قال وزير الزراعة أمين أباظة إن المجازر الخاصة لا تكفي لذبح الخنازير التي قررت مصر ذبحها اتقاء لخطر انفلونزا الخنازير، وإن السلطات ستستعين بمجازر القوات المسلحة. وقررت مصر ذبح جميع الخنازير فيها، في خطوة وصفتها الأممالمتحدة بأنها 'خطأ حقيقي' وقالت وسائل إعلام تديرها الدولة إن تنفيذها يمكن أن يستغرق شهرا. وقال أباظة 'مسألة ذبح أكثر من 300 ألف رأس من الخنازير عملية صعبة لأن المجازر الخاصة غير كافية. سنطلب مساعدة مجازر القوات المسلحة'. وأضاف 'لحمها سيجمد ويباع للمستهلكين'. وتابع 'اللحم سيحفظ في ثلاجات بعد نزع العظم منه'. ويشدد مسئولون مصريون على اعتقادهم أن هناك احتياجا لذبح الخنازير لكنهم يقولون إن لحومها سليمة. وقال أباظة إن بعض المربين يحاولون إخفاء الخنازير منعا لذبحها لكن السلطات صادرت بالفعل أكثر من ألف منها. وقال مسئول في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن المنظمة تحاول دون جدوى الاتصال بمسئولين مصريين لتصحيح أي بلبلة بخصوص الفيروس. وقالت منظمة صحة الحيوان التي تتخذ من باريس مقرا لها إن الدول يجب أن تركز جهودها على 'المراقبة الملائمة للمرض' وتعزيز إجراءات الحماية البيولوجية في الأماكن التي تربى فيها الخنازير وتذبح فيها وليس ذبحها. وقالت 'ذبح الخنازير لن يحمي من مخاطر الصحة العامة أو صحة الحيوان التي يمثلها هذا النوع وهو (إتش 1آن 1) المسبب للمرض ومثل هذا الإجراء غير ملائم'. وقالت صحيفة 'الأهرام' إن أصحاب الخنازير يمكن أن يحصلوا على ألف جنيه (177 دولارا) مقابل كل خنزير يذبح كتعويض. لكن تقارير صحفية أخرى قالت إن السلطات لن تدفع تعويضات عن ذبح الخنازير. وبدأت مصر الاستيلاء على قطعان الخنازير وذبحها. لكن السلطات المحلية اتخذت خطوات مماثلة قبل يومين على الأقل. وظهرت إنفلونزا الخنازير في وقت تعتبر فيه مصر أشد الدول خارج آسيا تضررا من انفلونزا أخرى هي انفلونزا الطيور. وشهدت البلاد زيادة حادة في حالات الإصابة بمرض انفلونزا الطيور في الأسابيع الماضية إذ بلغ عدد الإصابات في أبريل ثماني حالات وهو ما يعادل حالات الإصابة عام 2008 كله. وتوفي 26 شخصا في مصر بسبب فيروس انفلونزا الطيور (اتش5 ان1) شديد العدوى. ويخشى خبراء من أن ظهور أي وباء للانفلونزا قد يكون له اثر مدمر في بلد يعيش أغلب سكانه البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة في وادي النيل وكثير منهم في أحياء فقيرة مزدحمة داخل وحول القاهرة. لكن الأممالمتحدة قالت إن الإعدام الجماعي لنحو 400 ألف خنزير هو 'خطأ حقيقي'. وينتقل فيروس انفلونزا الخنازير (اتش1 ان1) بين البشر وهو غير موجود بين الحيوانات في مصر لكن إعدام الخنازيز التي يعتبرها السكان في مصر ذوو الأغلبية المسلمة غير نظيفة قد يسهم في كبح أي ذعر من المرض. وقال مربون إن الدولة بدأت في مصادرة الخنازير بأي حال، وقالت حنان أحمد (21 عاما) التي تدير أسرتها مزرعة صغيرة بها حوالى 25 خنزيرا في القاهرة 'دمرونا. الخنازير كانت كل حياتنا'. وأضافت مشددة على أنها لم تتلق أي تعويض 'أخذوها. خطفوها. وضربوها وضربونا. وقالوا إنهم سيأخذونها إلى المجزر لقتلها هناك'. وقال مسئولون محليون إن أصحاب خنازير في القرية نقلوها ليلا إلى المقابر لإبعادها عن أعين السلطات لكن السلطات تعقبتها وذبحتها في المقابر وسلمت اللحم لأصحابها. وفي مجزر آخر قرب القاهرة داس عمال يرتدون أقنعة وفي أرجلهم أحذية طويلة على رؤوس خنازير لفحصها قبل ذبحها. وقتلت أنفلونزا الخنازير إلى الآن 176 في المكسيك وطفلا في الولاياتالمتحدة وأعلن عن إصابات في بيرو وكندا وأوروبا وإسرائيل المجاورة لمصر ونيوزيلاند. وليست هناك حالات في مصر لكن الحكومة كثفت إجراءات الحجر الصحي في المطارات وعلى الحدود مع إسرائيل.