«التضامن» تقر إضفاء صفة النفع العام على جمعيتين بمحافظتي الشرقية والإسكندرية    قفزة في سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية اليوم    عيد ميلاد السيسي ال 71، لحظات فارقة في تاريخ مصر (فيديو)    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025.. استقرار في مستهل التداولات بعد هبوط ملحوظ    السيسي وقرينته يستقبلان رئيس كوريا الجنوبية وحرمه    أسعار الخضروات اليوم الخميس 20 نوفمبر في سوق العبور    لمدة 5 ساعات.. فصل التيار الكهربائي عن 17 قرية وتوابعها بكفر الشيخ اليوم    البنك المركزي يعقد اجتماعه اليوم لبحث سعر الفائدة على الإيداع والإقراض    ترامب يعلن عن لقاء مع زهران ممداني الجمعة في البيت الأبيض    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    شبورة كثيفة تضرب الطرق والزراعية والسريعة.. والأرصاد تحذر من انخفاض مستوى الرؤية    شبورة كثيفة تؤثر على بعض الطرق.. والأرصاد تحذر السائقين من انخفاض الرؤية    موظفة تتهم زميلتها باختطافها فى الجيزة والتحريات تفجر مفاجأة    الاستعلام عن الحالة الصحية لعامل سقط من علو بموقع تحت الإنشاء بالتجمع    شبورة كثيفة وانعدام الرؤية أمام حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    حلقة نقاشية حول "سرد قصص الغارمات" على الشاشة في أيام القاهرة لصناعة السينما    هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات    وزير الصحة يناقش مستجدات العمل بجميع القطاعات خلال الاجتماع الدوري للقيادات    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    الفراخ البيضاء اليوم "ببلاش".. خزّن واملى الفريزر    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    شوقي حامد يكتب: الزمالك يعاني    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    أضرار التدخين على الأطفال وتأثيره الخطير على صحتهم ونموهم    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    فلسطين.. قصف مدفعي وإطلاق نار من قوات الاحتلال يستهدف جنوب خان يونس    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    المطربة بوسي أمام المحكمة 3 ديسمبر في قضية الشيكات    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا بنديكت(212)
نشر في الشعب يوم 29 - 09 - 2006


بقلم: أد يحيي هاشم حسن فرغل


لم يكن اعتذارا من البابا.. وعن أي شيء يعتذر وهو إنما يخضع جبرا لطبيعة فيه و " ما بالطبع لا يتخلف " كما هي القاعدة العقلية المسلمة ، قد يتخلف "المكتسب " ، لكن الطبع يثبت نفسه دائما ، فالواحد لا يمكنه أن يكون اثنين أو ثلاثة ، ربما يمكنه أن يكون طويلا أو قصيرا أو أبيض أو أسود ، من الصفات المكتسبة ، لكن الأمور الذاتية لايمكن إلا أن تعلن عن ذاتها ، ولو تظاهر صاحبها - كذبا - بغير ما هو عليه ، فالإناء ينضح بما فيه ، ولسوف ينضح ،بما فيه ولسوف يستمر ينضح بأسوأ ما فيه ، ومن الخير أن يستمر ينضح بما فيه بغير تستر أو غطاء ...
إن هجوم البابا على الإسلام ليس إلا حلقة صغيرة من سلسلة طويلة من تهجم المبشرين على ذاتية الإسلام لها سوابقها وتوابعها وروافدها من أسلحة الطغاة .
وليس اقتحامهم لهذه الذاتية إلا من خلال قناة العلمانية المفتوحة لكل أشكال الكيد للإسلام من تبشير وصهيونية وطائفية . بدعم تنفيذي مشهود من وزارات الثقافة والإعلام والفنون
ويكفى أن نذكر ما حدث بغطاء علماني ملخصه أن " الدين لله والوطن للغزاة " !! .
وإذا كان الدين لله فافسحوا الطريق للتبشير كما يفسح للصهيونية والطائفية !! وعملاء الاستعمار!!
وهو على كل حال تمهيد للتنوير ومقاومة " للإرهاب " في معادلته الذائعة مع " الظلامية" و" الإسلامية "
ويتجه التبشير إلى أبعد الأماكن مظنة استهداف في هذا الاقتحام
الجزيرة العربية ..
الأزهر
وهكذا ..
...لقد كان اهتمام الدول الاستعمارية بمنطقة الخليج العربي - ومايزال - مرتبطاً أشد الارتباط بالنشاط التنصيرى ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك القرار الذى أصدره لويس الرابع عشر عام 1679 بتعيين كبير دير الكراملة بالبصرة قنصلاً فرنسياً بها وما تلا ذلك من تتابع أحد عشر قسيساً فى القيام بواجبات القنصل فى البصرة بين عامى ( 1679 1739 ) (1) .
وعندما تأسست " الإرساليات العربية الأمريكية عام 1889م أكد القس صمويل زويمر و " جيمس كانتين " كما يقولان ( أن للمسيح الحق فى استرجاع الجزيرة العربية ) !!!
وادعيا أن الدلائل التى تجمعت لديهما تؤكد أن المسيحية كانت منتشرة فى هذه البلاد فى بداية عهدها ، لهذا كما يقولان ( فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية . ) هكذا (!!!)
وعندما وصل زويمر إلى البحرين حوالى عام 1310 ه ( بدأ يتصل بالناس فى الأسواق ويناقش الشباب منهم فى أمور الدين ، وكان يحادثهم باللغة العربية فقد كان يجيدها ، وبدأ يتحسس فيهم ميولهم وآمالهم ... ويقول لهم : إنه جاء إليهم فى بلادهم ضيفا عليهم ، وإذا لم يقبلوه فهو ضيف الله ... وكانوا يقولون له : أنت ضيف إبليس وبقى هذا اللقب عالقا به طوال تردده على البحرين بعد ذلك . ) (2) .
وعندما ضاقت عليه أرض البحرين ورفض الحاكم أن يثق بتعهداته استعان فى عام 1899 بالمقيم السياسى البريطانى الكولونيل " ميد " فى إلزام الحاكم بإجابة طلباته لكنه لم ينجح ، ولكنه أعاد الكرة ( عام 1901) فنجح هذه المرة فى أن يشترى ويضم أو يتسول قطعا من الأرض يضمها إلى مشروعه وما أن حل عام 1906 حتى كانت جميع المبانى الملحقة قد اكتملت مكونة المركز العام للإرسالية فى البحرين (1) وكانت هذه هى المحطة الثانية للتبشير فى المنطقة بعد محطة البصرة " .
ثم اتجه زويمر بعد ذلك إلى مسقط ، وكتب زويمر عنها يقول : ( منذ بعض الوقت ومسقط تقدم فرصة مفتوحة لنشر الإنجيل ... والعرب مستعدون للقدوم إلى منزلى لمناقشة الأمور الدينية إذا دعوتهم ... والكتب المقدسة تباع فى معظم الأماكن ، وتقرأ فى السوق أو فى المقهى . ) وعلى العموم لم يواجه هذا الغزو أية مشاكل تذكر فى مسقط فى تلك الأيام بسبب وجود الحماية البريطانية ووجود قنصل أمريكى استخدم حمايته لمتابعة هذا الغزو .
وهكذا اتجهت محاولات الغزو من البصرة إلى البحرين إلى مسقط ، إلى الساحل الشمالى ، إلى قطر ، إلى الكويت ، على تفاوت فى درجات الفشل والنجاح فى هذه المناطق ، ولكنها فى جميع الأحوال كانت شديدة الارتباط بالسلطات الاستعمارية وكان إخفاقها أو نجاحها مرتبطاً بمدى ظهور أو اختفاء هذه الرابطة الاستعمارية ، ذلك لأنه كما يقول الأستاذ سعيد حارب : كان هذا الارتباط الظاهر يؤدى إلى ابتعاد سكان الخليج العربى عن نشاط هذه الإرساليات بعد الاستقلال وانتشار الروح الوطنية المستقلة عن أية تبعية ، وكان بقاء الإرسالية فى عملها يعنى بقاء صورة من الماضى الاستعمارى ، فرأت العقلية التنصيرية ( الغازية ) أن تطوى هذه الصفحة لتبدأ بعدها صفحات أخرى تكون ذات ملامح وأساليب جديدة تتفق مع المتغيرات التى حدثت بالمنطقة . )
ثم يقول سعيد حارب : ( إن واقع التنصير فى منطقة الخليج العربى يهدد المنطقة بأسرها فخطورة هذا النشاط لا تتوقف عند الخليج بل تتجاوز إلى بقية أجزاء الجزيرة العربية التى هى الهدف الرئيسى للتنصير ) (1) .
ثم يقول الأستاذ سعيد حارب بعد أن يشير إلى النشاط التبشيرى العام الموجه إلى المسلمين فى جميع بلاد آسيا وأفريقيا : ( إن الهدف الرئيسى لم يكن غائباً لحظة عن دعاة التنصير . فمكة المكرمة هى الهدف ( كذا !!! ) والجزيرة العربية هى الطريق الى ذلك ، والخليج هو البداية التى يلج فيها التنصير إلى مكة المكرمة ، كما يصفه ... زويمر . )(2) .
***
لقد جاء فى تقرير اللجنة الثالثة من لجان مؤتمر أدنبرج التبشيرى الذى عقد عام 1910 :( اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى فى عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التى أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجع إلى تأثير العمل المشترك الذى قامت به دول أوربا كلها)(3) .
ولما انتهت اللجنة السابقة من لجان المؤتمر المذكور من أعمالها قال " اللورد بلفور " رئيس الشرف : ( إن المبشرين هم ساعد لكل الحكومات فى أمور هامة ولولاهم لتعذر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات ، وعلى هذا فنحن فى حاجة إلى لجنة دائمة يناط بها التوسط والعمل لما فيه مصلحة المبشرين فأجيب اللورد إلى اقتراحه ) (1) .
ويقول شنكال رئيس غرفة التجارة فى همبرج تعليقاً على أهمية هذا المؤتمر : ( إن نمو ثروة الاستعمار متوقف على أهمية الرجال الذين يذهبون إلى المستعمرات ، وأهم وسيلة للحصول على هذه الأمنية إدخال الدين المسيحى فى البلاد المستعمرة لأنه هو الشرط الجوهرى للحصول على الأمنية المنشودة حتى من الوجهة الاقتصادية ) (2) .
وجاء فى قرار المؤتمر المذكور ( إن ارتقاء الإسلام يتهدد نمو مستعمراتنا بخطر عظيم ، والمؤتمر يشير على الذين فى أيديهم زمام المستعمرات أن يقاوموا كل عمل من شأنه توسيع نطاق الإسلام وأن يزيلوا العراقيل من طريق انتشار النصرانية ، وأن ينتفعوا من أعمال إرساليات التبشير التى تبث مبادىء المدنية . ) (3) .
أما فى مؤتمر لكنو التبشيرى الذى عقد عام 1911 فقد جاء فى ختام تقرير للقس سيمون عن حركة الجامعة الإسلامية فى ماليزيا :
( إن العامل الذى جمع هذه الشعوب وربطها برابطة الجامعة الإسلامية هو الحقد الذى يضمره سكان البلاد للفاتحين الأوربيين (!!) { هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين } ولكن المحبة التى تبثها إرساليات التبشير النصرانية ستضعف هذه الرابطة وتوجد روابط جديدة تحت ظل الفاتح الأجنبى ) (4) .
وجاء فى ختام تقرير القس ينغ فى مؤتمر لكنو المذكور عن الانقلابات السياسية فى جزيرة العرب : ( إنه قد أزف الوقت لارتقاء العالم الإسلامى وسيدخل الإسلام فى شكل جديد من الحياة والعقيدة ، ولكن هذا الإسلام الجديد سينزوى فى النهاية ويتلاشى أمام النصرانية . ) (1) .
ومن الغريب حقا كما يقول الدكتور سعيد إسماعيل على أن تمتد يد المبشرين حتى إلى داخل الجامع الأزهر ، نعرف ذلك من رسالة أرسلها طالب طرابلسى كان يدرس فى الأزهر فى وقت غير بعيد جداً إلى مجلة الفتح العدد 64 حيث ذكر أنه بينما كان جالسا بالأزهر يراجع دروسه إذا بطائفة من المبشرين يدخلون الأزهر ، وما كادوا يصلون الصحن حتى تفرقوا فى أنحائه ، وذهب كل واحد منهم إلى ناحية كعادة موزعى الاعلانات ، فعلم أن فى الأمر شيئاً ، وقام من مجلسه لعله يعرف السبب الذى دعاهم إلى الانتشار على خلاف المعتاد ، وما هو إلا أن لقيه بعضهم فدفع إليه بكتاب من الكتب ، عنوانه " النجدين " يدور حول الكيفية التى يصير بها المسيحى مسلماً والتى يعتنق بها المسلم المسيحية ، والهدف الأخير كان هو المقصود بالطبع ، فذهب الدارس إلى بعض أولى الأمر فى الأزهر ، محتجا على ترك هؤلاء يدخلون المسجد .
كذلك كشف أحد دارسى الأزهر أن الجامعة الأمريكية وزعت مرة بجوار الأزهر منشورات تدعو فيها طلاب العلم للاعتناء بمحاضرتها ، فلبى عدد من الأزهريين ( حسنى النية ) دعوتها ، وملأوا قاعة المحاضرات حتى ازدحمت بهم وكأن الدعوة لم تصل إلا للأزهرى فيما يقول صاحب الرواية ، بالإضافة إلى عدد قليل من غيرهم وكانت المحاضرة باللغة الإنجليزية التى لا يعرفها الأزهريون (!) ، ومن هنا كانت الجامعة تستعين بمترجم ينقل معناها إلى المستمعين ، يقول صاحب الرواية : إنهم فوجئوا بالمحاضر يبشر ويوجه إلى الإسلام تهما خبيثة ، حتى تبرموا واعتذر المترجم بأنه ناقل فحسب .
وكما يقول الدكتور سعيد إسماعيل على الذى ننقل عنه ماسلف ( كان نشاط المبشرين يتعاظم وبدأت الشكاوى وصيحات الاحتجاج ترتفع من كل مكان فكان لابد للأزهر من أن يتخذ موقفاً حازماً ، فاجتمعت لأجل ذلك هيئة كبار العلماء برئاسة شيخه فى 26/6/1936 ، وعرض فى الاجتماع ما استفاضت به الأخبار من قيام المبشرين بتنصير أبناء المسلمين فى مختلف الجهات بما يتخذون من وسائل الحيل والفنون والإغراء تارة وضروب العنف والإرهاب أخرى . وبعد البحث والمداولة قررت الهيئة انظر مجلة نور الإسلام ربيع أول 1352 ه مطالبة الحكومة بأن تسن تشريعا حازماً يجتث بذور هذا الفساد ، ويستأصل شأفة هذا المرض الوبيل القتال ، كى يطمئن المسلمون على دينهم وكى يكون أولادهم وإخوانهم وأقاربهم فى مأمن .) (1)
ولا جدال فى أن دور الاختراق الفكرى قد فاحت رائحته الكريهة فى هذه المؤتمرات وذلك النشاط كما لاشك أن ذلك يتم بالمخدر العلماني الأقوى : استبعاد الدين .واستبعاد الدين هنا مقصود به " الدين الإسلامى " بخاصة ، وإذن ، فالعلمانية موظفة لدور تآمرى ملوث .
يقول القس اكسنفلد فى مناقشة له بمؤتمر أندنبرج التبشيرى الذى أشرنا إليه سابقاً وذلك بعد أن أشار إلى ( أن الخطر الإسلامى صار أمره معروفاً عند الجميع ... ) {هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين} قال : إن الحكومة لابد لها من القيام بتربية الوطنيين المسلمين فى المدارس العلمانية مادام هؤلاء المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية ... ) (2) .
وهنا يكون من الواضح أن العلمانية وإن كانت تستبعد الدين إلا أنها تجد فى الدين المضاد حليفاً طبيعياً يشاركها فى العمل على تحطيم الدين الأصلى السائد .
&&&
إن العاملين فى مجال الإساءة للإسلام وفي مقدتهم البابا بنديكت هم رأس حربة لثالوث متداخل الأركان : الاستعمار والتبشير والعلمانية . ثم انظر بعدُ تحت أى حذاء من أحذية هذا الثالوث تجد البابا وتحت أي حذاء آخر تجد من يسمون أنفسهم دعاة الإسلام الجديد " !!!
وللقارئ أن يعيد قراءة هذه الوثائق ليتأكد من صحة استخلاصنا لسمات هذ الثالوث منذ نشأته حتى اليوم حيث نجد :
· النزعة الاستعمارية في صميم التبشير في إعلانهم ما يسمونه استرجاع الجزيرة العربية ( أن للمسيح الحق فى استرجاع الجزيرة العربية ) !!!
· تزييف التاريخ في قولهم : (( فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية . ) هكذا (!!!)
· التحالف المباشر بين التبشير والحركة الاستعمارية في قولهم : ( إن المبشرين هم ساعد لكل الحكومات فى أمور هامة ولولاهم لتعذر عليها أن تقاوم كثيراً من العقبات )
· والرأسمالية في قولهم : (إن نمو ثروة الاستعمار متوقف على أهمية الرجال الذين يذهبون إلى المستعمرات ، وأهم وسيلة للحصول على هذه الأمنية إدخال الدين المسيحى فى البلاد المستعمرة )
· التسلل النفاقي من خلال المشاعر الإنسانية.. يقولون لمن يصدهم : ( : إنه جاء إليهم فى بلادهم ضيفا عليهم ، وإذا لم يقبلوه فهو ضيف الله ...!!)
· الاختباء بين أعطاف ما يسمونه " ارتقاء الإسلام " في قولهم ( إنه قد أزف الوقت لارتقاء العالم الإسلامى ) !!
· طرح ما يسمونه " الإسلام الجديد " في قولهم ( وسيدخل الإسلام فى شكل جديد من الحياة والعقيدة ، ولكن هذا الإسلام الجديد سينزوى فى النهاية ويتلاشى أمام النصرانية . )"
· التحالف مع " العلمانية " في قولهم : ( إن الحكومة لابد لها من القيام بتربية الوطنيين المسلمين فى المدارس العلمانية مادام هؤلاء المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية ... ) (2) .
· الاختباء في أروقة المؤسسات التعليمية من المدارس الثانوية و" الجامعة الأمريكية " في قولهم : ( اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى فى عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التى أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجع إلى تأثير العمل المشترك الذى قامت به دول أوربا كلها )
· محاولة التسوية بين المقاومة و ما يسمونه " الحقد " " الإرهاب " ضد أوربا " الفاتحة في قولهم : " ( إن العامل الذى جمع هذه الشعوب وربطها برابطة الجامعة الإسلامية هو الحقد الذى يضمره سكان البلاد للفاتحين الأوربيين (!!)
· إشاعة الخوف من الإسلام " فوبيا الإسلام " في قولهم : ( أن الخطر الإسلامى صار أمره معروفاً عند الجميع ... ) {هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين}
· وقاحة اقتحام المؤسسات الإسلامية الأصيلة " الأزهر حيث ( كشف أحد دارسى الأزهر أن الجامعة الأمريكية وزعت مرة بجوار الأزهر منشورات تدعو فيها طلاب العلم للاعتناء بمحاضرتها ، فلبى عدد من الأزهريين دعوتها ، وملأوا قاعة المحاضرات حتى ازدحمت بهم ) إلخ القصة في بداية القرن العشرين
· الهدف مكة المكرمة (الخليج هو البداية التى يلج فيها التنصير إلى مكة المكرمة .. . )(2)

{هكذا في بداية القرن العشرين كما في بداية القرن الحادي والعشرين
· فهل هناك جديد تحت شمس البابا بنديكيت ؟!!
والمطلوب إذن أن نفهم ، لكن لا على هوى " البنديكيت " المبشر الكاثوليكي الجامح .

(1 أنظر سعيد حارب فى كتابه ( الخليج العربى أمام التحدى العقدى . ) ص 47 نقلاً عن دليل الخليج لوريمر ج، 6 ، ص 342.)
(2) المصدر السابق نقلاً عن المؤرخ البحرينى مبارك الخاطر فى كتابه ( القاضى الرئيسى الشيخ قاسم بن مهزع ) .
(1) المصدر السابق 59 61 .
(1) المصدر السابق من ص 70 إلى ص 75 .
(2) المصدر السابق ص 74 .
(3) كتاب الغارة على العالم الإسلامى تأليف أ.د شاتليه ترجمة مساعد اليافى ومحب الدين الخطيب ، القاهرة ، المطبعة السلفية / عام 1350 ه ، ص 72 .
(1) الغارة على العالم الإسلامى السابق ص 78 .
(2) المصدر السابق ص 80 .
(3) المصدر السابق ص 82
(4) المصدر السابق ص 105 .
(1) المصدر السابق ص 112 .
(1) انظر كتاب دور الأزهر فى السياسة المصرية ص 309 310 .
(2) كتاب الغارة على العالم الإسلامى ص 82 .
(2) كتاب الغارة على العالم الإسلامى ص 82 .
(2) المصدر السابق ص 74 .

yehia_hashem@ hotmail .com
www.maktoob.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.