سعى الانقلابيون إلى وئد جرائمهم عن طريق حرق الجثث و قتل الصحفيين و كل من حاول نقل جرائمهم بحق معتصمى (رابعة والنهضة)، ولكن لعنة الدماء ظلت تطارد أصحابها، وقد أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2014 تقريرًا مفصّلا عن مجزرتى "رابعة العدوية والنهضة" وصفت فيه ما حدث بأنه أمر غير مسبوق فى التاريخ العالمى من قتل لهذا العدد من المتظاهرين. وأكد التقرير أن "السلطات المصرية فى فض رابعة العدوية احتجزت المتظاهرين لمدة 12 ساعة حتى الغروب، فى حين كانت قوات الأمن تمطرهم بالرصاص والقناصة يطلقون النار من أسطح البنايات المجاورة ومن المروحيات" من جانبه أكد الباحث عمر شاكر - معد تقرير "هيومن رايتس ووتش" فى المؤتمر الصحفى، الذى عُقد ببيروت، لعرض تقرير المنظمة حول فض "رابعة"- أن "الأدلة الموجودة لدى المنظمة كافية لمحاكمة الأشخاص المسئولين عن تلك الجرائم الجماعية، مطالبا بفتح تحقيق دولى، حول تلك الجرائم". وقال شاكر: "شاهدنا جميعا ووثَّقنا جرائمَ قتلٍ ممنهج معتمد، وكان هناك سياسة دولة تمارس القتل الجماعى، والأدلة التى لدينا هى أساس لقضايا جرائم ضد البشرية". وحول دقة التقرير، قال شاكر: "إن التقرير استند على أدلة استمر جمعها لمدة عام كامل، وشارك فيه عدد كبير من الباحثين"، مضيفا: "كان هناك ست حوادث قتل جماعى متتالية، والكثير من موظفى المنظمة شاركوا فى التحقيق، بالإضافة إلى خبراء فى الأسلحة، وخبراء قانونيين دوليين، وبحثنا فى الأدلة التى قمنا بجمعها". وأضاف شاكر "أعتقد أنه كان هناك نوايا لقتل جماعى، والدليل أنه فى الثامن من يوليو 2013 قتل 60 متظاهرًا أمام الحرس الجمهورى، وبعدها بأيام قتل 6 متظاهرين فى نفس المكان، واستمر القتل فى أحداث المنصة، حيث قتل العديد بعد دعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، وبعد ذلك كانت هناك دعوات إعلامية وحكومية لفض اعتصام رابعة بالقوة، وانتهت بالطبع بتلك المجزرة البشعة التى تعتبر مجزرة ضد الإنسانية". وحول أعداد القتلى التى تم حصرها فى مجزرة رابعة، قال شاكر: "ما تم حصره هم 850 شخصا قتلوا فى تلك المجزرة، وكان هناك 270 اسما إضافيا تأكدنا أيضا من قتلهم، ولكن لم نتأكد من حصرهم بشكل كامل، لكننا نعتقد أن العدد يتجاوز ألف شخص على الأقل، لكننا واجهنا صعوبة فى حصر الأعداد؛ بسبب قيام قوات الأمن بإغلاق ميدانى (رابعة العدوية والنهضة)، بعد تلك الواقعة مباشرة واستمر الإغلاق لعدة أيام، ولم يكن لدينا إمكانية للوصول إلى الجثث". لكن محمد إبراهيم وزير الداخلية الانقلابى صرح بعدها بأيام، وقال: "إن الآلاف فقدوا فى فض الاعتصام، ما يعنى أن هناك آلاف من القتلى".