في مهزلة جديدة تؤكد سعي النظام المصري إلى ضرب القوى السياسية المصرية المعارضة عبر استخدام سياسة فرق تسد، شهد حزب الغد مساء أمس الخميس أحداثًا مأساوية تمثلت في قيام عشرات المؤيدين لجبهة موسى مصطفى - المؤيدة لمبارك - بمحاولة اقتحام مقر الحزب الكائن بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة وعلى رأسهم موسى مصطفى ورجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب، واستخدم المهاجمون قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة، الأمر الذي أدى إلى نشوب الحريق في مقر الحزب الكائن فوق محلات جروبي بميدان طلعت حرب، وأصيب عدد من الأشخاص بينهم سيدات في مقر الحزب بالاختناق وإصابات أخرى طفيفة. بيان الحزب فيما ذكر بيان صادر عن حزب الغد هجوم مجموعة من البلطجية التابعين للأمن صباح الخميس 6 نوفمبر 2008 مقر حزب الغد بميدان طلعت حرب وحاولوا إقتحام المقر لإفساد إنعقاد الجمعية العمومية ورشقوا المقر بالحجارة والزجاجات الحارقة مما أدى لإشتعال النيران بالمقر والتى أتت على معظم محتوياته وسط تواطؤ أمنى واضح، وحتى الآن لم يتم حصر الخسائر المادية والبشرية. وقال شهود عيان إن سحب دخان كثيفة إرتفعت فوق مبنى مكون من عدة طوابق يضم مقر الحزب الذي أسسه نور، وأضافوا أن النار امتدت إلى الطابق الذي يعلو مقر الحزب لكن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق بعد حوالي 45 دقيقة من اندلاعه. وقال العضو القيادي وائل نوارة إن حوالي مائتي عضو بالجناح الموالي لنور كانوا يعقدون اجتماع الجمعية العمومية حين هوجموا بالزجاجات الفارغة والحجارة من قبل مناوئين لنور، مشيرا إلى أن النيران أتت على محتويات المقر تماما. وفي حوالي الساعة السادسة مساء، أقدمت قوات الأمن على اختطاف عدد من شباب حزب الغد الذين جاءوا للتضامن مع المحاصرين داخل الحزب وآخرين من حركة 6 أبريل على رأسهم ضياء الصاوي أمين الشباب بحزب العمل وأفادت آخر الأنباء أنهم قد رحلوا إلى نيابة قصر النيل التابعة لمحكمة جنوبالقاهرة المهزلة تمت بعلم الأمن وموافقته ووقع الحادث رغم علم الأجهزة الأمنية والسياسية بالترتبيات العلنية للصدام الخطير من خلال إبلاغ الطرفين للنيابة العامة والأجهزة الأمنية ضد بعضهما البعض، حيث هدد موسى مصطفى باقتحام مقر الحزب عنوة للسيطرة عليه أيا كانت العواقب، كما تقدم يوم الأربعاء ببلاغ للنائب العام يخلى فيه مسئوليته عن أية أحداث يمكن أن تحدث يوم الخميس عندما يتوجه هو وأنصاره لتسلم المقر. بالمقابل كانت جميلة إسماعيل زوجة ايمن نور قد دعت لجمعية عمومية لجبهة أيمن نور للاجتماع في المقر لاختيار زعيم جديد للحزب خلفا لإيهاب الخولى وهو ما يؤكد إن الطرفين كانا يستعدان للصدام يوم الخميس هذا وقد استمر الحريق لما يقرب من ساعة والتهم جميع المفروشات والأثاث بالحزب بعد أن ألقى عدة أشخاص بالمولوتوف والزجاجات الحارقة التي أحرقت عدد من السيارات في الشارع ورفضت جميلة إسماعيل وعدد من أنصارها الخروج للشارع وترك مقر الحزب الذي كان يستخدمه زوجها كمكتب محاماة قبل إنشاء الحزب. وقد امتدت السنة اللهب الى الخارج المقر الذي يشغله الحزب مما هدد بالامتداد للإدارة العليا في المبنى، فيما نقلت سيارات الإسعاف أربع سيدات وعدد من الرجال الذين أصيبوا باختناق في مقر الحزب فيما قامت قوات الأمن بعمل كردون حوله. وكان موسى مصطفى وحليفه رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب قد نظموا مظاهرة في ميدان طلعت حرب وتزعموا فيها مؤيديهم وأنصارهم ورددوا الهتافات المنددة بأيمن نور المسجون في ليمان طرة وقد اتهمت جميلة إسماعيل من أسمتهم بالبلطجية والمسجلين خطر بالتعدي على مقر الحزب وإحراقه بالمولوتوف والزجاجات الحارقة. وقد أصدر النائب العام قرارا بتكليف فريق للتحقيق وإجراء المعاينة للمقر الذي احترق وإعداد تقرير وتسليمه للنيابة والتحفظ على كل ما تبقى من أثار المقر واستدعاء عدد من الشهود للإدلاء بأقوالهم وكانت جميلة إسماعيل قد قدمت قبل يومين الى قسم قصر النيل وحررت محضر تحت رقم 6734 ضد موسى مصطفى ورجب حميدة وآخرين وطالبت باستدعائهم واخذ التعهد اللازم منهم بعدم التعرض لها والمقر الحزبي بعد أن ترددت شائعات بان موسى مصطفى ورجب هلال حميدة سيحشدون أنصارهم يوم الخميس لمنع جميلة إسماعيل وأنصار ايمن نور من عقد الجمعية العمومية لاختيار رئيس للحزب خلفا لإيهاب الخولي وهذا وتتردد أنباء عن قيام قوات الأمن باعتقال إيهاب الخولي رئيس حزب الغد السابق أثناء تلقيه العلاج من آثار الهجوم بالمستشفى إضافة إلى عدد من قيادات الحزب.