تحدثت الصحف الأمريكية عن تزايد القلق داخل الإدارة الأمريكية، من امتلاك مقاتلي طالبان والمقاومة الأفغانية لصواريخ ستينجر المتتبعة للحرارة، والتي تستهدف الطائرات من على أكتاف الأفراد. وقال الكاتب الأمريكي ماثيو شرويدر في مقالة له بمجلة فورين بوليسي الأمريكية: إنّ القلقين من هذا الأمر يقصد امتلاك طالبان لصواريخ ستينجر ربما تذكروا كيف تمكن المجاهدون في أفغانستان من إسقاط الطائرات السوفيتية باستخدام تلك الصواريخ, وأضاف أنّ المراقبين ربما يشعرون بالقلق خشية أن تشكل طالبان نفس التهديد على الطائرات والمروحيات الأمريكية في الحرب المستعرة على أفغانستان منذ أكثر من تسع سنوات عجاف. وبينما تعتبر صواريخ ستينجر الأمريكية من ضمن الأسلحة المضادة للطائرات، والتي تطلق من على الكتف وتعرف بنظام الدفاع الجوي المحمول من جانب الأفراد، أشار الكاتب إلى أنها أيضًا لعبت دورًا حاسمًا في إنهاء تسع سنوات من الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. كما أشار شرويدر إلى فاعلية تلك الصواريخ ودورها في إسقاط طائرات الاتحاد السوفيتي السابق وبالتالي هزيمة واندحار الجيش الأحمر. مضيفًا أنها كانت أكثر فاعلية من الأسلحة الأخرى التي تلقاها من وصفهم بالثوار الأفغانيين من كل من الولاياتالمتحدة وباكستان. وقال الكاتب: إنّ إطلاق فريق تم تدريبه جيدًا من المجاهدين الأفغانيين في سبتمبر 1986 صواريخ ستينجر ضد ثلاث مروحيات سوفيتية هجومية من طراز إم آي 24 كانت تحاول الهبوط في مهبط جلال آباد شكل نقطة تحول في تاريخ الغزو السوفيتي لأفغانستان. وقام الصاروخ -الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء والذي يبلغ طوله خمسة أقدام ويزن 35 باوندا- بملاحقة الطائرة بسرعة تزيد على 2400 كلم بالساعة أو1500 ميل في الساعة وانفجر فيها "بطاقة حركية تعادل سيارة من الحجم المتوسط". وقلل الكاتب من شأن التقارير التي تحدثت عن عرض وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) مكافأة تقدر بمائة ألف دولار أو يزيد؛ لقاء كل صاروخ ستينجر من ضمن أكثر من ستمائة صاروخ مفقود في أفغانستان من ذلك الطراز عقب الانسحاب السوفيتي من الأراضي الأفغانية، حيث يخشى مراقبون أن يكون بعض تلك الصواريخ انتهى بها الأمر في أيادي المجاهدين الأفغان. وتقدر مصادر أنّ ترسانة طالبان من السلاح قد شملت في السنوات الأخيرة أعدادًا كبيرة من الجيلين الأول والثاني من الأسلحة المضادة للطائرات من بينها الصاروخ السوفيتي سام 7 والصاروخ الصيني إتش إن 5 وربما عدد ليس بالقليل من صواريخ ستينجر قديمة الطراز. ومضى الكاتب بالقول: إنّ قواعد اللعبة في الحرب على أفغانستان قد تتغير أكثر إذا ما تمكنت طالبان من الحصول على أسلحة متطورة. مضيفًا أنّ السبب الوحيد الذي مكن المجاهدين من الحصول على صواريخ ستينجر فيما مضى يعود لحسابات الحرب الباردة حينئذ. واختتم الكاتب بالقول: إنّ الأسلحة المتطورة تحتاج إلى اليقظة والتركيز والالتزام المستمر خشية وصولها إلى حركات مثل طالبان، ولكن ذلك الحرص لا يكون من خلال ما وصفه بالهلع الحالي الناجم عن وثائق سربها موقع ويكيليكس.