تواجه بريطانيا خطرا كبيرا حيث يدق حزب المحافظين البريطاني المعارض اليوم ناقوس خطر "القنبلة الموقوتة" التي تواجهها بريطانيا بسبب تزايد نسبة الأمراض النفسية والانتحار بين قدامى محاربيها من الشباب العائدين من جبهة القتال بأفغانستان. وسيؤكد المحافظون أنه يتعين على الحكومة العمالية معالجة هذه المشكلة دون تأخير.
وترجع المشكلة, حسب رأيهم, إلى عاملي نقص الرعاية الصحية والعقلية التي تقدم لقدامى المحاربين، إضافة إلى ضغط القتال الذي يتعرضون له في مواجهتهم مع حركة طالبان.
ويرى زعيم حزب المحافظين ديفد كامرون ووزير الدفاع في حكومة الظل المعارضة ليام فوكس أن تضافر هذين العاملين سيجعل الناجين من الموت في الأعمال القتالية يدفعون ثمنا باهظا يتمثل في تعرض بعضهم لمشاكل نفسية وإلحاق بعضهم الأذى بنفسه.
وقد حذر خبراء الصحة العقلية, وبعض السياسيين من مغبة التقصير في بذل الجهود الكافية لرعاية العائدين من أفراد القوات المسلحة.
وتشير الدراسات إلى أن قدامى المحاربين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاما تصل نسبة احتمال إقدامهم على الانتحار حوالي ثلاثة أضعاف نسبة الانتحار بين نظرائهم المدنيين.
وفي معرض الخطة التي سيقترحانها لتعزيز خدمات الرعاية الصحية النفسية التي تقدم للجنود العائدين، سيبرز كامرون وفوكس أن عدد المنتحرين بين قدامى المحاربين البريطانيين في حربي فوكلاند والخليج الأولى فاق عدد من قتلوا في العمليات القتالية الفعلية في كلتا الحربين. فقد انتحر 264 من قدامى المحاربين في فوكلاند بعد انتهاء العمليات القتالية في مقابل 255 جنديا قتلوا في العمليات، وفقا لمنظمة تهتم بشؤون الجنود السابقين.
ورغم أنه لم يقتل في حرب الخليج الأولى سوى 24 جنديا بريطانيا, فإن وزارة الدفاع كشفت العام الماضي أن 164 جنديا إضافيا ماتوا "دون أن يكون ذلك ناجما عن أذية متعمدة".
وقد علق فوكس على الموضوع في تصريح لصحيفة ذي إندبندنت قائلا "إن أرقام الوفيات الناجمة عن ظاهرة الانتحار خلال الصراعات المسلحة السابقة، مثار قلق بليغ, فأخشى ما أخشاه هو أن تؤدي كثافة العمليات الحالية في أفغانستان إلى تشكل قنبلة موقوتة بسبب المشاكل النفسية والعقلية لهؤلاء الجنود العائدين من جبهة القتال".