«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا بنديكت(212)
نشر في الشعب يوم 29 - 09 - 2006


بقلم: أد يحيي هاشم حسن فرغل


لم يكن اعتذارا من البابا.. وعن أي شيء يعتذر وهو إنما يخضع جبرا لطبيعة فيه و " ما بالطبع لا يتخلف " كما هي القاعدة العقلية المسلمة ، قد يتخلف "المكتسب " ، لكن الطبع يثبت نفسه دائما ، فالواحد لا يمكنه أن يكون اثنين أو ثلاثة ، ربما يمكنه أن يكون طويلا أو قصيرا أو أبيض أو أسود ، من الصفات المكتسبة ، لكن الأمور الذاتية لايمكن إلا أن تعلن عن ذاتها ، ولو تظاهر صاحبها - كذبا - بغير ما هو عليه ، فالإناء ينضح بما فيه ، ولسوف ينضح ،بما فيه ولسوف يستمر ينضح بأسوأ ما فيه ، ومن الخير أن يستمر ينضح بما فيه بغير تستر أو غطاء ...
إن هجوم البابا على الإسلام ليس إلا حلقة صغيرة من سلسلة طويلة من تهجم المبشرين على ذاتية الإسلام لها سوابقها وتوابعها وروافدها من أسلحة الطغاة .
وليس اقتحامهم لهذه الذاتية إلا من خلال قناة العلمانية المفتوحة لكل أشكال الكيد للإسلام من تبشير وصهيونية وطائفية . بدعم تنفيذي مشهود من وزارات الثقافة والإعلام والفنون
ويكفى أن نذكر ما حدث بغطاء علماني ملخصه أن " الدين لله والوطن للغزاة " !! .
وإذا كان الدين لله فافسحوا الطريق للتبشير كما يفسح للصهيونية والطائفية !! وعملاء الاستعمار!!
وهو على كل حال تمهيد للتنوير ومقاومة " للإرهاب " في معادلته الذائعة مع " الظلامية" و" الإسلامية "
ويتجه التبشير إلى أبعد الأماكن مظنة استهداف في هذا الاقتحام
الجزيرة العربية ..
الأزهر
وهكذا ..
...لقد كان اهتمام الدول الاستعمارية بمنطقة الخليج العربي - ومايزال - مرتبطاً أشد الارتباط بالنشاط التنصيرى ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك القرار الذى أصدره لويس الرابع عشر عام 1679 بتعيين كبير دير الكراملة بالبصرة قنصلاً فرنسياً بها وما تلا ذلك من تتابع أحد عشر قسيساً فى القيام بواجبات القنصل فى البصرة بين عامى ( 1679 1739 ) (1) .
وعندما تأسست " الإرساليات العربية الأمريكية عام 1889م أكد القس صمويل زويمر و " جيمس كانتين " كما يقولان ( أن للمسيح الحق فى استرجاع الجزيرة العربية ) !!!
وادعيا أن الدلائل التى تجمعت لديهما تؤكد أن المسيحية كانت منتشرة فى هذه البلاد فى بداية عهدها ، لهذا كما يقولان ( فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية . ) هكذا (!!!)
وعندما وصل زويمر إلى البحرين حوالى عام 1310 ه ( بدأ يتصل بالناس فى الأسواق ويناقش الشباب منهم فى أمور الدين ، وكان يحادثهم باللغة العربية فقد كان يجيدها ، وبدأ يتحسس فيهم ميولهم وآمالهم ... ويقول لهم : إنه جاء إليهم فى بلادهم ضيفا عليهم ، وإذا لم يقبلوه فهو ضيف الله ... وكانوا يقولون له : أنت ضيف إبليس وبقى هذا اللقب عالقا به طوال تردده على البحرين بعد ذلك . ) (2) .
وعندما ضاقت عليه أرض البحرين ورفض الحاكم أن يثق بتعهداته استعان فى عام 1899 بالمقيم السياسى البريطانى الكولونيل " ميد " فى إلزام الحاكم بإجابة طلباته لكنه لم ينجح ، ولكنه أعاد الكرة ( عام 1901) فنجح هذه المرة فى أن يشترى ويضم أو يتسول قطعا من الأرض يضمها إلى مشروعه وما أن حل عام 1906 حتى كانت جميع المبانى الملحقة قد اكتملت مكونة المركز العام للإرسالية فى البحرين (1) وكانت هذه هى المحطة الثانية للتبشير فى المنطقة بعد محطة البصرة " .
ثم اتجه زويمر بعد ذلك إلى مسقط ، وكتب زويمر عنها يقول : ( منذ بعض الوقت ومسقط تقدم فرصة مفتوحة لنشر الإنجيل ... والعرب مستعدون للقدوم إلى منزلى لمناقشة الأمور الدينية إذا دعوتهم ... والكتب المقدسة تباع فى معظم الأماكن ، وتقرأ فى السوق أو فى المقهى . ) وعلى العموم لم يواجه هذا الغزو أية مشاكل تذكر فى مسقط فى تلك الأيام بسبب وجود الحماية البريطانية ووجود قنصل أمريكى استخدم حمايته لمتابعة هذا الغزو .
وهكذا اتجهت محاولات الغزو من البصرة إلى البحرين إلى مسقط ، إلى الساحل الشمالى ، إلى قطر ، إلى الكويت ، على تفاوت فى درجات الفشل والنجاح فى هذه المناطق ، ولكنها فى جميع الأحوال كانت شديدة الارتباط بالسلطات الاستعمارية وكان إخفاقها أو نجاحها مرتبطاً بمدى ظهور أو اختفاء هذه الرابطة الاستعمارية ، ذلك لأنه كما يقول الأستاذ سعيد حارب : كان هذا الارتباط الظاهر يؤدى إلى ابتعاد سكان الخليج العربى عن نشاط هذه الإرساليات بعد الاستقلال وانتشار الروح الوطنية المستقلة عن أية تبعية ، وكان بقاء الإرسالية فى عملها يعنى بقاء صورة من الماضى الاستعمارى ، فرأت العقلية التنصيرية ( الغازية ) أن تطوى هذه الصفحة لتبدأ بعدها صفحات أخرى تكون ذات ملامح وأساليب جديدة تتفق مع المتغيرات التى حدثت بالمنطقة . )
ثم يقول سعيد حارب : ( إن واقع التنصير فى منطقة الخليج العربى يهدد المنطقة بأسرها فخطورة هذا النشاط لا تتوقف عند الخليج بل تتجاوز إلى بقية أجزاء الجزيرة العربية التى هى الهدف الرئيسى للتنصير ) (1) .
ثم يقول الأستاذ سعيد حارب بعد أن يشير إلى النشاط التبشيرى العام الموجه إلى المسلمين فى جميع بلاد آسيا وأفريقيا : ( إن الهدف الرئيسى لم يكن غائباً لحظة عن دعاة التنصير . فمكة المكرمة هى الهدف ( كذا !!! ) والجزيرة العربية هى الطريق الى ذلك ، والخليج هو البداية التى يلج فيها التنصير إلى مكة المكرمة ، كما يصفه ... زويمر . )(2) .
***
لقد جاء فى تقرير اللجنة الثالثة من لجان مؤتمر أدنبرج التبشيرى الذى عقد عام 1910 :( اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى فى عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التى أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجع إلى تأثير العمل المشترك الذى قامت به دول أوربا كلها)(3) .
ولما انتهت اللجنة السابقة من لجان المؤتمر المذكور من أعمالها قال " اللورد بلفور " رئيس الشرف : ( إن المبشرين هم ساعد لكل الحكومات فى أمور هامة ولولاهم لتعذر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات ، وعلى هذا فنحن فى حاجة إلى لجنة دائمة يناط بها التوسط والعمل لما فيه مصلحة المبشرين فأجيب اللورد إلى اقتراحه ) (1) .
ويقول شنكال رئيس غرفة التجارة فى همبرج تعليقاً على أهمية هذا المؤتمر : ( إن نمو ثروة الاستعمار متوقف على أهمية الرجال الذين يذهبون إلى المستعمرات ، وأهم وسيلة للحصول على هذه الأمنية إدخال الدين المسيحى فى البلاد المستعمرة لأنه هو الشرط الجوهرى للحصول على الأمنية المنشودة حتى من الوجهة الاقتصادية ) (2) .
وجاء فى قرار المؤتمر المذكور ( إن ارتقاء الإسلام يتهدد نمو مستعمراتنا بخطر عظيم ، والمؤتمر يشير على الذين فى أيديهم زمام المستعمرات أن يقاوموا كل عمل من شأنه توسيع نطاق الإسلام وأن يزيلوا العراقيل من طريق انتشار النصرانية ، وأن ينتفعوا من أعمال إرساليات التبشير التى تبث مبادىء المدنية . ) (3) .
أما فى مؤتمر لكنو التبشيرى الذى عقد عام 1911 فقد جاء فى ختام تقرير للقس سيمون عن حركة الجامعة الإسلامية فى ماليزيا :
( إن العامل الذى جمع هذه الشعوب وربطها برابطة الجامعة الإسلامية هو الحقد الذى يضمره سكان البلاد للفاتحين الأوربيين (!!) { هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين } ولكن المحبة التى تبثها إرساليات التبشير النصرانية ستضعف هذه الرابطة وتوجد روابط جديدة تحت ظل الفاتح الأجنبى ) (4) .
وجاء فى ختام تقرير القس ينغ فى مؤتمر لكنو المذكور عن الانقلابات السياسية فى جزيرة العرب : ( إنه قد أزف الوقت لارتقاء العالم الإسلامى وسيدخل الإسلام فى شكل جديد من الحياة والعقيدة ، ولكن هذا الإسلام الجديد سينزوى فى النهاية ويتلاشى أمام النصرانية . ) (1) .
ومن الغريب حقا كما يقول الدكتور سعيد إسماعيل على أن تمتد يد المبشرين حتى إلى داخل الجامع الأزهر ، نعرف ذلك من رسالة أرسلها طالب طرابلسى كان يدرس فى الأزهر فى وقت غير بعيد جداً إلى مجلة الفتح العدد 64 حيث ذكر أنه بينما كان جالسا بالأزهر يراجع دروسه إذا بطائفة من المبشرين يدخلون الأزهر ، وما كادوا يصلون الصحن حتى تفرقوا فى أنحائه ، وذهب كل واحد منهم إلى ناحية كعادة موزعى الاعلانات ، فعلم أن فى الأمر شيئاً ، وقام من مجلسه لعله يعرف السبب الذى دعاهم إلى الانتشار على خلاف المعتاد ، وما هو إلا أن لقيه بعضهم فدفع إليه بكتاب من الكتب ، عنوانه " النجدين " يدور حول الكيفية التى يصير بها المسيحى مسلماً والتى يعتنق بها المسلم المسيحية ، والهدف الأخير كان هو المقصود بالطبع ، فذهب الدارس إلى بعض أولى الأمر فى الأزهر ، محتجا على ترك هؤلاء يدخلون المسجد .
كذلك كشف أحد دارسى الأزهر أن الجامعة الأمريكية وزعت مرة بجوار الأزهر منشورات تدعو فيها طلاب العلم للاعتناء بمحاضرتها ، فلبى عدد من الأزهريين ( حسنى النية ) دعوتها ، وملأوا قاعة المحاضرات حتى ازدحمت بهم وكأن الدعوة لم تصل إلا للأزهرى فيما يقول صاحب الرواية ، بالإضافة إلى عدد قليل من غيرهم وكانت المحاضرة باللغة الإنجليزية التى لا يعرفها الأزهريون (!) ، ومن هنا كانت الجامعة تستعين بمترجم ينقل معناها إلى المستمعين ، يقول صاحب الرواية : إنهم فوجئوا بالمحاضر يبشر ويوجه إلى الإسلام تهما خبيثة ، حتى تبرموا واعتذر المترجم بأنه ناقل فحسب .
وكما يقول الدكتور سعيد إسماعيل على الذى ننقل عنه ماسلف ( كان نشاط المبشرين يتعاظم وبدأت الشكاوى وصيحات الاحتجاج ترتفع من كل مكان فكان لابد للأزهر من أن يتخذ موقفاً حازماً ، فاجتمعت لأجل ذلك هيئة كبار العلماء برئاسة شيخه فى 26/6/1936 ، وعرض فى الاجتماع ما استفاضت به الأخبار من قيام المبشرين بتنصير أبناء المسلمين فى مختلف الجهات بما يتخذون من وسائل الحيل والفنون والإغراء تارة وضروب العنف والإرهاب أخرى . وبعد البحث والمداولة قررت الهيئة انظر مجلة نور الإسلام ربيع أول 1352 ه مطالبة الحكومة بأن تسن تشريعا حازماً يجتث بذور هذا الفساد ، ويستأصل شأفة هذا المرض الوبيل القتال ، كى يطمئن المسلمون على دينهم وكى يكون أولادهم وإخوانهم وأقاربهم فى مأمن .) (1)
ولا جدال فى أن دور الاختراق الفكرى قد فاحت رائحته الكريهة فى هذه المؤتمرات وذلك النشاط كما لاشك أن ذلك يتم بالمخدر العلماني الأقوى : استبعاد الدين .واستبعاد الدين هنا مقصود به " الدين الإسلامى " بخاصة ، وإذن ، فالعلمانية موظفة لدور تآمرى ملوث .
يقول القس اكسنفلد فى مناقشة له بمؤتمر أندنبرج التبشيرى الذى أشرنا إليه سابقاً وذلك بعد أن أشار إلى ( أن الخطر الإسلامى صار أمره معروفاً عند الجميع ... ) {هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين} قال : إن الحكومة لابد لها من القيام بتربية الوطنيين المسلمين فى المدارس العلمانية مادام هؤلاء المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية ... ) (2) .
وهنا يكون من الواضح أن العلمانية وإن كانت تستبعد الدين إلا أنها تجد فى الدين المضاد حليفاً طبيعياً يشاركها فى العمل على تحطيم الدين الأصلى السائد .
&&&
إن العاملين فى مجال الإساءة للإسلام وفي مقدتهم البابا بنديكت هم رأس حربة لثالوث متداخل الأركان : الاستعمار والتبشير والعلمانية . ثم انظر بعدُ تحت أى حذاء من أحذية هذا الثالوث تجد البابا وتحت أي حذاء آخر تجد من يسمون أنفسهم دعاة الإسلام الجديد " !!!
وللقارئ أن يعيد قراءة هذه الوثائق ليتأكد من صحة استخلاصنا لسمات هذ الثالوث منذ نشأته حتى اليوم حيث نجد :
· النزعة الاستعمارية في صميم التبشير في إعلانهم ما يسمونه استرجاع الجزيرة العربية ( أن للمسيح الحق فى استرجاع الجزيرة العربية ) !!!
· تزييف التاريخ في قولهم : (( فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية . ) هكذا (!!!)
· التحالف المباشر بين التبشير والحركة الاستعمارية في قولهم : ( إن المبشرين هم ساعد لكل الحكومات فى أمور هامة ولولاهم لتعذر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات )
· والرأسمالية في قولهم : (إن نمو ثروة الاستعمار متوقف على أهمية الرجال الذين يذهبون إلى المستعمرات ، وأهم وسيلة للحصول على هذه الأمنية إدخال الدين المسيحى فى البلاد المستعمرة )
· التسلل النفاقي من خلال المشاعر الإنسانية.. يقولون لمن يصدهم : ( : إنه جاء إليهم فى بلادهم ضيفا عليهم ، وإذا لم يقبلوه فهو ضيف الله ...!!)
· الاختباء بين أعطاف ما يسمونه " ارتقاء الإسلام " في قولهم ( إنه قد أزف الوقت لارتقاء العالم الإسلامى ) !!
· طرح ما يسمونه " الإسلام الجديد " في قولهم ( وسيدخل الإسلام فى شكل جديد من الحياة والعقيدة ، ولكن هذا الإسلام الجديد سينزوى فى النهاية ويتلاشى أمام النصرانية . )"
· التحالف مع " العلمانية " في قولهم : ( إن الحكومة لابد لها من القيام بتربية الوطنيين المسلمين فى المدارس العلمانية مادام هؤلاء المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية ... ) (2) .
· الاختباء في أروقة المؤسسات التعليمية من المدارس الثانوية و" الجامعة الأمريكية " في قولهم : ( اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى فى عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التى أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجع إلى تأثير العمل المشترك الذى قامت به دول أوربا كلها )
· محاولة التسوية بين المقاومة و ما يسمونه " الحقد " " الإرهاب " ضد أوربا " الفاتحة في قولهم : " ( إن العامل الذى جمع هذه الشعوب وربطها برابطة الجامعة الإسلامية هو الحقد الذى يضمره سكان البلاد للفاتحين الأوربيين (!!)
· إشاعة الخوف من الإسلام " فوبيا الإسلام " في قولهم : ( أن الخطر الإسلامى صار أمره معروفاً عند الجميع ... ) {هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين}
· وقاحة اقتحام المؤسسات الإسلامية الأصيلة " الأزهر حيث ( كشف أحد دارسى الأزهر أن الجامعة الأمريكية وزعت مرة بجوار الأزهر منشورات تدعو فيها طلاب العلم للاعتناء بمحاضرتها ، فلبى عدد من الأزهريين دعوتها ، وملأوا قاعة المحاضرات حتى ازدحمت بهم ) إلخ القصة في بداية القرن العشرين
· الهدف مكة المكرمة (الخليج هو البداية التى يلج فيها التنصير إلى مكة المكرمة .. . )(2)

{هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين
· فهل هناك جديد تحت شمس البابا بنديكيت ؟!!
والمطلوب إذن أن نفهم ، لكن لا على هوى " البنديكيت " المبشر الكاثوليكي الجامح .

(1 أنظر سعيد حارب فى كتابه ( الخليج العربى أمام التحدى العقدى . ) ص 47 نقلاً عن دليل الخليج لوريمر ج، 6 ، ص 342.)
(2) المصدر السابق نقلاً عن المؤرخ البحرينى مبارك الخاطر فى كتابه ( القاضى الرئيسى الشيخ قاسم بن مهزع ) .
(1) المصدر السابق 59 61 .
(1) المصدر السابق من ص 70 إلى ص 75 .
(2) المصدر السابق ص 74 .
(3) كتاب الغارة على العالم الإسلامى تأليف أ.د شاتليه ترجمة مساعد اليافى ومحب الدين الخطيب ، القاهرة ، المطبعة السلفية / عام 1350 ه ، ص 72 .
(1) الغارة على العالم الإسلامى السابق ص 78 .
(2) المصدر السابق ص 80 .
(3) المصدر السابق ص 82
(4) المصدر السابق ص 105 .
(1) المصدر السابق ص 112 .
(1) انظر كتاب دور الأزهر فى السياسة المصرية ص 309 310 .
(2) كتاب الغارة على العالم الإسلامى ص 82 .
(2) كتاب الغارة على العالم الإسلامى ص 82 .
(2) المصدر السابق ص 74 .

yehia_hashem@ hotmail .com
www.maktoob.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.