توقعت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان أن ترفع المنظمة درجة تأهبها وتحذيرها من سلالة أنفلونزا الخنازير الجديدة إلى أعلى مستوى وهو السادس والأخير، وتعلن عن تفشى وباء عالمى. وقالت تشان فى حديث لصحيفة الباييس الإسبانية «إن المستوى السادس لا يعنى بأى حال أننا نواجه نهاية العالم، فمن الضرورى توضيح ذلك لأننا حين نعلن عن الوصول للمستوى السادس فسيثير ذلك حالة فزع غير ضرورية». وأضافت: «فيروسات الأنفلونزا لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير كما أنها خادعة جدا، ويجب ألا تملؤنا الثقة أكثر من اللازم، ويجب ألا نعطى الفيروس H1 N1 المتعارف عليه بأنفلونزا الخنازير الفرصة لأن يمتزج بفيروسات أخرى، لذا فإننا فى حالة تأهب». وحذرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية من الثقة المفرطة بعد استقرار أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس، إذ إن الشتاء على مشارف الكرة الجنوبى، وهو موسم تزداد فيه عادة الإصابة بالأنفلونزا. وأردفت: «يجب أن نتوخى الحذر للغاية، حيث لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث إذا بلغت الأنفلونزا ذروتها فى دول الجنوب». وفى مقابلة أخرى مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية قالت تشان: «الفيروس يمكن أن يسبب موجة ثانية من الإصابات من أجل الثأر»، معتبرة أنه «إذا حدث ذلك فإنه سيكون أسوأ وباء سيواجهه العالم فى القرن 21». وعن أحدث الإحصاءات، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن عدد الإصابات البشرية بفيروس H1 N1 ارتفع ليصل إلى 985 فى مختلف أنحاء العالم. فى حين أعلن المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض أن عدد حالات الإصابة ارتفع إلى أكثر من ألف حالة فى جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى إصابة 79 حالة داخل أوروبا و929 حالة خارج القارة. وفى الوقت نفسه، أعلن الرئيس المكسيكى فيليبى كالديرون أن بلاده تمكنت من «احتواء وباء أنفلونزا الخنازير» الذى سبب وفاة 22 مكسيكيا وإصابة 865 بالمرض. وقال: «نحن الآن فى وضع يسمح لنا بتجاوز فيروس H1 N1». كما أعلن أن النشاط الاقتصادى قد يستأنف اعتبارا من غد الأربعاء فى المكسيك إذا تأكد «استقرار» المرض. وأضاف: «نحن لا نعلن النصر، ولكن إذا استمر الوضع على حاله، فيمكننا استئناف بعض النشاطات». ورغم ذلك واصل المرض انتشاره فى دول جديدة، حيث أعلنت كولومبيا رصد أول إصابة بأنفلونزا الخنازير لدى كولومبى يقيم قرب العاصمة بوجوتا. وأعلن وزير الرعاية الاجتماعية فى كولومبيا أن 108 مرضى يخضعون حاليا لمراقبة خاصة خشية إصابتهم بالفيروس فى حصيلة أكثر ارتفاعا بكثير من حصيلة سابقة تحدثت عن 29 حالة مشتبها بها. كما أعلنت السلفادور عن ظهور أول إصابتين بالفيروس، وقال وزير الصحة جيليرنو مازا: «لدينا إصابتان، وشددنا التدابير الصحية». وفى تشيلى، أعلنت وزارة الصحة أن الإصابات بأنفلونزا الخنازير تراجعت إلى اثنتين مازالتا تخضعان للمراقبة الطبية، بعد استبعاد 3 حالات أخرى. فى حين أعلنت السلطات البرازيلية ارتفاع عدد المشتبه فى إصابتهم إلى 15 شخصاً، بينما يخضع 44 آخرون للملاحظة فى البلاد. وفى كندا، أعلنت السلطات الصحية عن 13 حالة جديدة لأنفلونزا الخنازير، وهو ما يرفع عدد الأشخاص المصابين بالمرض فى كندا إلى 98. وفى أوروبا أكدت وزارة الصحة البرتغالية اكتشاف أول حالة إصابة للسلالة الجديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير، فيما أعلنت وزارة الصحة والسياسة الاجتماعية الإسبانية عن ارتفاع حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير إلى 44 شخصا، وهو ما يضع إسبانيا فى مصاف الدول الأوروبية الأكثر انتشارا للعدوى. وأكدت السلطات الصحية فى بريطانيا إصابة 3 أشخاص آخرين، مما يرفع عدد المصابين إلى 18 شخصا. كما ارتفع عدد الإصابات فى فرنسا إلى 4 حالات، بعد تأكد إصابة حالتين جديدتين بالمرض، فيما أعلنت السلطات المحلية فى مدينة سبتة، التى تحتلها إسبانيا بشمال أفريقيا، عن ظهور أول حالة يشتبه فى إصابتها بأنفلونزا الخنازير ويتم فحصها الآن للتأكد. وفى السويد خضعت امرأة للفحوص الطبية للاشتباه فى ظهور أول حالة بأنفلونزا الخنازير بعد أن عادت من زيارة للولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية لتجنب المرض، دافعت الصين عن احتجازها العشرات من الرعايا المكسيكيين بسبب المخاوف من فيروس أنفلونزا الخنازير، ونفت أن يكون التمييز هو الدافع وراء ذلك، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن خطوات العزل إجراء صحيح وليس تعصبا. كما أعلنت الأرجنتين عن تمديد تعليق الرحلات الآتية من المكسيك.
