بحذر شديد بدأ العالم يتنفس الصعداء بعد إعلان المكسيك تمكنها من احتواء فيروس «اتش1 إن1» المسبب لمرض «إنفلونزا الخنازير». وإعلان مركز «التحكم فى الأمراض» فى «أتلانتا» أن أعراض المرض «ليست بالشراسة التى كانت متوقعة حتى الآن»، وبالرغم من ذلك حذرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان أمس من عودة المرض بشراسة بعد تراجعه هذه الأيام». وقالت إن «نسبة الوفيات فى العالم تستقر على ما يبدو.. لكن الفيروس يمكن أن يسبب موجة ثانية من الإصابات.. إذا حدث ذلك فإنه سيكون أسوأ وباء سيواجهه العالم فى القرن الحادى والعشرين». ومحليا تسارعت أمس جهود توعية المواطنين بالإجراءات الوقائية من المرض الذى تسبب فى وفاة 26 شخصا وإصابة 985 فى 20 دولة، وطالب الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المواطنين بعدم الوجود فى أماكن مزدحمة، وطلب من وزارتى التعليم والتعليم العالى إجراء الامتحانات لطلاب المدارس والجامعات فى أماكن مفتوحة وجيدة التهوية، مع تقليل كثافة إعداد الطلاب داخل المدرجات والفصول. وشدد الدكتور الجبلى على أهمية توفير التهوية اللازمة للمترو وجميع وسائل النقل العام والبعد عن الزحام واستخدام المطهرات ورش وسائل النقل بها يوميا لتطهير الأتوبيسات ومترو الأنفاق وجميع وسائل النقل العام. وبعد المصادمات التى شهدها حى منشأة ناصر بالقاهرة أمس الأول بين مربى الخنازير وقوات الأمن، نتيجة امتناع المربين عن تسليم خنازيرهم للجنة البيطرية المختصة بالإشراف على ذبحها. بحجة عدم حصولهم على تعويضات من الدولة بدأت أمس عمليات نقل الخنازير من الحظائر الموجودة بهذا الحى إلى مجزر البساتين لذبحها، فيما تواصلت عملية الذبح فى المحافظات الأخرى التى يوجد بها خنازير. وقررت أمس نيابة منشأة ناصر حبس 23 من أصحاب مزارع الخنازير والعاملين فيها، بعد أن وجهت إليهم تهمة «مقاومة السلطات» أثناء تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بذبح الخنازير. واستمر الحصار الأمنى المفروض على منطقة «زرائب الخنازير» بالمنطقة لليوم الثانى على التوالى بعد المصادمات التى نشبت أمس الأول. وعلمت «الشروق» أن أصحاب حظائر الخنازير والعمال أظهروا «بعضا من اللين» بعد مفاوضات جرت بينهم وبين الأب سمعان مسئول الدير بالمنطقة، وبعض القيادات الأمنية وقيادات من وزارة الصحة، الذين أفهموا أصحاب الحظائر المحتجين خطورة الموقف، وأنه ليس هناك من يريد قطع أرزاقهم بل حمايتهم من خطر وباء أنفلونزا الخنازير. وفى غضون ذلك قررت مديرية الصحة بالبحر الأحمر حجز سائحة نمساوية بمستشفى حميات الغردقة بعد الاشتباه فى إصابتها بالمرض. وأكد الدكتور علاء أبوالعزايم مدير مديرية الصحة بالمحافظة أن السائحة تدعى «إيزيس إيروس (27عاما) قادمة من النمسا لزيارة الغردقة. وأنه أثناء الفحص الطبى بمطار الغردقة اكتشفت أجهزة الحجر الصحى ارتفاع درجة حرارتها لأكثر من 40 درجة، فتم على الفور نقلها إلى مستشفى حميات الغردقة. وفى السياق ذاته شهدت محافظات الجمهورية أمس ارتفاعا فى وتيرة الاشتباه فى إصابة مواطنين بمرض أنفلونزا الطيور، حيث حجزت مستشفات الحميات بالمحافظات المختلفة 33 حالة اشتباه.. بواقع 10 حالات فى كفر الشيخ، وثمانى فى المنيا، وثلاثة فى الإسكندرية، وأعلن الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تم أمس ذبح 58 رأسا من الخنازير وإعدام 69 رأسا أخرى بمجرز البساتين بالقاهرة، بالإضافة إلى إعدام 6 خنازير بمحافظة سوهاج. وقال سماحة فى تقرير رفعه أمس لوزير الزراعة أمين أباظة إن إجمالى ما تم ذبحه من الخنازير حتى الآن بمحافظات تربية الخنازير الثمانى (القاهرة والقليوبية والبحيرة والجيزة والمنياوسوهاج و6 أكتوبر وحلوان) وصل إلى 710 خنازير وإعدام 316 رأسا. وجاء فى التقرير أن عدد الخنازير فى مصر بلغ 156 ألف خنزير، منها 63 ألفا بالقاهرة و28 ألفا بالجيزة و 25 ألفا بالقليوببة و17 ألفا بمحافظة السادس من أكتوبر و20 ألفا بمحافظة حلوان. والباقى فى محافظات البحيرة والمنياوسوهاج من خلال 1888 حظيرة موزعة فى المحافظات الثمانى.. وأصدر وزير الزراعة تعليماته لهيئة الخدمات البيطرية بصرف التعويضات للمضارين بمقر مجازر الذبح مباشرة، حيث تم اعتماد 30 مليون جنيه للتعويضات تم تحديدها على أساس 350 جنيها للرأس من الخنازير العشار، و100 جنيه للخنازير التى يتم ذبحها. ويصرح بلحومها للاستهلاك الآدمى و50 جنيها للرأس من الخنازير الصغيرة التى لا تزيد أعمارها على خمسة شهور بالمنوفية، وخمسة فى سوهاج، وحالة واحد فى الفيوم.