قال قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، اليوم الثلاثاء، إنه "لا رجوع عن قرارات الفصل بحق من خان الجماعة"، مشيرا إلى أنها "منفتحة على أي حوار". يأتي ذلك ردا على وصف عبد اللطيف عربيات، رئيس مجلس شورى الجماعة، ورئيس مجلس النواب الأردني الأسبق، قرار الجماعة مؤخرا بفصل عدد من قياداتها، ب"المتسرع وغير البطولي". وأوضح أحد قيادات الجماعة البارزين والمؤثرين في قراراتها إن "الجماعة منفتحة على أي حوار يقدمه الأخ عربيات، ولكن بعد توقيع قرارات الفصل والتسليم بها". وأضاف القيادي مفضلاً عدم الكشف عن هويته أنه "لا رجوع عن قرارات الفصل بحق من خان الجماعة وحاول الانقلاب عليها عبر أدوات رسمية". وأشار القيادي إلى أن الجماعة اتخذت قراراتها بفصل 8 أعضاء فضلاً عن ذنيبات، وقد تم تسليم قرارات فصلهم لشعبهم وهم: أرحيل الغرايبة (منسق مبادرة زمزم)، وجميل دهيسات (رئيس جمعية المركز الإسلامي-الذراع المالية للجماعة)، والقيادات: خليل عسكر، شرف القضاة، نبيل الكوفحي، نائل زيدان، جبر أبو الهيجا، إبراهيم أبو العز. وأوضح القيادي أن "الجماعة لم تتخذ قراراً بفصل العضو قاسم الطعامنة بعد أن ثبت لها أنه لم يكن من بين الأعضاء الذين ذهبوا للجهات الرسمية للانقلاب على قيادة الجماعة بحجة ترخيصها". واعتبر "عربيات"، قرار الجماعة مؤخرا بفصل عدد من قياداتها، ب"المتسرع وغير البطولي"، وقال، إنه اجتمع برفقة عدد من قيادات الجماعة نهاية الأسبوع الماضي، قدر عددهم ب70 قيادياً. وأشار إلى أنهم تقدموا بمبادرة لقيادة الجماعة الحالية لرأب الصدع الحاصل، واللجوء إلى لغة الحوار، والتراجع عن قرارات الفصل (طالت عددا من القيادات الحالية للجماعة بتهمة التواصل مع الدولة لتصويب الصفة القانونية للتنظيم). وأوضح "عربيات" أن المبادرة أشارت إلى ضرورة إصلاح ذات البين ذلك أنها واجب ديني ووطني، إذ أن الذين طلبوا ترخيص الجماعة قاموا بعمل لا لزوم له (فالجماعة مرخصة منذ 1953)، كما أن الطرف الآخر الذي أصدر قرارات الفصل كان متسرعاً وما قام به ليس بطولة، وكان الأولى أن يستع صدره لأخيه وأن يقدر المصلحة العامة. وحول ترخيص الجماعة وانتمائها إلى فرع مصر، قال عربيات إن "الجماعة تم ترخيصها باسم جمعية عام 1945، إذ لم يكن القانون يفرق حينها بين الجمعية والجماعة، وقد اطلعت على نسخة الموافقة تلك، ثم تم ترخيص الجمعية على اعتبار مسمى جديد باسم جماعة إسلامية عامة، وهو ما حصل فعلاً حينها، وبذلك ألغى قرار 53 قرار الترخيص عام 1945 الذي كان يصنفها كجمعية". وعربيات يعد واحدا من أكثر قيادات الجماعة غير المحسوبة على طرف بعينه، وهو من مواليد 1934، وسبق، وأن كان رئيساً لمجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) في الفترة ما بين عامي1990 و1993. وكان قرار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مؤخرا بفصل المراقب العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات، و"كل من يثبت اتصاله مع الدولة لتصويب الصفة القانونية للتنظيم"، أثار موجة من الجدل والسجال غير المسبوق بين قيادات الصف الأول في الحركة الأكثر تنظيما وحضورا على المستوى الحزبي الأردني. وكان قيادي إخواني أكد في وقت سابق للأناضول ذهاب عشرة من قياديي الجماعة على رأسهم المراقب العام الأسبق عبد المجيد الذنيبات إلى رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، مطالبين بتصويب الأوضاع القانونية للجماعة وتسجيلها كحزب سياسي. وهو ما نفاه جميل دهيسات أحد قياديي الجماعة المفصولين بشكل غير معلن رسميا، قائلا أنه لم يقبل هو أو غيره رئيس الوزراء للغاية المذكورة، وإن دعوات تصويب الأوضاع يطلقها عدد من أعضاء الجماعة منذ أكثر من عام، بهدف إعادة إحياء دورنا السياسي، ومن أجل فصل الجماعة كفرع عن التنظيم في مصر لاسيما بعد أن جرى حلها هناك على يد السلطات المصرية، واصفا قرار الفصل بغير الشرعي، وهدفه تصفية حسابات سياسية على خلفية انتماء المفصولين لمبادرة تدعو لإصلاح الجماعة من الداخل وتدعى مبادرة زمزم. وقرر المراقب العام همام سعيد الأربعاء الماضي فصل ذنيبات نهائياً من الجماعة، باعتباره أول المبادرين إلى مراجعة الحكومة لهذه الغاية. وليلة الخميس الجمعة الماضية أعلن 27 قياديا من شعب جماعة الإخوان المسلمين في شمال الأردن رفضهم الاعتراف بقرار مجلس شورى الجماعة المتضمن فصل المراقب العام الأسبق عبدالمجيد ذنيبات من التنظيم، معلنين "إن هذا القرار لا يستند الى شرعية لمخالفته الصريحة للقانون الأساسي للجماعة، ولا إلى اي مسوغ شرعي او قانوني، وافتقر الى ابسط قواعد العدالة الشرعية والقانونية".