ممارسة السياسة حق أصيل لجميع الطلاب في المدارس والجامعات.. تكفله السلطة وتدافع عنه بشرط واحد فقط.. أن يكون الطلاب من مؤيدي السلطة، أما لو كانوا من المعارضين لها فعلي الفور تسحب منهم تلك الحقوق، وتصبح ترفًا غير مقبول، بل ووصلت إلي اتخاذ قرارات بالفصل لمئات الطلاب؛ لممارستهم لحقهم الدستوري، والإنساني الأصيل في التعبير عما يرونه غير صالح في وطنهم، ويعترضون بالتظاهر (الصورة الطبيعية لإعلان ذلك الرفض) إلا أن الفصل كان الجزاء الأوفى من سلطة الانقلاب غير عابئة بمستقبل شباب مصر!! وفي رد من وزير تعليم الانقلاب العالي (التعليم هو اللي عالي طبعًا مش الانقلاب) د. السيد عبد الخالق علي سؤال وجهه له أحد الصحفيين عن الطلاب المفصولين، وإمكانية إعادتهم للدراسة لكي يتسني لهم دخول الامتحانات؛ خاصة أنها أصبحت علي الأبواب، ولعدم تضييع مستقبلهم. قال الوزير مشاركًا في عبث الانقلاب: أنه يشترط شرطًا لابد من تنفيذه أولًا لكي يعيد هؤلاء الطلبة لكلياتهم؛ ومن ثم يدخلون الامتحانات، وهو أن يعلن كل طالب منهم توبته عما بدر منه؛ وألا يكتفي بالتوبة الشفوية؛ ولكن عليه أن يأتي مع ولي أمره وكتابة تلك التوبة في ورقة وتقديمها لرئيس الجامعة!! ولم يقدم الوزير نصًا معينًا لتلك التوبة؛ وإن كان من مقترحه وأسبابه العجيبة نستطيع أن نستشف أن تكون تلك التوبة المكتوبة في ذلك التعهد كالتالي: تبنا وعزمنا عزمًا أكيدًا علي ألا نحب هذا الوطن مرة أخري!!