قال مصدر دبلوماسي بريطاني رفيع إن سفارة بلاده في صنعاء أغلقت أبوابها حتى إشعار آخر، على الرغم من تشديد السلطات اليمنية التدابير الأمنية حول مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية. ويأتي هذا الإجراء بعد التفجير الدامي الذي استهدف السفارة الأميركية في صنعاء ، وإثر تهديدات باستهداف السفارة البريطانية وسفارات عربية أخرى. وذكر المصدر الدبلوماسي البريطاني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن السفارة البريطانية أغلقت أبوابها حتى إشعار آخر وتم وقف تقديم كل الخدمات التي توفرها. وفي لندن صرح الناطق باسم الخارجية البريطانية بأن خدمات السفارة عٌلقت بصورة مؤقتة حتى اتخاذ إجراءات أمنية إضافية. استنفار من جانبها أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها وضعت مختلف أجهزتها ووحداتها الأمنية في حالة تأهب تام كما عملت على تشديد وتكثيف حراستها لمختلف الأجهزة والمرافق والسفارات والمكاتب الدبلوماسية استعدادا لمواجهة وإحباط "أي تهديد إرهابي". وذكر مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة أن الأجهزة الأمنية "تمكنت عقب إفشالها العملية الإرهابية من اعتقال مجموعة من العناصر المشتبه في صلتها بالجريمة الإرهابية وارتباطها بعناصر القاعدة مع مواصلتها ملاحقة العناصر المشتبه في صلتها بتلك الجريمة". ويأتي إعلان الداخلية اليمنية بعد أن كشف مصدر أمني مطلع أن أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية تقوم منذ محاولة تفجير السفارة الأميركية بعمليات تحر وتعقب ومتابعة لمجموعة من عناصر القاعدة يعتقد أن لها علاقة مباشرة بمحاولة التفجير تتحصن في بعض المناطق القبلية في محافظة مأرب وبالذات في منطقة عبيدة. وأفادت تقارير إخبارية لوسائل إعلام يمنية مقربة من السلطة بأن ناصر الوحيشي وقاسم يحيى مهدي الريمي وغالب عبد الله الزايدي وحمزة علي صالح الضياني يعتبرون من أبرز العناصر القيادية لمجموعة القاعدة بمحافظة مأرب شمالي شرقي اليمن. تعقب وأشارت إلى أن هذه العناصر التي تتواجد في محافظة مأرب هي التي تقف إلى جانب آخرين وراء سلسلة من حوادث التفجيرات والهجمات والعمليات الانتحارية التي وقعت في عدد من المحافظات اليمنية, منها العملية التي استهدفت فوجاً من السياح الأسبانيين في مأرب منتصف العام الماضي وأودت بحياة عشرة منهم. وتوقعت التقارير أن تشهد منطقة عبيدة بمأرب خلال الأيام القليلة القادمة مواجهات بين القوات الحكومية وأنصار القاعدة بعد أن أنذرت السلطة مشايخها بالتخلي عن حماية هذه العناصر. ووعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمطاردة ومحاكمة مرتكبي الهجوم. وأدى الهجوم الذي نفذ بواسطة سيارتين مفخختين على السفارة الأميركية الى مقتل 16 شخصا، هم ستة جنود يمنيين وأربعة مدنيين وستة مهاجمين. وتبنت الهجوم مجموعة "الجهاد الإسلامي في اليمن" التي أعلنت ارتباطها بالقاعدة، وطالبت بإغلاق القنصليتين الأميركية والبريطانية وهددت السلطات اليمنية والمصالح الغربية والسفارة السعودية في صنعاء، كما طالبت بالإفراج عن معتقليها في السجون اليمنية.