أكد زعيم حزب الله حسن نصر الله وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عزمهما على استمرار المشاورات بينهما في ختام أول اجتماع لهما منذ ثلاث سنوات. فقد أكد بيان بثته قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أن نصر الله التقى الزعيم الدرزي وأحد أقطاب قوى الأكثرية وليد جنبلاط في اجتماع تناول فيه الطرفان الأوضاع المستجدة عقب الانتخابات النيابية الأخيرة التي فازت بها قوى الأكثرية المعروفة باسم "14 آذار". وأضاف البيان أن الزعيمين اتفقا على إجراء المزيد من المشاورات مع التشديد على ضرورة العمل للانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم إلى التعاون واستمرار التواصل والتشاور في المرحلة المقبلة، كما بثت القناة صورا للاجتماع دون أي تفاصيل عن مكان انعقاده. ومن المنتظر أن يمهد اللقاء بين نصر الله وجنبلاط للمشاورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة والتي يتوقع أن يترأسها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، حيث من المفترض أن يجتمع البرلمان الجديد الأسبوع المقبل لانتخاب رئيس له يجب أن يكون شيعيا طبقا لنظام المحاصة الطائفية المعمول به في لبنان. خطاب التهدئة ويأتي اللقاء نتيجة لخطاب التهدئة الذي ينتهجه جنبلاط منذ فترة قريبة رغم الأجواء المتوترة التي هيمنت على العلاقة بين قوى الأكثرية والمعارضة إبان الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية التي أجريت في السابع من الشهر الجاري. وبعد الانتخابات التي حقق فيها حلفاؤه الفوز ب71 مقعدا في البرلمان البالغ عدد أعضائه 128 قال جنبلاط إنه يجب إشراك حزب الله وحلفائه في الحكومة اللبنانية الجديدة، لكنه رفض فكرة منح المعارضة حق النقض أو ما بات يعرف باسم الثلث الضامن. وفي خطاب لحسن نصر الله الأسبوع الماضي، أشار زعيم حزب الله إلى أن الأمور مرهونة بالعروض التي سيقدمها الطرف المقابل قبل اتخاذ المعارضة أي قرار بشأن مشاركتها في الحكومة الجديدة. وكان حزب الله والقوى الحليفة له قد أعطى مؤشرات تدل على تمسكه بالثلث الضامن وذلك منعا لأي محاولات لإثارة مسألة سلاح المقاومة. ويشار إلى أن نصر الله كان قد أشاد بموقف جنبلاط عندما وصف تقرير دير شبيغل -الذي اتهم حزب الله باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري- بأنه مشروع فتنة.