* أقول للمشير السيسى بكل ثقة ويقين , أنت لست رئيسي . فكيف أعترف بك رئيسا وقد علقت ستائر الخوف والرعب على كل نوافذ الوطن . كيف أعترف بك رئيسا وقد جرفت أرض مصر من كل زهور الديمقراطية , وزرعت بدلا منها أشواك الديكتاتورية . كيف أعترف بك رئيسا وقد صار الوطن فى عهدك البئيس شوكا لاورق فيه , يدمى بنان كل من يلامسه . كيف أعترف بك رئيسا وقد اقتحمت على غرفتي , وحرقت من تحت رأسي وسادتي , واعتقلت وسجنت وقتلت كل إخواني ولم تستر عرض اخوتى . كيف أعترف بك رئيسا وقد أفسدت على ديني وشوهت عقيدتي , واتهمتني بأنني أتاجر بالدين , ولم أسمعك يوما تهاجم تجار المخدرات ومتعاطي البانجو والهيروين . كيف أعترف بك رئيسا وقد دهست تحت نعل البيادة إرادتي , ونشلت أحلامي و سجنت وقتلت كل الشرفاء فى قريتي . كيف أعترف بك رئيسا وقد أطلقت غربان الخراب السوداء تنهش بمنقارها الطويل فى جسد وطني , تمص دماءه وتبعثر أشلاءه حتى صرنا نتنفس الخوف ونستنشق الرعب فى وطني . * كيف تكون أنت ياسيسى رئيسي..؟ . وكل إخواني ظلما فى السجون , يتجرعون كأس الظلم الممتلئ بالأحزان والشجون . ولم تكن لهم تهمة ولا يحزنون . كيف أعترف بك رئيسا وقد اغتصب جنودك الفتيات الصغار , وأشعلت فى قلوب أمهاتهن جذوة نار . وتعديت كل الحواجز وحرقت كل الأستار . كيف أعترف بك رئيسا وقد أحرقت على مسجدي , وقتلت شيخي وإمامي في مشهد فظيع بشع غير إنساني . كيف أعترف بك رئيسا وقد قتلت فى نفسي الأمل , وغرست بين أضلعي شوك الألم . كيف أعترف بك رئيسا وقد سرقت من مقلتي الدموع , وكسرت فى جسدي كل الضلوع . كيف أعترف بك رئيسا وقد دفنت الوطن فى مقابر النسيان , حتى بكى عليه كل إنس وجان . ولم يعد للوطن ذكرى بين أمم كانت يوما تمد يدها لمصر تسألها الصدقة والإحسان . * كيف أعترف بك رئيسا ياسيسى وقد هدمت خيمة الوطن على رؤوس الناس . وخلطت الحق بالباطل وزعمت كذبا وزورا أن الأمر فيه غموض والتباس . ثم فتشت جيوب الوطن وصادرت أمواله وثرواته ثم قلت الوطن يعانى من إفلاس . كيف أعترف بك رئيسا وقد هجر الوطن علماء وشرفاء فى كل فروع العلم والمعرفة , ليدفع الوطن بهجرهم ثمنا باهظا كبيرا فيه تكلفة . كيف أعترف بك ياسيسى رئيسا وقد احتفل بتنصيبك رئيسا بنو صهيون , وقد نسيت يوما أنهم دفنوا جنودنا تحت الأرض أحياء وداسوا على جماجمهم فى مشهد فظيع إجرامي كله جنون . أنسيت يوم أن دمروا مدرسة بحر البقر على رؤوس أطفالنا , إن كل من يضع يده فى أيديهم لاشك ملعون ملعون ملعون , مهما تباعدت الأيام ومر الزمان وتوالت السنون .
* كيف أعترف بك ياسيسى رئيسا , وقد اختطفت رئيسا انتخبناه , ولوثت سمعته الذكية الطاهرة بلا ذنب جنته يداه . ومهما لطخت سمعته وشوهته فلن ننساه . أذكرك ياسيسى بأن غيرك كان أشد منك قوة وأكثر جمعا فخسف الله به وبداره الأرض وما أغنت عنه كنوزه التي كانت تنوء بحملها العصبة من الرجال . كيف أعترف بك رئيسا وفى كل شارع مأتم , وفى كل بيت شهيد , وفى كل قرية عشرات المصابين , وعشرات المشردين , وعشرات المكلومين . لقد تحولت الشوارع والميادين إلى سرادقات للعزاء , كيف أعترف بك رئيسا وقد اكتسى الوطن باللون الأسود ليعلن الحداد على شهداء قدموا حياتهم فداء للحق وحبا فى الوطن , فما رحمت شبابهم , وما قدرت عطاءهم , وما حفظت دماءهم , وما رحمت أنات وحسرات أمهاتهم وآبائهم . لقد أضعت الوطن يوم أن قتلت شبابه . * كيف أعترف بك رئيسا وقد أطلقت البلطجية من السجون ينهشون أجساد الأحرار كاالكلاب المسعورة , أفلتوا فأتلفوا . زودتهم بطلقات الرصاص على سمع وبصر كل الناس , فراحوا يقتلون فريقا ويأسرون فريقا . عاثوا فى مصر فسادا ثم كافأتهم فأطلقت عليهم لقب المواطنين الشرفاء , وماهم بشرفاء . بل أنذال أخساء , لايعرفون للمواطن كرامة , ولا للوطن حرمة , ولا للدين قدسية , فهم لاينتمون للبشرية ولا للإنسانية . كيف أعترف بك رئيسا وقد عدت بمصر تجر أذيال الخيبة إلى عصر ماقبل التاريخ , حيث البشر لايفرقون بين أرض ولامريخ . عدت بالوطن إلى عصر السلخانات البشرية , حيث التعذيب الممنهج المرتب الذى يتصف بالحيوانية . عدت بالوطن إلى عهد الظلام الدامس , عصر العنجهية الناصرية , حيث القتل على الهوية فى السجون الحربية . * كيف أعترف بك رئيسا وقد نصبت نفسك فرعونا جديدا فى انتخابات مزورة . حيث اللجان خالية والصناديق ممتلئة ..! . الكذب مكشوف والتزوير مفضوح والتدليس معروف . كيف أعترف بك رئيسا وقد انتهكت الأعراض , ونشرت الأمراض , واستبحت حرية الأفراد . كيف أعترف بك رئيسا وقد صار الخونة شرفاء , والشرفاء خونة . وصار فى عهدك اللصوص أمناء والأمناء لصوص . كيف أعترف بك رئيسا وقد أطلت الأفاعي تحت سمعك وبصرك برأسها من الجحور. كيف أعترف بك رئيسا وقد حولت الوطن إلى غابة , يأكل القوى فيها الضعيف ويفترس الغنى فيها الفقير . صار العزيز ذليلا والذليل عزيزا , صعدت بالرمم لتحتل القمم , وهبطت بالقمم مكان الرمم . تصدر الفاسدون كل المؤسسات , وصار العنوان هو الانفلات , انفلات فى الأخلاق , فى السياسة , فى كل القيم الأخلاقية , وانفلات وقلة أدب وقلة وذوق فى قنوات منتصف الليل الفضائية . * إن مقعد الرئاسة تكليف وليس تشريف . أمامك شاب عاطلون , ومرضى يموتون , وأبرياء معتقلون , وأمهات ثكالى يبكون , وفتيات صغار فى السجون يغتصبون . أرني كيف تعالج أمراض وطن , رتع فى أرضه الفاسدون . وتربى فى أحشائه اللصوص الناهبون . أرني كيف تعطى لكل ذى مظلمة مظلمته , وقد امتلأت السجون بالأبرياء , حتى وصلت صرخاتهم عنان السماء . الحمل ثقيل وأنت ضعيف غير مؤهل لتحمل عبء المسئولية , وإنها لأمانة , وإنها يوم القيامة خزى وندامة , إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها . وأنت لم تأخذها بحقها , بل أخذتها بقوة السلاح ممن هو أهل لها وأحق بها منك , وقذفت به فى غياهب الجب . فكيف بعد كل ذلك أعترف بك رئيسا . الله ربنا بيننا وبينكم حكما , وهو يفصل بيننا بالحق والميزان , يوم يكرم المرء أو يهان .