العراق يشيد بقرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة    مواعيد مباريات اليوم الخميس 23- 5- 2024 في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي التونسي    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة الغربية وتستهدف الصحفيين    سر اللون البرتقالي "الخطير" لأنهار ألاسكا    محللة سياسية: نتنياهو يريد الوصول لنقطة تستلزم انخراط أمريكا وبريطانيا في الميدان    مفاجأة، نيكي هايلي تكشف عن المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الرئاسة الأمريكية    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    تريزيجيه يكشف حقيقة عودته للنادي الأهلي    "هذا اللاعب سيستمر".. حسين لبيب يُعلن خبرًا سارًا لجماهير الزمالك    ناقد رياضي: الأهلي قادر على حصد لقب دوري أبطال إفريقيا رغم صعوبة اللقاء    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2024 برقم الجلوس والاسم جميع المحافظات    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    رفض يغششه في الامتحان، قرار من النيابة ضد طالب شرع في قتل زميله بالقليوبية    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    الكشف عن القصة الكاملة للمقبرة الفرعونية.. أحداث الحلقة 9 من «البيت بيتي 2»    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    تشييع جثمان ضحية جديدة في حادث «معدية أبو غالب» وسط انهيار الأهالي    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    ميادة تبكي روان، قصة فتاة شاهدت شقيقتها يبتلعها النيل بحادث معدية أبو غالب (فيديو)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    تفاصيل المجلس الوطنى لتطوير التعليم فى حلقة جديدة من "معلومة ع السريع".. فيديو    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    نجوى كرم تتحضر لوقوف تاريخي في رومانيا للمرة الأولى في مسيرتها الفنية    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    متحدث الحكومة: بيع أراضي بالدولار لشركات أجنبية هدفه تعظيم موارد الدولة من العملة    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    حظك اليوم| برج الجدي الخميس 23 مايو.. «تمر بتناقضات»    هل يجوز بيع جلد الأضحية؟.. الإفتاء توضح    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنظومة الأمريكية والتحريض ضد الإسلام
نشر في الشعب يوم 11 - 12 - 2014

كتب يهود هما تشارلز كروثامر وبرنارد لويس ثلاث محاضرات، المحاضرات تمتليء بالأكاذيب والكراهية والتحريض ضد الإسلام وهي في سياق الاستراتيجية الأمريكية الغربية لتبرير والحشد للحرب على الإسلام، حرب شاملة لتفكيك العالم الإسلامي وإعادة ترتيبه وإعادة صياغة قيم وعادات ومجتمعات وسياسات العالم العربي-إسلامي.
ولذلك رأيت أن أفضل تعليق عليها لفضح الأكاذيب وفضح الكراهية والعداء الشديد للإسلام وحقيقة الغرب
الوحشية هو الرد العملي، بحقائق ووقائع، أحداث حقيقية
في هذه الحلقة والحلقات التالية سأتناول عمليات إستخبارية قامت بها الإستخبارات الأمريكية سيكشف لنا
سردها الكثير من الحقائق والمواقف، سنكتشف عالم مختلف تماماً عن العالم الظاهري وما يتم الترويج فيه
من معلومات زائفة تماماً تختلف إختلاف كلي عن العالم الحقيقي ودوافعه وتوجهاته.
سنعرف من خلالها هل الاسلام دين إرهابي أم الغرب هو العدائي والوحشي
سنعرف من الذي صنع الإرهاب ولماذا
سنعرف هل المسلمون عاجزون عن تحمل مسؤولية بناء وإزدهار بلادهم كما يزعم برنارد لويس، أم الغرب
هو الذي يعيقهم
سنعرف هل الغرب مسالم وحضاري وطاهر وممثل الخير في العالم (في مقابل الإسلام الذي يمثل الشر)
كما يزعم الكاتبان أم حاقد وحاسد ومحب للشر والفساد والإفساد
سنعرف هل أمريكا روحانية طاهرة كما يزعم كروثامر لا تريد أن تتلوث بفساد العالم القديم، أم أنها هي
سبب ومحرك الإفساد في العالم
الكثير من المزاعم ظهرت في محاضرات الكاتبين، والكثير من التساؤلات ثارت لدينا بعد قراءة هذه
المحاضرات الثلاثة سنجد إجابتها بمشيئة الله في هذه الحلقة والحلقات التالية.
في البداية سنتعرف على بعض الشخصيات الرئيسية في هذه العمليات
سأتناول مجموعة مختلفة من الشخصيات التي إرتبطت بالعملية سايكلون وفضيحة إيران كونترا
جوستاف آفراتوكوس: ضابط الإستخبارات في السي آي إي
ميخائيل فيكرز المتخصص في العمليات الخاصة في السي آي إي
ميخائيل بيلسبوري، الرجل الإستراتيجي الذي يفكر ويضع خطط على مستوى عال، مساعد وزير الدفاع
للتخطيط
مايكل ليدن نائب مستشار الأمن الوطني والذي لعب دوراً محورياً في فضيحة إيران كونرا أو إيران جيت
جوستاف (جوست) لاسكاريس آفراكوتوس Gustav Lascaris "Gust" Avrakotos (1938 – 2005
م.)
ضابط مسؤول case officer أمريكي رئيس فرقة العمل Task Force Chief الأفغانية في وكالة
الإستخبارات المركزية الأمريكية United StatesCentral Intelligence Agency.
آفراتوكوس لم يكن مشهوراً للعامة حتى ظهور كتاب حرب شارلي ويلسون: القصة التي تتناول أكبر عملية
مغطاة في التاريخ Charlie Wilson's War: The Extraordinary Story of the Largest
Covert Operation in History، للكاتب جورج كرايل George Crile، والذي نُشر عام 2003 م..
الكتاب الذي يصف ضلوع الولايات المتحدة في الحرب السوفيتية-الأفغانية كشراكة بين آفراتوكوس وعضو
مجلس النواب تشارلز ويلسون Charles Wilson، كان أساس لفيلم حرب تشارلي ويلسون Charlie
Wilson's War, عام 2007 م.
إنضم جوستاف إلى السي آي إيه عام 1962 م. وكُلف بمهمة مضادة للشيوعية في اليونان. يُقال أن
آفراتوكوس كان الصلة بين السي آي إيه والخدمة السرية اليونانية (KYP) وأنه إلتقى بغورغيوس
بابادوبولوس Georgios Papadopoulos الذي سيصبح ديكتاتوراً في المستقبل وبرجال عسكريين آخرين
لعبوا دوراً في إنقلاب المجلس العسكري اليوناني 1967 – 1974 م. Greek military junta of
1967–1974. هذا يعني ضمنياً أن آفراتوكس (وبالتالي السي آي إي) لعب دوراً في تدبير إنقلاب
المجلس العسكري اليوناني الذي حكم اليونان ما بين 1967 الى 1974 م.
آفراتوكوس كان الرقم 4 في الترتيب الهرمي لمحطة السي آي إيه في آثينا عام 1974 م. (ستيسي هالس
Stacy Hulse كان الرئيس ورون إستس Ron Estes نائبه).
في ثمانينات القرن العشرين، قاد آفراتوكوس "العملية سايكلون Operation Cyclone" أكبر عملية مغطاة
في تاريح السي آي إيه. من خلال وسطاء، غالباً المخابرات الباكستانية ISI في عهد الرئيس ضياء الحق.
السي آي إيه سلحت المجاهدين الأفغان خلال الحرب السوفيتية الأفغانية. آفروتوكس التقى مع عضو
مجلس النواب تشارلي ويلسون وتعاونا على زيادة تمويل الثوار، وإقناع حكومات مصر وباكستان والصين
وإسرائيل والسعودية وغيرها من حكومات بزيادة دعمهم للقضية (زيادة الدعم يتضمن إرسال المجاهدين
وتمويلهم والسماح للحشد من الخطباء أيام الجمع من التيار الإسلامي، هؤلاء المجاهدون الذين ساعدتهم
تلك الدول بأوامر من أمريكا هم الذين أصبحوا الآن إرهابيين بعد إنتهاء دورهم وأمريكا صنعت بهم أسطورة
الإرهاب والحرب على الإرهاب ولعبت بهم أدوار أخرى لغزو العالم وخاصة العالم الإسلامي، دور إسرائيل
سيظهر لنا فيما بعد).
آفروتوكوس ايضاً إنتزع ميخائيل فيكرز Michael George Vickers من العمل في الظلام في
المجموعة الشبه عسكرية paramilitary التابعة للسي آي إيه إلى العمل على تجديد إستراتيجية
المجاهدين. فيكرز حثهم على التخلي عن إستخدام البندقية إنفيلد Enfield Rifle واستخدام خليط من
الأسلحة بدلاً منها مثل الكلاشينكوف AK-47، وقدم لهم تكتيكات وتدريبات ولوجيستيات جديدة.
منصب آفروتوكوس في الوكالة يشير إلى أنه كان مسؤولاً عن إيران. في عام 1985 م. شاهد مجموعة في
الحكومة منهم أوليفر نورث Oliver North، بد مكفرلين Bud McFarlane، وبعض أعضاء من مجلس
الأمن الوطني وآخرين يحاولون إجراء صفقة تبادل أسلحة مع إيران مقابل الرهائن مستخدمين السي آي إيه.
أبلغ آفارتوكوس رئيسه كلير جورجClair George أن صفقة إيران كونترا كارثة في صنعها، لأنه لا يثق
في مانوشهر غوربانيفار Manucher Ghorbanifar ولا في الإسرائيليين الدافعين للخطة، وأنه يرى أن
ناس مثل نورث من الجناح المتطرف الذين حاولوا من قبل تقديم أفكار شاذة في الحرب الأفغانية.
آفروتوكوس حذر أيضاً جورج بأن الخطة غير شرعية وكتب مذكرة جديرة بالذكر بهذا الخصوص تم
توزيعها داخل السي آي إيه. حسب قول الكاتب جورج كرايل، عاقبت الإدارة آفروتوكوس على مخالفته ونفته
إلى وظيفة بلا عمل، في الوقت الذي أظهر برنامجه الأفغاني نجاحه الكبير نتائج.
تقاعد آفراتوكوس عام 1989 م. من السي آي إيه وعاد إليها كمتعهد ما بين 1997 الى 2005 م. ومات
عام 2005 م.
ميخائيل فيكرز Michael George Vickers
شخصية ميخائيل فيكرز من الشخصيات الهامة التي ما زالت تمارس دور في الحياة السياسية الى الآن
والتي من المهم أن نلقي عليها الضوء حتى نفهم طبيعة المنظومة الامريكية والادوار المختلفة المؤثرة فيها
ما بين 1973 الى 1986 م. فيكرز كان يخدم كرقيب في القوات الخاصة في الجيش Special Forces
sergeant، ثم عمل كضابط مُكلف commissioned officer وضابط عمليات خاصة شبه عسكرية
في وكالة الاستخبارات المركزية CIA paramilitary operations officer. في منتصف الثمانينات
كان فيكرز من الضالعين في العملية سايكلون Operation Cyclone، وهي برنامج السي آي إي لتسليح
المجاهدين الإسلاميين خلال الحرب السوفيتية على أفغانستان. كان فيكرز مدير الإستراتيجيين العسكريين
head military strategist للولايات المتحدة، كان يقوم بتنسيق جهود عشرة دول ويوجه القوات التي
تتكون من 500000 مقاتل أفغاني. فيما بعد أصبح نائب الرئيس للدراسات الإستراتيجية في مركز التقييم
الاستراتيجي والمالي Center for Strategic and Budgetary Assessments (CSBA)، خلال
هذه الفترة قدم المشورة حول الإستراتيجية في العراق للرئيس جورج بوش ووزارة الحرب لديه. في يوليو
2007 م.، وافق مجلس الشيوخ على تعيينه مساعداً لوزير الدفاع، وهو أكبر مستشار لوزير الدفاع في
أمور إستراتيجية مكافحة الإرهاب والتوظيف العملياتي operational employment لقوات العمليات
الخاصة special operations forces، والقوات الإستراتيجية strategic forces والقوات التقليدية
conventional forces.
ما بين 23 يوليو 2007 الى 16 مارس 2011 عمل ميخائيل فيكرز في وظيفة مساعد وزير الدفاع
للعمليات الخاصة Assistant Secretary of Defense for Special Operations/Low
Intensity Conflict and Interdependent Capabilities
ومنذ 16 مارس 2011 وحتى الآن يعمل في وظيفة نائب وزير الدفاع للاستخبارات Undersecretary
of Defense for Intelligence
نلاحظ هنا ان نفس الشخص الذي درب المجاهدين (الإرهابيين فيما بعد) الذين كانوا يستخدمون في البداية
بندقية متخلفة، فعلمهم إستخدام أسلحة أكثر تطوراً وعلمهم إستراتيجيات وخطط متطورة لمحاربة السوفييت،
هو نفسه الذي يضع خطط إستراتيجية في العراق (مما نراه هذه الاستراتيجية تتضمن حالة الفوضى
والتفجيرات وإشعال الحروب الطائفية وإضطهاد السنة والتنسيق مع إيران ودعم الشيعة، وصناعة داعش،
إستراتيجية صناعة الفوضى في إطار تفكيك العالم الإسلامي العربي ومحاربة الإسلام والقضاء عليه لخلق
شرق أوسط جديد) ثم يضع إستراتيجية مقاومة الإرهابيين الذين صنعهم هو بنفسه.
هذا يكشف لنا أن أمريكا وهي تقبل خطة آفروتوكوس بإرسال مجاهدين عرب إلى أفغانستان وتمدهم
بالسلاح وتدربهم وتعلمهم إستراتيجيات القتال كانت ترتب للغدر بهم وإستخدامهم في صناعة أسطورة
الإرهاب للسيطرة على العالم وغزو العالم الإسلامي فيما بعد.
ملحوظة مهمة سنلاحظها في محاضرات كروثامر وبرنارد لويس، أنهم لا يفرقون بين مسلم متطرف وإرهابي
ومسلم عادي، الحرب والعداء عندهم موجهة ضد الإسلام كله وضد كل مسلم حتى العلماني (هذا ظاهر
بوضوح عند كروثامر) في محاضرة برنارد لويس "أوروبا والإسلام" يحرض أوروبا على كل المسلمين
وخاصة المهاجرين لديها.
نلاحظ أن موضوع محاربة الإرهاب هو مجرد مدخل لمحاربة كل المسلمين ومحاربة عقيدتهم. فالإسلام
يمثل العدمية والشر والجهل عند كروثامر.
موضوع القوات الخاصة ودورها في محاربة المسلمين يجب أن نركز عليه، بمشيئة الله سأركز على دور
القوات الخاصة عندما أبدأ في الجزء الخاص بالقوات المسلحة الأمريكية والمشتركة وتطويرها والثورة
العسكرية والقيادات القتالية التي أنشأتها أمريكا بعد عام 2001 م.
هناك نوعان من القوات الخاصة:
النوع الأول هو القوات الخاصة العسكرية وهي تعمل بشكل علني من ضمن القوات المسلحة الرسمية، ربما
نرى هذا الدور لفرق القوات الخاصة في الإنقلاب في مصر والتي أصبحت مكون أساسي في محاربة
الشعب وفرض هيمنة أمريكا والغرب عليه من خلال قادة الإنقلاب، ربما يظهر لنا ذلك الاستراتيجية
الأمريكية بإعادة تشكيل القوات المسلحة في الدول التابعة لها مثل مصر للسيطرة على الشعوب.
فلا يجب أن نتعجب من قيام فيكرز بتنسيق الجهود بين 10 دول، مصر والسعودية منهم بالتأكيد وكذلك
إسرائيل في الحرب الأفغانية، من المهم أن نفهم الإنقلاب العسكري في هذا السياق، النظام المصري
والجيش المصري مكون أساسي من القوات المسلحة المشتركة التي تقودها أمريكا وتسيطر عليها وبالتالي لم
يكن من الممكن السماح لرئيس مصري منتخب بتغيير هذه المنظومة أبداً. وهذا سيشرح لنا الأهمية التي
تتمتع بها فرق القوات الخاصة مثل ثلاث سبعات وغيرها، لان أمريكا أعادت تشكيل قواتها المسلحة (وليس
قواتنا) في مصر حسب رؤيتها ومصالحها وحتى تكون متكاملة مع غيرها من القوات الأمريكية والإقليمية
التي تشكل القوات المشتركة التي تقودها وتسيطر عليها أمريكا، هذه الحقيقة يجب أن نفهمها جيداً حتى
نفهم الأحداث الماضية والقادمة والحاضرة التي نعيشها. فلا يجب أن نتعجب من أدوار الجيش المصري في
سيناء وليبيا لأن المتحكم في الجيش المصري حقيقة هو كما قلنا رئاسة الأركان المشتركة والقيادة القتالية
الأمريكية الوسطى.
الجانب الآخر من القوات الخاصة، هي القوات الخاصة الشبه عسكرية paramilitary وهي قوات تعمل
بشكل خفي مغطى مثل العمل مثلاً من خلال داعش كمتطوعين من الدول الغربية، أو القيام بأعمال خفية
إستخبارية أخرى، هذه القوات تكون أكثر خبرة وتدريب ومهارات. هذا النوع هو الذي كان فيكرز يعمل من
خلاله في أفغانستان، وهذا النوع هو الذي يعمل في العراق وخاصة مع داعش.
ميخائيل بيلسبوري Michael Pillsbury
ميخائيل بيلسبوري ليس فقط من الشخصيات الهامة في عملية سايكلون فقط، ولكنه من الشخصيات الهامة
في السياسة الأمريكية كلها، هو تلميذ من تلاميذ أندريو مارشال، هذا الرجل الذي يضع إستراتيجيات أمريكا
البعيدة المدى، وبالرغم أننا لا نعرف عن مارشال إلا القليل فهو من أهم الشخصيات السياسية الأمريكية
وهو الذي يحدد خيوط السياسة الامريكية منذ عهد نيكسون حتى الآن.
ميخائيل بيلسبوري هو صاحب فكرة إمداد المجاهدين (الذين سيتحولون إلى إرهابيين فيما بعد) بصوارخ
ستينجر المضادة للطائرات، هذه الصواريخ كان لها دور هام في حسم المعركة مع السوفييت وكان لها
أيضاً دور آخر هام وهو إقناع الصين أن امريكا جادة في القضاء على روسيا والتحالف مع الصين، وحتى
نستوعب الامر في بداية الحرب الأفغانية السوفيتية كانت أمريكا تساعد المجاهدين بطريقة خفية، لم تكن
تريد ظهور أسلحة أمريكية مع المجاهدين، ولذلك كانت خطة فيكرز تعتمد على إمداد المجاهدين بأسلحة
روسية، وهنا كان دور إدخال إسرائيل، إسرائيل هي التي كان بإمكانها توريد أسلحة روسية للمجاهدين،
وأمريكا كانت لا تريد أن تظهر بشكل علني تأييدها للمجاهدين وبالتالي إمتنعت عن توريد أسلحة امريكية
لهم.
هذا الموقف تغير في النصف الثاني من الحرب، عندما عرض بيلسبوري إمداد المجاهدين بصواريخ
ستينجر الأمريكية، في ذلك الوقت كانت الإتحاد السوفيتي يحتضر وكانت أمريكا تمهد لعالم ما بعد الحرب
الباردة وأهم معالمه التحالف مع الصين وإحتوائها، والصين كانت تشترك مع امريكا في رغبتها في القضاء
على الإتحاد السوفيتي ولكن ربما كانت تشك في نوايا أمريكا، فكان قرار إمداد المجاهدين بالصواريخ
الستينجر له أهمية إستراتيجية في إقناع الصين بجدية أمريكا وإتمام التحالف معها وهو الذي نرى آثاره
الآن.
ميخائيل بيلسبوري كان مساعداً لوزير الدفاع لتخطيط السياسة في إدارة ريغان (1981 – 1989 م.)
وكان مسؤولاً عن تنفيذ برنامج المساعدة المغطاة المعروف بعقيدة ريغان. في الفترة ما بين 1975 –
1976م.، عندما كان محللاً في مؤسسة راند RAND Corporation ، نشر بيلسبوري مقالات في مجلة
السياسة الخارجية Foreign Policy وجريدة الأمن الدولي International Security، موصياً بإقامة
الولايات المتحدة روابط إستخباراتية وعسكرية مع الصين. هذا الإقتراح نال الإستحسان العلني من رونالد
ريغان، وهنري كيسنجر، وجيمس شليسينجرJames Schlesinger (يهودي، عمل في مؤسسة راند من
1963 الى 1969م. وكان مديراً للدراسات الإستراتيجية، ثم عمل مديراً للاستخبارات المركزية عام
1973، ووزيراً للدفاع من 1973 الى 1975، ووزيراً للطاقة من 1975 الى 1977، وهو رئيس مجلس
أمناء مؤسسة ميتريThe MITRE Corporation التي عمل بها من عام 1985 حتى مماته في مارس
2014 م.)، وتحول هذا الإقتراح إلى سياسة الولايات المتحدة خلال إدارات كارتر وريغان.
عمل بيلسبوري من ضمن فريق عمل أربعة لجان لمجلس الشيوخ من 1978 الى 1984 ومن 1986 الى
1991 م. وكعضو في فريق العمل، أعد بيلسبوري مسودة التشريع الذي سن إنشاء مؤسسة السلام
الأمريكية US Institute of Peace عام 1984 م. وشارك أيضاً في إعداد مسودة التشريع الذي سن
إنشاء الوقف الوطني للديمقراطية National Endowment for Democracy. والمتطلبات السنوية
لتقرير وزارة الدفاع حول القوة العسكرية الصينية.
في عام 1992 م.، تحت إدارة الرئيس جورج بوش، عمل بيلسبوري مساعداً خاصاً لشؤون آسيا في مكتب
سكرتارية الدفاع، وكان يرفع تقاريره إلى أندريو مارشال Andrew W. Marshall (من أهم المفكرين
الإستراتيجيين في السياسة الخارجية في أمريكا، من مواليد 1921، أنشأ له الرئيس نيكسون مكتب التقييم
الصافي في وزارة الدفاع Office of Net Assessment عام 1973 وعينه مديراً له، وحتى الآن يُعاد
تعيين مارشال في هذا المنصب من كل رئيس، مكتب التقييم الصافي هو المركز الفكري think tank
الداخلي لوزارة الدفاع ، يقوم بوضع الخطط والإستراتيجيات للمستقبل العسكري في ال20 إلى 30 سنة
القادمة، عمل مارشال في مؤسسة راند عام 1949، خلال الخمسينات والستينات كان من ضمن مجموعة
المفكرين الإستراتيجيين في مؤسسة راند، التي ضمت دانيال إلسبرج Daniel Ellsberg-يهودي، هيرمان
كان Herman Kahn-يهودي، جيمس شيلسينجر James Rodney Schlesinger-يهودي وتكلمنا
عنه من قبل والذي أصبح وزيرا للدفاع عام 1973 وقت حرب أكتوبر وأشرف على إنشاء مكتب التقييم
الصافي، اشتهر مارشال برعايته للمواهب السياسية في شبابها من ضمن نجوم السياسة الذين رعاهم ديك
تشيني، دونالد رامسفلد، وبول ولفوويتز وكلهم من شخصيات مشروع القرن الأمريكي الجديد، ومن إدارة
بوش).
بيلسبوري عضو في مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations (تكلمت عنه في
الحلقة الرابعة) وفي المؤسسة الدولية للدراسات الإستراتيجية International Institute for Strategic
Studies. من الأدوار الهامة التي لعبها بيلسبوري:
الروبط العسكرية والإستخباراتية بين الولايات المتحدة والصين
ساهم بيلسبوري في إتخاذ جيمي كارتر لقرار إقامة روابط عسكرية وإستخباراتية مع الصين، القرار الذي
عدل فيه الرئيس ريغان عام 1981 م. حسب قول رايموند غارثوف Raymond L. Garthoff: "ميخائيل
بيلسبوري أول من طرح فكرة مبيعات السلاح ونطاق واسع من العلاقات الأمنية العسكرية الامريكية مع
الصين في مقال نوقش كثيراً في مجلة السياسة الخارجية Foreign Policy في خريف 1975 م. الغير
معروف وقتها أن بيلسبوري كان يجري محادثات سرية مع مسؤولين صينيين... تقاريره كانت تُوزع على
عشرات من كبار المسؤولين في مجلس الأمن الوطني، وزارتي الدفاع والخارجية كوثائق سرية".
حسب كتاب التعاون الأمريكي الصيني في الحرب الباردة، 1971 – 1989 (US-China Cold War
Collaboration, 1971-1989)، "الرجل الذي قاد المجهود لم يكن موظفاً عاماً، وكان مجهولاً.
ميخائيل بيلسبوري، محلل لشؤون الصين في مؤسسة راند... قضى صيف عام 1973 م. في لقاءات مع
مسؤولي جيش تحرير الشعب PLA (الجيش الصيني) الموجودين تحت ستار دبلوماسي من ضمن بعثة
الصين في الأمم المتحدة... بيلسبوري كتب التقرير L-32 ، في مارس 1974 م. ... الذي كان تقريراً
مؤثراً بُنيت عليه أسس التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والصين الشعبية.
كتب جيمس مان James Mann: "المظاهر الخارجية تشير إلى ان بيلسبوري كان يعمل مع وكالات
الإستخبارات الأمريكية منذ بداية علاقته مع الجنرال زانج Zhang... في خريف 1973 م.، قدم
بيلسبوري مذكرة سرية يطرح فيها الفكرة الجديدة بأن الولايات المتحدة يجب أن تقيم علاقة عسكرية مع
الصين... كانت هذه أصل نشأة أفكار "كارت الصين"، الفكرة بأن الولايات المتحدة قد تستخدم الصين
لكسب الحرب الباردة على الإتحاد السوفييتي. الفكرة في النهاية أصبحت مهيمنة على التفكير الأمريكي
حول علاقة جديدة مع الصين."
قرار إمداد المجاهدين الأفغان بصواريخ ستينجر
بيلسبوري ساهم في قرار الرئيس ريغان عام 1986 م. بإصدار أوامر للسي آي إيه بتسليح المقاومة
الأفغانية بصواريخ ستينجر Stinger missiles. حسب قول نائب السكرتير العام للأمم المتحدة الذي
تفاوض مع السوفييت على الإنسحاب من أفغانستان، "في الأساس، حملة الستينجر كانت بقيادة نائب وزير
الدفاع للسياسة فريد إيكله ومنسقه الهجومي aggressive Coordinator للشؤون الأفغانية، ميخائيل
بيلسبوري... المؤيدون للستينجر حققوا نصرهم في مواجهة المقاومة البيروقراطية السائدة الت استمرت حتى
نهاية الصراع".
كتب مان: "بالنسبة لميخائيل بيلسبوري، العمليات المغطاة في أفغانستان مثلت تحقيق حلم التعاون
العسكري البالغ عمره عقد من الزمان مع الصين... لمساعدته بالحجة، إستخدم بيلسبوري إتصالاته
الصينية"
ذكر جورج كرايل في كتابه حرب شارلي ويلسون أن "من المثير للسخرية أن لا جوست آفراتوكوس ولا
تشارلي ويلسون كانا ضالعين مباشرة في القرار (قرار تزويد المقاومة الأفغانية بصواريخ ستينجر) ولم يدَّعوا
أي فضل".
ويقول أيضاً: "القوة الدافعة في هذه المجموعة كانت المفكر المحافظ الجذاب مايك بيلسبوري، الذي كان
يعمل وقتها نائب مساعد وزير في البنتاغون مُكلف بالإشراف على البرامج المغطاة (السرية أو الخفية).
بيلسبوري، الذي كان عضواً في فريق عمل مجلس الشيوخ من قبل والخبير في الشؤون الصينية، كان من
المؤمنين الأوائل بالبرنامج..."
حسب قول فيليب هيمان Philip Heymann في كتابه "عيش العملية السياسية Living the Policy
Process " الصادر عام 2008 م.، "لاعب سياسي مثل ميخائيل بيلسبوري قد يكون قد إستوعب الكثير
من القواعد النقدية للعبة إختيار السياسات المشتركة shared policy choice بدون حتى التفكير فيها
كقواعد".
كتب هيمان أن "الإمداد بصواريخ الستينجر كان من الواضح بمثل تلك الأهمية أو الصدارة السياسية بحيث
أراد الرئيس أن يقرر. هذا القرار من الواضح أنه من ذلك النوع لعدة أسباب. فقد أثبت أننا يمكن أن نوفر
سلاحاً مرعباً لعدو حاضر أو مستقبلي present or future enemy. (جملة في غاية الاهمية،
الامريكان وهم يعطون المجاهدين الصواريخ الستينجر كانوا يخططون أن يحولوهم إلى أعداء مستقبليين)
هناك فرصة ضئيلة أننا سنشجع أشكال خطيرة من الإنتقام من الإتحاد السوفييتي. حتى الإنتقال من عملية
مغطاة (خفية) "جديرة بالإنكار" إلى الدعم العلني لميليشيا تقاتل الإتحاد السوفييتي قد يصعد من مشاكل في
الكونجرس بحيث أن الرئيس قد يرغب في أخذها في الإعتبار على ضوء نصيحة طاقمه".
بيلسبوري كان يعمل من ضمن مجموعة التنسيق والتخطيط السرية. كتب هيمان: "هذه اللجنة كانت سرية،
والتفاصيل المعلنة حولها هزيلة... لجنة العمل المغطى (الخفي) تلتقي كل ثلاثة أو أربعة أسابيع. وجودها
غير مُعترف به رسمياً، بالرغم أن مثل هذه اللجنة عملت في كل إدارة رئاسية منذ إيزنهاور. في إدارة
كينيدي، على سبيل المثال، عُرفت باسم لجنة الأربعين Forty Committee. أي معلومة عن عمليات
مغطاة (خفية) كانت محمية بنظام أمني مجزأ compartmentalized security system يُسمي فيل
VEIL.
حسب قول ستيف كول Steve Coll. ما بين 1985 الى 1986 م. كان أسامة بن لادن يريد أسلحة
أمريكية منها صواريخ ستينجر. كتب كول: "طار ميخائيل بيلسبوري إلى الحدود الأفغانية لمراجعة
التسهيلات التدريبية training facilities التي يستخدمها إثنين من سادة الحرب الأفغانيين، قلب الدين
حكمتيار وعبد الرسول سياف... عميد أسرة بن لادن سالم بن لادن (1946 – 1988 م. هو الابن
الأكبر لمحمد بن لادن وكان عميداً للعائلة بعد موت أبيه في حادث طائرة عام 1967 م.، ومات في
حادث طائرة خفيفة Ultralight aircraft في أمريكا عام 1988) طلب من البنتاغون إمداد المتطوعين
العرب الذين يقاتلون الاتحاد السوفييتي في أفغانستان بصواريخ مضادة للطائرات. الطلب كان لصالح
أسامة بن لادن الذي كان قد قام بتشكيل مجموعة شبه مستقلة من المتطوعين العرب خارج السيطرة
المباشرة للقادة الأفغانيين المحليين والذي كان بصدد إقامة معسكر للعرب في أواخر ذلك العام... فيما بعد
الأبحاث تشير عدم وجود قرار رسمي من إدارة ريغان بعدم إمداد المتطوعين العرب بالصواريخ أو بأية
معدات. ميخائيل بيلسبوري الذي كان وقتها مسؤولاً في وزارة الدفاع سيقول فيما بعد بأنه لم يكن على دراية
بقرار مثل هذا، ولو كان قرار مثل هذا قد تم إتخاذه كان سيعلم به"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.