حملت دورية فورين بوليسى الأمريكية، موسى مصطفى موسى، ورجب هلال حميدة، المسيطرين على مقاليد حزب الغد حالياً في تراجع وضعف الحزب المعارض بالإضافة إلى تهميش دوره في المشهد السياسي المصري الذي يشهد هذه الأيام زخما متناميا. وقالت الدورية الأمريكية، إن ما آل إليه حزب الغد حالياً يعد أكبر دليل على قدرة النظام المصرى على تهميش منافسيه، فلم يعد ذلك الحزب بقوته التى كانت واضحه فى انتخابات 2005. وأشارت فورين بوليسى إلى انقسام حزب الغد بين جبهة مؤسسه أيمن نور، وجبهة موسى مصطفى موسى، زاعمة أن الأخير وثيق الصلة بالنظام الحاكم ويرشح فى انتخابات الشعب المقبلة 31 من أعضائه فى مختلف الدوائر الانتخابية، ومن ثم فهناك حالة واسعة من الارتباك بين الناخبين المصريين والمحللين بواشنطن. الحزب مستهدف من النظام وعن نشأة حزب الغد، قالت فورين بوليسى، إن الحزب منذ ولادته وحتى حبس أيمن نور على خلفية اتهامه بتزوير توكيلات الحزب، تعرض للاستهداف من النظام عبر إثارة الفتن فى صفوفه. رجب حميدة نقل معلومات تخص الحزب للأجهزة الأمنية وأوضحت، أن رجب هلال حميدة بصفته من قياديى حزب الغد، عزز علاقته بأجهزة الأمن من خلال نقل معلومات عن أنشطة الحزب، وبعد اعتقال نور أصبح حميدة شخصية مهمة جداً فى محاولة النظام لتدمير الحزب، حسبما ذهبت الصحيفة. موسى " في خدمة" النظام وطالت اتهامات فورين بوليسى موسى مصطفى موسى، وقالت إنه كان أيضاً شخصية حيوية فى جهود النظام، فرجل الأعمال المليونير الذى خدم أخاه فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى وشقيق زوجته كنائب بالبرلمان عن الحزب الحاكم أيضاً، كان فى الخارج وقت اعتقال نور، وبمجرد عودته، قامت أجهزة الأمن بالتحقيق معه فى المطار طوال 3 أيام، وعندما أطلق سراحه سعى موسى إلى الاستيلاء على الحزب. وتضيف الصحيفة، كانت حملة نور وخطابه الليبرالى والحشود الكبيرة، التى تدفقت لانتخابه، لافتة للمجتمع الدولى وحتى بعد هزيمته بفارق كبير عن الرئيس مبارك، توقع العديد من المراقبين أنه سيقود المعارضة الليبرالية النشطة للضغط من أجل مزيد من الإصلاح. ولكن هذا التفاؤل الدولى تجاهل الواقع السياسى فى القاهرة، وبعد انتهاء الانتخابات مباشرة، طرد نور كلاًَ من موسى وحميدة من الحزب، لكن الرجلين لم يهدءا حتى قاما بعقد مؤتمر تحت راية الحزب، وتم تعيين موسى رئيساً له، وأشار بولائه الكامل للنظام من خلال الدعوة للتوريث، وفى الانتخابات البرلمانية من ذات العام لم ينجح سوى حميدة، الذى كان انتخابه مكافأة من النظام. وترى "فورين بوليسى" أن الحكم بإدانة نور بتهمة التزوير وسجنه خمس سنوات فى ديسمبر 2005، جاء ليقضى على آخر أمل فى الحركة الليبرالية، حيث فر كثير من أنصار نور من الحزب، وبدأ موسى وحميدة ترسيخ موالتهم للنظام تحت راية حزب الغد. المجلة: التصويت للغد يعنى التصويت لحزب مؤيد للنظام وتؤكد المجلة، أنه فى الواقع، رغم إن معظم المصريين مازالوا ينسبون الغد لأيمن نور ورسالته المؤيدة للديمقراطية، لكن التصويت للغد يعنى التصويت لحزب مؤيد للنظام. وتختتم فورين بوليسى المقال بقولها، رغم محاولات نور لاستعادة الغد وقيامه بجولات فى البلاد للضغط من أجل الإصلاح وإقامة مؤتمرات صحفية لترويج خططه لحزب الغد بما فيها مقاطعة الانتخابات، لكن نور ليس لديه أى سلطة لتنفيذ مقاطعة حزب الغد للانتخابات. الاستقرار فى المنطقة على حساب الديمقراطية وتضيف، يبدو أنه بعد خمس سنوات من أجندة الحرية، عادت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها إلى ما شجبته من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس: "الاستقرار فى المنطقة على حساب الديمقراطية".