وصل فساد الحكومة إلى رحلات العمرة، حيث تسبب المسئولين في قضاء الآلاف من المعتمرين الليل مفترشين الشارع أمام ميناء نويبع، وفشلوا في إيجاد عبارات تقلهم إلي ميناء العقبة الأردني، مما دعاهم للتظاهر على الإجراءات التعسفية التي جعلتهم يخروجون عن صمتهم تجاهها. ندد المسافرون بالحكومة والأجهزة الرسمية التي تركتهم في العراء لمدد تتراوح ما بين 3 إلي 5 أيام دون تحديد موعد لنقلهم في رحلة أداء العُمرة. أشار المعتمرون إلي أن إدارة الميناء أدخلتهم الدائرة الجمركية وختمت جوازات السفر ب»المغادرة« منذ 3 أيام ولم تتركهم يسافرون مشيرين الي منح الميناء أولوية ركوب العبارات للاجانب وتعرض عدة عبارات لاعطال مفاجئة.
وفي تقرير ميداني نشرته جريدة "الوفد": أكد أن مافيا السياحة أشعلت فتيل أزمة العُمرة قبل أوانها المعتاد في عُمرة رمضان. وأشارت الجريدة بعد مقابلات مباشرة مع المعتمرين في نويبع الي أن التظاهرات وجهت اللوم الي شركات السياحة والمسئولين بوزارة النقل وميناء نويبع حيث حملوهم مسئولية التلاعب في توقيتات حجز العبارات لتحقيق أكبر عائد من الارباح ونقل المعتمرين في أتوبيسات غير مطابقة للمواصفات.
وأشاروا الي احتكار 5 شركات سياحية عمليات نقل الركاب عبر منفذ العقبة والتي تسعي الي نقل نحو 350 ألف معتمر خلال الشهر الحالي بما يفوق امكانيات الخط الملاحي. وافترش المعتمرون الارض وناموا في العراء واكتفت الشركات باحضار المسافرين الي الميناء بينما اختفي مندوبوها المسئولون عنهم خلال الرحلة بأكملها. وأشار المعتمرون الي معاناتهم الشديدة من سوء الخدمة في الميناء مؤكدين عدم وجود دورات مياه صالحة للاستخدام ومضاعفة أسعار المياه والمأكولات.
ومن ناحية أخري ذكر محمود شاكر محرر شئون النقل ان وزارة النقل اكتشفت إغراق سوق العُمرة بنحو 30 ألف تذكرة غير مؤكدة الحجز علي العبارات وتم إجبار أصحابها علي الذهاب الي ميناء نويبع مما أوجد تكدساً. وتوقعت الوزارة تزايد معدلات الازمة مع تدفق المزيد من المواطنين الي نويبع.
وأشارت تقارير وزارة النقل الي لجوء بعض المتظاهرين في نويبع الي قطع الطريق الرئيسي بالميناء حيث تدخلت أجهزة الامن لتهدئة المعتمرين وفض المشاجرات التي نشبت مع مندوبي الشركات والجمعيات الاهلية والتوكيلات الملاحية.
وفي قطاع السياحة أشار التقرير إلي توجه عدد كبير من المعتمرين الي نويبع بمجرد حصولهم علي تأشيرة العُمرة ضاربين عرض الحائط بقرار اللجنة العليا للعُمرة لإلغاء العُمرة البرية للجمعيات الاهلية وتوجهوا الي نويبع وسفاجا مما تسبب في تكدس المسافرين. وأكد وجود 105 أتوبيسات تقل 5200 معتمر خارج قرية الحجاج في نويبع ينتظرون دخول الميناء بالاضافة الي 1500 اخرين ينتظرون السفر خلال ساعات علي رحلتين للعبارة »البرنسيسة« وألقي ابراهيم الشيخ عضو غرفة شركات السياحة بمسئولية تأخير وصول المعتمرين الي الاراضي المقدسة علي شركة الجسر العربي مشيراً الي أن تأخير الرحلة يتراوح ما بين يومين وثلاثة أيام. وفي سفاجا افترش 850 معتمراً أرض الميناء لمدة 17 ساعة لتأخر وصول العبارة التي تقلهم الي السعودية. وحرر المسافرون عدة محاضر بالواقعة في شرطة ميناء سفاجا قبل إقلاع العبارة فجر أمس الي ميناء »ضبا« السعودي.
وحذر مصدر مسؤول في الميناء من حدوث تكدس كبير يفوق الطاقة الاستيعابية له، مؤكدا أن الميناء لا يستوعب أكثر من 95 أتوبيسا في اليوم الواحد، بينما استقبلت نويبع 130 أتوبيسا في يوم واحد، بما يؤكد أن هناك أكثر من 35 أتوبيسا فوق طاقة الميناء والعبارات العاملة في الميناء.
وأوضح المصدر أن كل أتوبيس ينقل 45 معتمرا خلاف الطاقم، بما يؤدي إلي تكدس أكثر من 1500 معتمر يوميا.
وأشار إلي أن أهم الأسباب التي أدت إلي التكدس هو فشل شركة الجسر العربي التي تحتكر الملاحة بين ميناءي نويبع والعقبة في توفير عبارات إضافية للقضاء علي الأزمة، خصوصا أن المسؤولين عن الشركة أكدوا أنهم علي استعداد لاستئجار عبارات إضافية في أوقات الذروة، وهو ما لم يحدث حتي الآن. كما أكد المصدر أن القدرة الاستيعابية لميناء نويبع لا تزيد علي 5 آلاف معتمر بما فيها قرية الحجاج.
ومن جانبه، أكد العربي الحسيني إسماعيل رئيس مجلس مدينة نويبع لجريدة "المصري اليوم" المستقلة: أن السبب في حالات التكدس يعود إلي عدم التزام الشركات والجمعيات بالمواعيد المحددة لها، إضافة إلي وجود عدد كبير من سائقي الأتوبيسات في الخط البري لا يحملون رخصا صالحة، لذلك تم عمل نقطة انتظار أمامية قبل الميناء ب2 كيلو متر لضبط الحركة داخل الميناء.
وفي الوقت نفسه، أكد عادل فريد رئيس لجنة السياحة الدينية بالاتحاد المصري للغرف السياحية أن السبب في حالات التكدس في ميناء نويبع يعود أيضا إلي مخالفة الجمعيات الأهلية والنقابات للقانون، حيث إنه لا يحق لمعتمري الجمعيات الأهلية السفر عن طريق ميناء نويبع لأنه خاص بمعتمري الشركات السياحية.
جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه اللواء محمد السيد الفار رئيس الإدارة المركزية لميناء نويبع، أنه لا يوجد تكدس نهائيا في الميناء والحركة تسير بشكل طبيعي ودون مشاكل، حيث يتم نقل أكثر من 5 آلاف معتمر يوميا، رغم أن المعدل الطبيعي هو 4 آلاف راكب بالتنسيق مع شركة الجسر العربي.