. وترى الصحيفة أن النظام الإيراني شرع في تغيير العالم فإيران تحديدا تسعى لحمل ثورتها الإسلامية إلى شتى أنحاء الشرق الأوسط وربما ما هو أبعد من ذلك والأمر الذي يعزز بشكل كبير قوتها لتحقيق ذلك الهدف هو ترسانة نووية حتى لو كانت تلوح بذلك الأمر. وتتابع الصحيفة أنه ربما حفزت العقوبات إيران على الدخول في المفاوضات لكنها لم تقنعها أيضا بالتخلي عن سعيها لحيازة الأسلحة النووية ولن يفلح أيضا تشديد العقوبات الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في إحداث نتيجة مختلفة فالعقوبات قد تنجح فقط في حال تسببت في إسقاط النظام مثل إنهاء الشيوعية في أوكرانيا وكازاخستان وإنهاء سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وجميعها آلت لتخلي تلك الدول عن الأسلحة النووية. خلاف ذلك فإن الإجراءات العسكرية فقط من قبل إسرائيل ضد العراق وسوريا ومن خلال القوات الأمريكية ضد ليبيا جميعها ساعدت في إيقاف البرامج النووية في المنطقة لذا يمكن القول إن العقوبات فشلت في إيقاف المساعي النووية في أي مكان. وأضافت أن شن هجوم على إيران قد يتسبب في حشد الإيرانيين للوقوف وراء النظام الحاكم غير أن الخسائر العسكرية سبق وأن ساهمت في إسقاط أنظمة، من بينها المجالس العسكرية في كل من اليونان والأرجنتين والمجلس الحكومي والشيوعيين في روسيا. وتنوه الصحيفة عن أن إيران ستحاول حال شن غارات على منشآتها العسكرية إخفاء والدفاع عن مكونات برنامجها النووي الأمر الذي يضطر واشنطن لإيجاد طرق جديدة لإيجاد والهجوم على تلك المكونات وهو الشيء الذي تتفوق فيه واشنطن على طهران دون شك. وتختتم الصحيفة مقالها بالقول إنه على الرغم من المخاطر التي تنجم عن عمل عسكري فإن برنامج إيران النووي وطموحاتها جعلت العالم مكانا أكثر خطورة ووصولها لعمل قنبلة نووية يزيد ذلك الخطر بعدة أضعاف مع ضرورة الاعتراف بأن العقوبات والاتفاقات لن تحول دون ذلك