«الإحصاء»: 14.4% معدل التضخم السنوي خلال يونيو    السبت المقبل.. بدء حملة تحصين الماشية ضد القلاعية والوادي المتصدع بالفيوم    البورصة المصرية تربح 1.3 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    تخصيص 190 فدان لإقامة منطقة لوجستية وميناء جاف بوادي النطرون    رئيس الوزراء: الحكومة حريصة على وضع تصور واضح لمستأجري «القانون القديم»    فتح باب التقديم مجددًا للمستبعدين من إعلان «سكن لكل المصريين 5»    تقارير بريطانية وإسرائيلية: نرامب يمارس ضغوطا قاسية ضد نتنياهو لإنهاء حرب غزة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الهولندي مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة    أحمد سيد زيزو يشكو الزمالك ويطالب بمبلغ كبير    وزير الرياضة يصل الأردن للمشاركة بحفل إطلاق "عمان عاصمة الشباب العربى 2025"    الصفقة المستحيلة تقترب من ريال مدريد    سحب 792 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    استثناء 4 مدارس فنية متقدمة لقبول الطلاب بنظام الخمس سنوات    التصريح بدفن جثة طفلة لقيت مصرعها في حادث بالشرقية    بعد واقعة سرقة لوحتها.. الفنانة الدنماركية ليزا تطلب مسامحة مها الصغير    كلية الفنون الجميلة تُناقش مشروعات تخرج طلاب دفعة 2025 بحضور نخبة من كبار الفنانين والأكاديميين    الهند والبرازيل تطالبان بعضوية دائمة في مجلس الأمن: "حجمنا لا يُهمّش"    «الثقافة» تُعلن نجاح تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني بالمسرح القومي    أحمد السقا يحتفل بعرض "أحمد وأحمد" في الإمارات وزيزو يشاركه تقطيع التورتة    وكيل الأزهر: «المشروع الصيفي القرآني» مبادرة تعزز دور الأزهر في خدمة كتاب الله وتحفيظه للنشء    "عبدالغفار" يبحث مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية تعزيز التعاون الصحي    رئيس مجلس الدولة يستقبل وفدًا قضائيًا عمانيًا للاطلاع على جهود التحول الرقمي في المنظومة القضائية    مجلس الوزراء يقف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الدائري الإقليمي وسنترال رمسيس    "إنترفاكس": القوات الروسية وجهت ضربات لمطارات عسكرية في أوكرانيا ليلًا    المشدد 6 سنوات لعامل لاتجاره في المواد المخدرة بالقناطر الخيرية    جيش الاحتلال يعلن تنفيذ عملية برية جنوب لبنان بذريعة تدمير بنية تحتية لحزب الله    الخميس.. فتح باب الطعون على أسماء المرشحين في انتخابات نقابة الأطباء    الصحة: الاستجابة والتعامل مع 97% من الشكاوى الواردة    4 مرشحين يتقدمون بطلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    الأهلي يقترب من حسم بديل وسام أبو علي.. وكارلوس الأقرب    انطلاق منافسات تتابع الناشئين والناشئات ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث    وزير الخارجية الروسي يزور كوريا الشمالية هذا الأسبوع    جوزيف عطية يعيش حالة نشاط غنائي خلال شهر يوليو الجاري    ذكري وفاة أستاذ "الكوميديا" عبد المنعم مدبولي صاحب مدرسة الضحك الراقي    ضبط (3643) ألف واقعة سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط التعاقد    سقوط عنصر جنائي بتهمة النصب والتزوير بالطالبية    وكيل الصحة بالوادي الجديد: شبكات الاتصال تعمل بكفاءة بين المستشفيات ووحدات الرعاية    مرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان غزة قسرا في معسكر اعتقال فوق أنقاض رفح    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة    عودة خدمات فوري إلى كفاءتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    دليل اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. مكتب التنسيق يوضح كيفية التسجيل.. محظورات خلال أداء الامتحانات.. و7 خطوات لسداد الرسوم    الممثلة الكورية لي سي يونغ تعلن حملها من جنين مجمد لزوجها السابق بعد الطلاق    مبيعات فيلم ريستارت تصل إلى 676 ألف تذكرة في 6 أسابيع    طب قصر العيني تستضيف الامتحان الإكلينيكي للزمالة المصرية في تخصص الأنف والأذن والحنجرة    ارتفاع في الطماطم.. أسعار الخضار اليوم الأربعاء في أسواق مرسى مطروح    هربا من الحر للموت.. وفاة طالبين غرقًا داخل ترعة في قنا    الاستماع لأقوال شهود عيان لكشف ملابسات مقتل سيدة على يد طليقها بأكتوبر    تشغيل وحدة القسطرة القلبية بمستشفى طنطا العام وإجراء 12 عملية    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    مدرب الزمالك السابق يحذر الإدارة من التسرع في ضم نجم بيراميدز: "تحققوا من إصاباته أولًا"    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    دعاء الفجر| اللهم ارزقني الرضا وراحة البال    عاجل.. الزمالك يستهدف ضم نجم جديد من بيراميدز    منتخب الناشئين تحت 17 عاما يواصل تدريباته ويحتفل بعيد ميلاد الكاس (صور)    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدينة المقدسة؛ وخطوات الاحتلال الأخيرة
نشر في الشعب يوم 15 - 11 - 2014

يختلف الوضع هذه المرة عن السابق حيث تعيش مدينة القدس المحتلة الآن لحظات حاسمة من عمرها، حيث يصعّد الاحتلال إغلاقاته واقتحاماته وخطواته الاستفزازية ضد الحرم القدسي، وضد عموم المقدسيين من أبناء المدينة وأحيائها القريبة.
ويواصل المستوطنون والمتطرفون اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة شرطة الاحتلال، في الوقت الذي أقرت فيه حكومة نتنياهو العديد من المشاريع التهويدية الجديدة، مترافقة مع بعض الأفكار والمقترحات الموضوعة على طاولة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ومنها الدعوة إلى التقسيم الزماني والمكاني للأماكن المقدسة في المدينة.
وفي ظل تلك المعمعة من الإجراءات والخطوات المدروسة والمخطط لها -التي تقوم بها سلطات الاحتلال على الأرض داخل المدينة وفي جوارها القريب- يراوغ رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، معتبرا أن ما يجري من ردود فعل شعبية فلسطينية على ممارسات الاحتلال في المدينة “مشكلة أمنية صرفة، وأعمال إخلال بالنظام يجب أن تقمع عبر حلول تتلخص في ممارسة القوة”، فإلى أين تسير الأمور بشأن المدينة المقدسة؟
تسعى حكومة نتنياهو لاستغلال الارتباك الفلسطيني والعربي، والانشغال الدولي بقضايا المنطقة لإيجاد ثغرة للاستفراد بالقدس وأهلها والفلسطينيين عموما، ومقايضة “الأمر الواقع” الجديد على مائدة مفاوضات التسوية التي تزداد الضغوط لاستئنافها، أو مساومة السلطة الفلسطينية على توجهاتها بنقل ملف القضية إلى مجلس الأمن والانضمام لبعض الهيئات الدولية.
ولهذا لجأ الاحتلال إلى تصعيد غير مسبوق في منطقة القدس بالإغلاق والاقتحامات والإجراءات المباشرة عبر مصادرة الممتلكات والمنازل وإطلاق مشاريع التهويد الجديدة.
وغني عن القول إن سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” وحكومة نتنياهو تجدان الآن وقتا مناسبا أكثر ملاءمة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة لتوسيع معركة الإطباق الكامل على مدينة القدس وتهويدها، وتمرير المشاريع المخبأة داخل الأدراج، ووضعها موضع التنفيذ الفعلي والعملي، في سياق مشروع “قدس واحدة كبرى وقوية للشعب اليهودي الواحد” كما تقول أدبيات ووثائق مختلف الأحزاب “الإسرائيلية” الصهيونية بما فيها الأحزاب المحسوبة على تيارات “اليسار الصهيوني”.
وسبق التطورات الأخيرة من إغلاقات واقتحامات قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ مجموعة من الإجراءات الملموسة المباشرة على الأرض، منها:
– صفقة مع المتطرفين: حيث افتتح رئيس حكومة الاحتلال وأقطاب حكومته المتطرفة بورصة المزايدات الداخلية من أجل إرضاء الأحزاب المتطرفة بما يضمن بقاء حكومة نتنياهو اليمينية لحين إجراء انتخابات قد تكون مبكرة يحاول نتنياهو استباقها بشراء أصوات المتطرفين، لذلك عمل في الفترة الأخيرة على تمرير صفقة مع الجناح الأشد يمينية في حكومته لتسريع عمليات التهويد والاستيطان، والموافقة على مشاريع استيطانية ضخمة في الضفة الغربية بما فيها مشروع استيطاني في قلب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وفي القدس الشرقية المحتلة خصوصا، فاستغل تهديد نفتالي بينيت وزير الاقتصاد ورئيس حزب البيت اليهودي بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يتوقف “التجميد الهادئ” لعمليات الاستيطان والتهويد في القدس ومحيطها وعموم الضفة الغربية.
ولأجل ذلك قام نتنياهو بالإعلان عن خطة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وتوسيع الطرق المؤدية إلى عموم المستعمرات في الضفة الغربية، وبدا واضحا للجميع أن ذلك جزء من صفقة أبرمها نتنياهو مع مجموعات ولوبيات المستوطنين وحزب “البيت اليهودي” من أجل ضمان استقرار الائتلاف حتى لو قاد ذلك إلى إثارة غضب العالم بأسره، كاسرا بذلك خطة “التجميد الصامت والالتفافي” لعمليات التهويد والاستيطان، ومعززا تحالفه مع أجنحة اليمين، واليمين المتطرف في حكومته.
التقسيم الزماني والمكاني: وكان ثاني هذه الإجراءات استصدار تشريع في “الكنيست” (البرلمان) يقضي بتقسيم المسجد الأقصى والحرم القدسي مثلما وقع في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل قبل نحو 18 عاما كمقدمة أو وسيلة التفافية لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، بغض النظر عن تداعيات مثل هذه المحاولة ونتائجها.
والجهود تنصب حاليا على طرح وتمرير مشروع قانون تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، في خطوة تصعيدية جديدة لا تقل خطورة عن الأفكار التي تم طرحها “إسرائيليا” في المفاوضات التي جرت صيف عام 2000 مع الطرف الرسمي الفلسطيني في مفاوضات كامب ديفد الثانية في سياق عملية التسوية الغارقة في الأوحال، والتي أدت خواتيمها (ونقصد فشل مفاوضات كامب ديفد الثانية) لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الثانية التي هزت العالم وأعادت تثبيت حضور قضية فلسطين على أجندة المجتمع الدولي كقضية تحرر وطني لشعب تحت الاحتلال
.
– وكان ثالثها عقد الكنيست مؤخرا وبعد العودة لأعماله في الدورة الشتوية الجديدة جلسة خاصة لمناقشة مقترح سحب السيادة الأردنية كاملة عن المسجد الأقصى، والذي كان قد قدمه في وقت سابق موشيه فيجلين نائب رئيس الكنيست مطلع عام 2014، وذلك بهدف فرض سيادة “إسرائيلية” كاملة على المسجد.
وتمت تلك الجلسة بحضور عتاة المتطرفين كوزير الأمن الداخلي، ووزير المالية، ووزير الإسكان، ومندوب منظمة “عطيرت كوهانيم” الناشطة في عمليات التهويد والاستيطان بمنطقة القدس، ومندوب مؤسسة تراث جبل الهيكل، ومنظمة “عير عميم”، وسلطة الآثار، ومندوبين عن أعضاء منظمات الهيكل المزعوم.
وبعيدا عن المعلومات الأولية التي تمخضت عن نتائج نقاشات الكنيست بهذا الشأن فإن للأمر دلالاته، ويحمل في طياته سلوكا تصعيديا في مسار الإطباق الكامل على مدينة القدس ومقدساتها العربية الإسلامية والمسيحية ومحو طابعها.
لحظات القدس الصعبة: وكان رابع هذه الإجراءات إعلان وزير الإسكان “الإسرائيلي” أوري أرئيل نيته الانتقال للسكن في حي سلوان بالقدس المحتلة، في خطوة استفزازية تؤسس لمواجهة مفتوحة لا تحمد عقباها.
والوزير المذكور من المنظرين لمعادلة فحواها “يهود أكثر في كل مكان يعني أمنا أكثر”، وصاحب مقولة يرددها بعض الكتاب اليمينيين تقول “إذا لم يستطع اليهود شراء البيوت بالمال والسكن في القدس السيادية التي يسري عليها القانون الإسرائيلي كما يسري في تل أبيب فإننا نفقد حق الادعاء بكل أرض إسرائيل، إذا لم يستطع اليهود الوصول إلى الحرم وتلاوة كلمات عمرها آلاف السنين فإنه لا مناص من إغلاق الحرم كليا في وجه المسلمين أيضا”.
بهذه العقلية يفكر وزير الإسكان أوري أرئيل ومن معه من حاملي أوهام إغلاق الحرم القدسي الشريف بشكل كلي.
وكان خامسها إعلان الشرطة “الإسرائيلية” في القدس أنها “أكملت جميع الاستعدادات اللازمة في إطار الخطة المعروفة باسم “حراس الأسوار”، وهي خطة تهدف للجم أي تحرك شعبي فلسطيني دفاعا عن المدينة والمسجد الأقصى وأحيائها العربية والإسلامية، فسلطات الاحتلال باتت تستشعر بأن شرارات الانفجار الشعبي الفلسطيني العام في القدس وعموم الضفة قد تنطلق في أي لحظة للدفاع عن مدينة القدس، ومواجهة الاحتلال وعصابات المستوطنين.
أخيرا، إن مدينة القدس -التي تعيش محنتها القاسية ولحظاتها الصعبة- تنتظر دورا عربيا وإسلاميا، ينتقل من الأقوال إلى الأفعال، لدعم صمود المقدسيين بكل الوسائل الملموسة المباشرة وعلى كل الصعد، والتحرك الفاعل في الميدانين السياسي والدبلوماسي الدوليين من أجل نصرة قضية القدس، ولجم مشاريع تهويدها ومحو طابعها وتاريخها.
المرصد العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.