هذا الصراع الأزلي بين المحامين ورجال الشرطة تعود بدايته لسنوات مضت، ولا يقف عند محافظة بعينها؛ امتد من شرق الوطن لغربه ومن شماله لجنوبه، فلا تكاد تنتهي الأزمة حتى تبدأ الأخرى في الاشتعال. أحدث حلقات مسلسل صراع "الباشا والأفوكاتو"، شهدتها محافظة السويس منذ أيام؛ عندما وقعت اشتباكات بين ضباط وجنود شرطة ومحامين لا تزال آثارها قائمة إلى الآن، لتصل إلى مطالبة نقيب المحامين سامح عاشور بإقالة وزير داخلية الانقلاب اللواء محمد إبراهيم، بالإضافة إلى إعلان نقابة المحامين إعداد "كتاب أسود" يجمع ما وصفوه باعتداءات الضباط على المحامين والمدنيين؛ لتقديمه للحكومة الحالية. نقيب المحامين مضى بالقول: "إن مجلس النقابة منعقد بصفة دائمة، لحين اللقاء الذي دعا له المهندس إبراهيم محلب "رئيس وزراء الانقلاب"، مع اللواء محمد إبراهيم "وزير داخلية الانقلاب" لمحاولة تهدئة الأوضاع". على الناحية الأخرى، قال اللواء طارق الجزار: "إن المحامين هم المتسببون في الأزمة بعد قيام أحدهم بصفع مجند على وجهه فتطورت الأحداث". "الاحتكاك المباشر داخل المحاكم بالإضافة إلى نظرة التعالي من ضباط الشرطة لكل الناس"، هذا هو السبب الذي ساقه أشرف عبد الغنى، عضو المكتب التنفيذي لحريات المحامين، في تصريحات خاصة. نستعرض خلال هذا التقرير تاريخ المشاحنات والمشادات بين رجال الشرطة والمحامين خلال السنوات السابقة فى جميع المحافظات.. الإسكندرية: شهدت الإسكندرية في عام 2008 إجبار بعض ضباط الشرطة بمنطقة "محرم بيك" محام على الجلوس في وضع القرفصاء لأكثر من 12 ساعة متواصلة بعد تفتيشه ذاتيًّا والاستيلاء على الهاتف الخاص به ومفاتيح السيارة التى كانت بحوزته. أسوان: وفي نفس العام، قام 4 ضباط برتبة ملازم، وبمساعدة عدد من الأمناء في مركز شرطة إدفو بأسوان، بالتعدي على المحامي أحمد إبراهيم الدسوقي وحبسه داخل قفص النوبتجية؛ بسبب محاولة الأخير إدخال عدد من أقارب أحد المتهمين كانوا يرافقونه إلى مجمع المحاكم، ورفضوا إبراز بطاقات تحقيق الشخصية لرجال الشرطة المكلفين بتأمين المحكمة، فوقعت مشادات بينهما تطورت إلى ما سبق. البحر الأحمر: وفي 2012، وقعت مشاجرة بين محام وقوات الشرطة، وذلك أثناء التحقيقات بمقر محكمة البحر الأحمر فى قضيه السطو على محل تجاري بعد مشادة كلامية، ثم تطورت إلى تشابك بالأيدي بين محامى المتهمين وبعض ضباط وأفراد الشرطة؛ وذلك بسبب عدم السماح له بالانفراد بهم، وتم التعدى على المحامى بالضرب، فثار المحامون وحاولوا ضرب أفراد وضابط الشرطة، ما أحدث هرجًا فى قاعة المحكة. المنيا: وفي محافظة المنيا، شهد العام ذاته، وقوع مشادة بين محام يدعى طاهر نجاح، وأمين شرطة بمركز "العدوة"، أثناء تحرير الأول محضرًا داخل القسم وأثناء اختلاف المحامين في أسبقية الإدلاء بأقوالهم، ما أدى ذلك إلى ارتفاع صوتهما داخل المركز؛ طلب منهم أمين الشرطة عبد اللطيف يوسف السيد المكلف بالنوبتجية بالقسم الخروج، إلا أنهما رفضا وتشاجرا معه وتبادلا الضرب، ما دفع الرائد أشرف صلاح محمد للتدخل، وتم التحفظ على المحامين داخل القسم. بني سويف: وفي نفس العام، شهدت محافظة بني سويف اشتباكات بين الطرفين؛ بعدما منع أحد الضباط المكلفين بتأمين الجلسات بالمحكمة، عددًا من المحامين من المرور داخل طرقات مجمع المحاكم، وذلك أثناء قيامهم بعملهم اليومي، ما أدى إلى حدوث مشادة كلامية، وتجمع أعداد كبيرة من المحامين للاعتراض على منع زميليهما، ما أدى لحدوث احتكاكات وتراشق بالألفاظ تطورت إلى اشتباكات. المنوفية: وشهدت المنوفية مشادة كلامية بين كل من الملازم أول أحمد عماد الدين إبراهيم، ضابط شرطة بقسم شرطة أشمون، والمحامى سامح عماد، أشهر على إثرها الأول سلاحه الميرى في وجه المحامي، وتطور الأمر إلى اشتباكات بالأيدى؛ بسبب الخلاف على كرسى بجوار قفص المتهمين داخل قاعة المحكمة، وأصيب كل منهما بخدوش وكدمات بالرأس. دمنهور: وفي 2013 تسبب تحدث محام بصوت عال داخل قسم شرطة دمنهور إلى تعرضه للضرب من بعض ضباط وأفراد القسم. كما شهد نفس القسم واقعة تعدي نقيب شرطة يدعى على الطنيخي، على المحامية بسمة عبد الغفار، ما دفعها للتقدم ببلاغ إلى النيابة اتهمت فيه الضابط بجذبها من ملابسها وضربها.