ما زالت تبعات انتصار المقاومة فى غزة تتوالى، ومع كل يوم تتكشف حقائق الرعب الذى سكن قلوب الصهاينة جراء ضربات المقاومة الموجعة. حيث أثار قرار الحكومة الإسرائيلية بتقديم حزمة من الحوافز السخية لما باتت تعرف بمستوطنات غلاف غزة، موجة من الانتقادات لدى رؤوساء بلديات هذه المستوطنات بعد استثنائهم من هذه الحوافز كعسقلان، وأسدود، في حين يرى البعض الآخر أن الحوافز سخية إلا أن الحكومة قد تأخرت في ذلك. وبحسب خطة الحكومة الإسرائيلية، فسيتم تقديم مبلغ 600 مليون شيكل كخطط دعم لمستوطنات الغلاف ضمن خطة شاملة تصل تكلفتها النهائية إلى 1.5 مليار شيكل على أن تمتد هذه الخطة على مدار 5 سنوات. لكن رغم هذه المحفزات إلا أن مسئول البناء الجديد في كيبوتس "ناحال عوز" شرقي غزة "غور كاتس"، بدا متشائما من إمكانية وجود طلب على السكن في هذه المنطقة الخطرة قائلا: "هل ستأتي عائلات للسكن هنا؟" وأجاب على سؤاله قائلا: "لن يأتي الكثير من الناس إلى هنا لو أعطيتهم أموال الدنيا وليس لأجل بيت ب 300 ألف شيكل ، صحيح أن هذا الثمن نادر ولكن موقع المنطقة صعب ". وأشار إلى أن وضع مستوطنات الغلاف صعب جدا جدا، فالمستوطنين يغادرون بسبب انعدام الأمن، مشيراً إلى أن البيوت التى من المقرر تشييدها ستكون محمية من شظايا الصواريخ والهاون وداخلها غرف آمنة بحسب مواصفات الجبهة الداخلية. ولفت إلى أن المرحلة الأولى ستشمل بناء من 60-100 منزل في كيبوتسات الغلاف، منوهاً إلى أن السؤال الملح حالياً يكمن في كيفية تمويل بناء هذه المنازل فتكلفة البناء وحدها حوالي 70 مليون شيكل وذلك دون الحديث عن ثمن الأرض. بدوره، عقب رئيس مجلس مستوطنات "سدوت نيغيف" تمير عيدان على قرار الدعم الحكومي قائلاً: "إن السكن في مستوطنات الغلاف كان مقصد الكثيرين قبل العملية العسكرية ولكن الوضع اليوم مختلف تماماً قائلاً إنه سينتظر ليرى نسبة الطلب على البيوت في هذه المرحلة". وأبدى عيدان من مخاوفه أيضاً من تباطؤ الحكومة في تنفيذ هذه الحزمة من الحوافز، بسبب الإجراءات البيروقراطية، متهماً وزارات الحكومة بالحديث كثيراً وبالفعل القليل قائلاً: عندما تتحدث الحكومة عن البدء الفوري بتطبيق هذه الخطة فذلك يعني أنها ستبدأ بعد عام إلى عام ونصف وتجربتنا معهم تثبت ذلك ". وفي نفس السياق كشفت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية الإسرائيلية عن نية الحكومة اقتطاع مبلغ 250 مليون شيكل من أموال الدعم لصالح بناء من 300-400 منزل يتم تسويقها للبيع بثمن أقل من ثمن التكلفة وهو 300 ألف شيكل للبيت وذلك لتشجيع الإسرائيليين على السكن في هذه المستوطنات في حين بلغ ثمن البيت قبل الحرب 700 ألف شيكل . وعلى مدار 51 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بدأ في 7 يوليو، ردت المقاومة الفلسطينية بقصف مستوطنات غلاف غزة بمئات القذائف ما أدى لمقتل وجرح العشرات، كما هرب الآلاف من المستوطنين بعد تهديد كتائب القسام بإخلاء المستوطنات.